امل ابو القاسم تكتب : يستحق الإستوزار

صحيح ان هنالك حملة شرسة على الحكومة التنفيذية ومن المؤكد أنها ليست من فراغ كما أن المؤكد أن ليست هنالك أجندة من ورائها بل العكس فقد وجدت ترحيبا حارا ودفعا معنويا سيما لرئيسها الدكتور “عبدالله حمدوك” كان بمثابة حملة إيجابية لتشجيعه في ممارسة مهامه وهو يواجه إفرازات الحكومة الفائتة ولكي يتمكن من الخروج بالبلاد إلى بر الأمان لكن ومن أسف خابت التوقعات وأرتدت عليهم واقعا بائسا وكما اسلفت أمس أن أعضاء حكومته هم أس الفشل سواء اكانوا وزراء أو ولاة أو مدراء مؤسسات وقد طولب من مدة بإجراء جراحات عاجلة عليها كيما يجتث الخبيث منها ويرمم الفتق بآخرين أكثر دربة ليحلقوا بإنقاذ ما يمكن إنقاذه لكن لا حياة لمن تنادي إلى أن بلغ الأمر المناداة وتعالت الأصوات باستقالته هو نفسه.
ومع ذلك لا أعتقد أن هناك نية تقديم إستقالة أو إقالة وما زالت الفرصة أمامه مستفيدا من تجربة عام كامل.
لكن وللحق يصبح من الإجحاف بمكان أن اسقطنا الفشل كاملا على الجميع فهناك من أداءه جيد وآخر ضعيف وهؤلاء لم نسمع لهم صوتا في الأساس بينما هنالك من يجسدون الفشل بعينه والمؤلم أن هؤلاء هم من يقفون على سدة وزارات ذات صلة بالاقتصاد، ودعوني هنا أن أعرج على تجربة واحد منهم لا أدري ما رأى من يعملون معه ويعرفونه عن قرب لكني ومن خلال انطباع عام عززه حوار أجريته معه الأسبوع الماضي جعلني اصنفه كوزير فاعل.
وزير الشئون الدينية والأوقاف الأستاذ ” نصر الدين مفرح” سبق لي وفي بداية استوزاره أن كلت له النقد ووصفته بالنشاط وغير ذلك معتمدة على مقطع فيديو راج عقب توليه الوزاوة ارغد وازبد من خلاله وهو يكيل الشتم والسباب للمؤتمر الوطني ووقتها لم آبه للمعنى بالشتم بقدر ما استفزتني الطريقة التي كان يتحدث بها والمفردات التي استخدمها فخصصته بمقال كامل عبته فيه.
ثم حدث سوء فهم ثاني عند أول لقاء له بالإعلاميين في فندق “قراند” بالخرطوم واعتذرنا عنه بعد تفهمنا لملابسات الموقف. بعدها مضى الرجل في عمله المكلف به وظلت وسائل الإعلام تنقل عنه لقاءات وأخبار هنا وهناك وجد بعضها حظه من التهكم والتقريظ سيما ما يعني المسيحين وقد ناكفته وأنا أجرى معه اللقاء الصحفي بعد أن استمعت إلى ردوده العقلانية الشفافة بأن ( والله يا سعادتك ما شاء الله عليك ماشي كويس بس مكتر محلبية المسيحين والديانات والتعايش وكدا) فردني بما جعلني اعدل عن ظني بعد أن حدثني عن الظلم الكبير الذي وقع على هذه الفئة من النظام السابق بلغت هدمها الكنائس والاعتقال والحبس في السجون لسنين عددا وغير ذلك كثير وبالمقابل فقد وجد فسادا لدى هذه الطائفة لا يقل عن فساد المسلمين، فضلا عن ظلم بعضهم لبعض.
المهم أن الرجل وبحسب ما تلمست من ردوده على كل محاوري يعرف ماذا يفعل وكيف ومتى. فهو كالنحلة لا تهدأ ولا تفتر له عزيمة يعمل على كل الملفات بعد ترهل وزارته لا ينفك يسافر من ولاية إلى أخرى يشكل حضورا في كل ما يليه.
أمر آخر لفتني وهو اعتداله في التعامل مع أفراد النظام السابق حد عن وصف بعضهم ممن أتى عن طريق الخدمة المدنية وليس المحاصصة بالأكفاء.
وأخيرا فالذي يستفز مشاعره موقف إنساني فيزرف عليه الدموع يستحق الاستوزار الذي يتطلب الإنسانية فإن لم تكن إنسانا فلن تحس بهموم ودموع رعاياك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى