موازنات – الطيب المكابرابي – ورحل حكيم ومفكر سوداني

الخرطوم الحاكم نيوز

هي ارادة الله وسنة الحياة والكون ان نولد ثم نعيش لنموت أو نموت قبل أن نقضي على وجه البسيطة ساعات..
الإمام الحبيب الصادق المهدي الذي غيبه الموت فجر الخميس ليس بدعا ولا استثناء من المقادير ونواميس الكون فقد ولد وعاش وعمل وافني زهرة عمره وشيهوخته في العمل العام الذي بدأ منتصف ستينيات القرن المنصرم…
شب الإمام علي ماوجد عليه خال الاسرة من جهاد وكفاح وعمل سياسي ومشاركة اجتماعية تمددت حتى وصلت درجات تغذية الأرواح…
بدأنا العمل الصحفي وهو يرأس وزراء السودان في العام ٨٦ فقاد البلاد وسط أمواج متلاطمة وهلافات ومناكفات سياسية وعوامل ضغط خارجي وحروب وتفلتات فكان حكيما في تعامله مع كل هذه الانواء وكان يعرف أين يدير الدفة وكيف يوجه المركب حيث بر الأمان. ََ..
لما يمارس هو تحديدا اي دور من أدوار التسلط أو الديكتاتورية على الناس رغم ماكان يجده احيانا من نقد لاذع ورسومات كاريكانورية تتهكم منه ومن الحكم القائم آنذاك فكان التعامل من جانبه انها الديمقراطية وانها الحرية في حدودها التي تحترم حقوق الآخرين…
عارض وحيدا في كثير من الأوقات والفترات وتعرض للسجن والاعتقال رغم تقدم العمر وعاش في المنافىطوعا وكرها في سبيل مؤمنا بقضيته التي لم تكن القضية كل اهل السودان..
كان عليه الرحمة من الحكمة بمكان فكنا لانتردد لحظة ان اتخذ موقفها في ان نقول انه اتخذ الموقف السليم الذي يشكل حجر زاوية في الحفاظ على عدم تفتيت البلاد وتشتيت أبناء الوطن
كانت مواقفه وان تارجحت تبني على خط استراتيجي يستهدف اول مايستهدف خلق التوازن اللازم ومنع جهة من السيطرة على المشهد وبالتالي ميل الكفة ووجود حال لايمكن السيطرة عليه..
مواقفه شخصيا كانت تنبني وتقوم على حرض كبير على وحدة البلاد وجعل الكل يشعر بأنه جزء منها وعليه واجب الاسهم في الخروج مماهي فيه..
كان المهدي عليه رحمة الله كان مفكرا ثاقب النظر وصاحب اسهامات شتى في المجال ين السياسي والديني وكانت له من المشاركات في المؤتمرات والمحافل الدولية مفكرا مايضيق بذكره المكان..
غيب الموت رمزا وطنيا وقاذدا محنكا وخبيرا سياسيا ومفكرا مسهما في كل المجالات فالموت ابدا لايستثني الاخيار..
رحمه الله تعالى واجزل له العطاء بقدر ماقدم لهذا الشعب والأمة العربية والإسلامية والله نسأل ان يكون في عقبه وحزبه وطائفته من يعطي لهذا الوطن احساسنا بأن المهدي بين الناس…

وكان الله في عون الجميع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى