تعرف على ما قاله التيجاني السيسي حول اتفاق جوبا

الخرطوم :الحاكم نيوز
علق الدكتور التيجاني السيسي رئيس حزب التحرير والعدالة القومي على ما تم من اتفاق في جوبا بين الحكومة السودانية وحركات الكفاح المسلح
وكتب قائلا
بسم الله الرحمن الرحيم

تم اليوم بجوبا عاصمة دولة جنوب السودان الشقيقة التوقيع على اتفاقية السلام بين الجبهة الثورية والحكومة. نود ان نثمن الجهود التي بذلت من اجل الوصول الى هذه الاتفاقية وفي مقدمتها جهود دولة جنوب السودان التي توسطت بين الاطراف ورعت المفاوضات المتعددة. كما نثمن جهود الاطراف، وفد السودان بقيادة السيد نائب رئيس مجلس السيادة وقيادات مكونات الجبهة الثورية بمساراتها المختلفة والمجتمع الاقليمي والدولي الضامن لهذه الاتفاقية.ان السلام قيمة تتاسس عليه كافة محاور الحياة ومن هنا ينبع اهميته وضرورة تعميقه وترسيخه بين كافة مكونات اهل السودان الممتدة اصوله المتنوعة والمتعددة ثقافاته وقيمه واعرافه وتقاليده.
لقد ظللنا نؤكد دوما ونؤمن انه لا بد من المضي في سبيل تحقيق السلام لان ثمن بديل السلام هو ما ظلت تدفعه اجيالنا في النزوح واللجوء شقاءا وتعاسة ومعاناة منذ سنين مضت. وعليه، نرحب باتفاقية جوبا وندعو كافة القوى السياسية والمجتمعية والاهلية لدعمها. كما ندعو القائد عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية شمال والقائد عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان والفصائل الاخرى للتفاوض مع الحكومة وذلك من اجل تحقيق السلام الشامل المستدام الذي يعبر بالبلاد من المرحلة الراهنة ويحفظ امنها واستقرارها ويحقق السلام واقعا والعيش الكريم لبنيها.
ولا بد لنا في هذا الاطار ان نشير الى ان انفاذ اتفاقية السلام يحتاج الى تهيئة الاجواء وفي مقدمة ذلك توفر الارادة السياسية من جميع الاطراف لانفاذ بنودها وفقا للجداول الزمنية التي يتفق عليها آخذين في الاعتبار الظروف التي تمر بها البلاد خلال مرحلة الانتقال. وهنا لابد من التاكيد على ضرورة التوافق التام بين مكونات الحكومة الانتقالية، العسكرية والحاضنة السياسية على انفاذ الاتفاقية خاصة ان هنالك بعض من مكونات الحرية والتغيير التي ابدت تحفظاتها حولها. حري بالقول ان البلاد وحكومتها الانتقالية تواجه تحديات جسام تمثلت في تفاقم الازمة السياسة وتصاعد وتيرة الاستقطابات السياسية التي القت بظلالها على اداء الحكومة بالاضافة الى التحديات الداخلية واستمرار حالات الاستقطابات القبلية والجهوية والمواجهات المسلحة والتفلتات الامنية. ومن نافلة القول ان نجاح انفاذ الاتفاقية يتطلب دعم جميع مكونات المجتمع السوداني السياسية، المجتمعية والاهلية وتوفير الدعم المالي اللازم لانفاذه على ارض الواقع في مرحلة تعيش فيها البلاد اكثر التحديات تعقيدا وهو الاقتصاد خاصة فيما يتصل بمعاش الناس وتوفير الاحتياجات الضرورية للمواطن. وحتى لا يتعثر انفاذ الاتفاقية في هذه الظروف الحرجة التي تواجه البلاد ينبغي على مكونات الحكومة القادمة التفكير خارج صندوق التفكير التقليدي وحتى التوجهات الخارجية التي لازمت عام حكومة الفترة الانتقالية خاصة في اطار علاقاتنا الخارجية.
ان واقع المرحلة التي تمر بها البلاد ونظام حكمها وتقاطعات مصالح دولية تحتم علينا اعادة النظر في الوضع الانتقالي الراهن وذلك بتوافق جميع القوى على برنامج وطني للفترة الانتقالية يقود الى صياغة مشروع وطني متراضى عليه ويشكل الاساس لوضع المباديء والموجهات العامة لكتابة الدستور الدائم للبلاد. ان التوافق حول برنامج وطني يشكل قوة الدفع الحقيقية لنجاح اتفاقية جوبا وهو المدخل الوحيد لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني ويطوي صفحات المعاناة القاسية التي عاشها الشعب السوداني في معاشه ونهضته من اجل حياة افضل.

التجاني سيسي محمد
رئيس حزب التحرير والعدالة القومي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى