لأجل الكلمة – لينا يعقوب – ما بعد الإنجاز

الخرطوم : الحاكم نيوز
أخيراً، تحقّق إنجاز واضح لحكومة الفترة الانتقالية لا يقلل منه إلا مكابر.
وَضع السودان في القائمة السوداء أثّر سلباً على وضع البلاد سياسياً واقتصادياً وحتى اجتماعياً، وبات تواجد اسمه في قائمة الإرهاب على مدى 27 عاماً، “شماعةٌ” يُعلق عليها الفشل.
إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب نيّته رفع السودان من القائمة يُعد “إنجازاً سياسياً كبيراً”، فمن منا يذكر أن ترمب وخلال فترة حكمه التي امتدت أربع سنوات ذكر اسم السودان سلباً أو إيجاباً خلال تغريداته اليومية..؟
اهتم العالم بعبارات ترمب التي لها ما بعدها، وقد كان موقف رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الرافض للتطبيع مع إسرائيل قبل رفع السودان من القائمة قوياً موفقاً، حتى إن قررت الحكومة بعد ذلك المُضي في التطبيع.
جائزة قيِّمة وثمينة مُنحت للحكومة في وقتٍ كانت ومازالت تتداعى فيه من تدهورٍ اقتصادي يومي، مما جعل الشارع لأكثر من مرة يقرر الخروج لإبداء الغضب.
وإن كان معظم الشعب السوداني سعيداً بإزالة السودان من القائمة الإرهابية، إلا أنه يعلم أن آثارها الاقتصادية لن تظهر الآن.
منذ وقتٍ مبكر، كانت كبريات الصحف الأمريكية تنشر مقالات لكُتّاب مختصين في الشأن الأفريقي والسوداني، جمعتهم وحدة الفكرة والمضمون،”رفع اسم السودان من القائمة لن يسهم في تحسين الوضع الاقتصادي”.
وكان الكُتّاب يوردون عدداً من الإصلاحات المطلوبة في النظام المصرفي والبنك المركزي، فضلاً عن تغيير عدد من القوانين وسَن تشريعات جديدة، والابتعاد عن توهم أن مغادرة القائمة يعني حدوث انفراج.
ولأن خبراء الاقتصاد في السودان يعلمون تعقيدات وضع بلادهم، فلا بد أن يخرجوا بآرائهم للعلن، ناقدين ومصححين لكثير من المهازل التي تحدث في قطاع الاقتصاد.
انتفت اليوم “شمّاعة” الفشل التي تعلق عليها الأخطاء، ويجب أن لا تظهر شمّاعة جديدة خاصةً إن كانت السياسات الخاطئة والعشوائية واضحة للجميع.
صفقات وعطاءات مشبوهة أفقدت البلاد نصيبها من حصائل الصادر، زيادة مرتبات بطريقة غير علمية أو مدروسة، الاعتماد على مؤتمرات المانحين والنفير الشعبي وتبرعات المواطنين، تضارُب الرؤى والقرارات الاقتصادية بين الحاضنة السياسية والجهاز التنفيذي والمكون العسكري، إهمال الإنتاج بطريقة مُدهشة في كل الولايات السودانية، فقدان السودان ريادته في صادر الماشية والصمغ العربي والفول السوداني، فضلاً عن أبرز النقاط وهو فشل الجهاز التنفيذي في السيطرة على ولاية المال العام.
أهل الاقتصاد أدرى بمطلوبات الحكومة، لكن ما هو واضح، إن إصلاح قطاع دون آخر سيجعل البلاد والعباد في مربع الفشل.
مبروك للسودان ولأهله الاتجاه لرفع اسمه من هذه القائمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى