محمد إدريس يكتب .. مؤتمر سنكات.. الهبوط الناعم..!!

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مساء الأمس فيديو للفريق أول محمد حمدان دقلو حمدتي نائب رئيس مجلس السيادة،يتحدث فيه الرجل غاضباً وقد استنفد كل عبارات تهدئة الخواطر وبذل النصح من واقع تجربته الشخصية مع الحرب في ختام مؤتمر سنكات، بعد أن تعالت الأصوات المقاطعة لحديثه حين سالهم كيف ينعقد مؤتمر للبجا وليس من بين المشاركين نظار الجميلاب والأمرار والبنى عامر والحباب والعبابدة متمنياً أن يراهم في المؤتمرات القادمة.؟!

 

 

رسالة ذكية في بريد المؤتمر بعثها حمدتي قصرت الطريق لفهم أن المؤتمر لولا حضوره كان مصمما لتفصيل سديري البجا،على جلباب ترك وحلفائه وإقصاء الآخرين وصب مذيد من زيت الفتنة على برميل الأزمة القبلية، وتقسيم الشرق إلى فسطاطين مؤيدي مؤتمر سنكات وهو أصحاب السلطة والأرض وماعاداهم أجانب ووافدوين!

 

 

بإحساس رجل الدولة المسنود بالمعلومات لبى حمدتي دعوة حضور ختام مؤتمر سنكات،

وكان ولايزال طرحه توحيد أهل الشرق وتجنيبهم الصراعات،

حاثا الأطراف على عدم التصعيد،

والجلوس إلى مصالحة تنهي نذر المواجهة التي يدفع ثمنها الإنسان البسيط!

 

 

حكمة حمدتي في حضور المؤتمر وتنفيس الهواء الساخن وتقريب وجهات النظر ونزع فتيل الأزمة، مردها إلى مسؤوليته عن ملف السلام وتراسه لوفد الحكومة في مفاوضات جوبا،وهو القائد للدعم السريع الذي يقع على عاتقه حماية الأمن وحراسة السلام الاجتماعي في ظل غياب وتنصل الأجهزة النظامية الأخرى!!

 

 

ليس مهماً الفوضى التي حدثت أثناء حديث النائب الأول فهي تعبير عن التحشيد القبلي.. وليس مهما كيف أنهى الرجل كلمته مغاضبا وغيرها من تفاصيل الإحراج للضيف الكبير الذي يحسب له أنه يهتم بالهامش

ويتلمس احتياجاته ميدانياً..

بل المهم أن تلتزم الأطراف بمبادرة رأب الصدع وإبطال مفعول الفتنة وعدم الانسياق وراء صبية الوسائط الإجتماعية الذين ينسجون خيوط الكراهية من غزل الفاقد السياسي!

هنالك مطالب موضوعية للمؤتمر في مايلي قسمة الموارد والتعليم والتنمية البشرية وقضايا الريف والمرأة وهي مضمنة في إتفاق مسار الشرق، غير أن مجموعة سنكات رافضة للمسار بمزاعم أنها غير ممثلة فيه تحت الشعار الخالد (يافيها يانطفيها)، اما مطالب مراجعة الهوية وترسيم الحدود الجغرافية وإقالة والي كسلا وغيرها فهي بندق في بحر لأنها ليس من اختصاص هذا المؤتمر الذي أعطي نفسه حق سلطات الدولة بل سلطات مجلس الوزراء والأمم المتحدة..!!

لغة المؤتمر اختلفت كثيراً بعد حضور الرجل الثاني للجلسة الختامية، أطلت لغة توافقية أشبه بالهبوط الناعم من سقف المطالبات التي لاتقف على ساقين مثل إطلاق اسم البجا على الإقليم الشرقي ورفض مسار الشرق الذي وقع من طرفي الثورية والحكومة وسيدخل حيز التنفيذ عقب الثالث من أكتوبر القادم، المطلوب هو أن يصل التوافق للجماهير وأن يطوي الشرق صفحة الفتنة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى