دكتورة جنان الدليمي تكتب : التعليم الالكتروني له وما عليه

الخرطوم – الحاكم نيوز
بعد جائحة كورونا العالمية أُغلِقت الجامعات والمدارس وجميع المؤسسات التعليمية أبوابها الأمر الذي أدى زيادة قلق الطلبة في جميع المراحل الدراسية حول مستقبلهم التعليمي فالتحدي صعب جدًا، لذا لجأت الجامعات العراقية الى اعتماد المنصة التعليمية كحل بديل لاستكمال المنهج الدراسي وإجراء الامتحانات عن بعد، وقد نجحت هذه الخطة التي هي وليدة الأزمة. وكان على دولة بحجم العراق وميزانية العراق أن توفر التعليم الإلكتروني منذ زمن بعيد فالعراق ليس فقيرًا والتعليم الإلكتروني ناجح جدًا مع الكليات الإنسانية مع ضرورة أن تكون الامتحانات في الجامعات وبحضور الطالب وليس عبر النت.
والتعليم الإلكتروني يوفر الوقت والجهد والمال الذي يستهلكه الطالب للوصول الى جامعته كما يوفر مصاريف السكن على طالب الذي يدرس في مدينة غير مدينته. ولا ننسى أن كثير من الطلبة المتميزين هم من يطورون أنفسهم بالمطالعة خارج الكلية، فالكليات لا تُخرج علماء ولا تُخرج عباقرة، الكليات تمنح شهادة فقط. اعطني على سبيل المثال -لا الحصر- إعلاميًا ناجحًا واحدًا قد خرجته كلية الأعلام! فكلُّ الإعلاميين الناجحين (وأعني المتمكنين جدًا) هم ليسوا خريجي كليات إعلام!! لا تندهش فحتى الحقوقي الحاذق لم تجعله كلية القانون حاذقا مثلما لم تلد كليات التربية مدرسين ماهرين بل هم من طوروا أنفسهم بالمطالعة الخارجية أو بالتجارب.
لكن دولة مثل العراق باتت متخلفة وأمية فالأمية اليوم هي في عدم الاعتماد على شبكات النت بشكل رئيس، سواء في التعليم أو غيره، ولو لم نكن دولة متخلفة لما كان المواطن العراقي ليقضي نصف عمره في مراجعة الدوائر بسبب الروتين ثم يقضي نصف عمره الآخر في مراجعة الأطباء بسبب تعبه النفسي الذي جعل غالبية العراقيين مصابين بالقالون العصبي!
ولو قسنا العراق بدول الخليج التي استخدمت التعليم الإلكتروني قبل عدة أعوام فالعراق بلا أدنى شك يعيش في دوائر مغلقة من الجهل والتخلف.
أخيرًا يجب التشجيع على التعليم الإلكتروني خاصة مع الكليات الإنسانية حتى لو انتهت كورونا مع الانتباه أن ذلك غير ممكن مع الكليات العلمية وبخاصة التي تمس حياة الإنسان بشكل مباشر كالطب مثلا. وكذلك تعليم الصغار الذي يحتاج إلى التعليم المباشر لكن لا ضير بالخلط مع التعليم الإلكترونية مع مواد معينة.
يحتاج النظام الإلكتروني الجديد الى توفير البنى التحتية اللازمة وكذلك يحتاج إلى طاقات بشرية وعدنا الآلاف من خريجي الحاسبات والهندسة وهم عاطلون عن العمل. والأهم من كل هذا فالأمر يحتاج إلى إعادة نظر في إعداد المادة العلمية وجعلها مختصره وهادفة وغير مملة يستفاد منها الطالب بشكل حقيقي وليس مجرد تلقين دون فائدة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى