تحليل سياسي- محمد لطيف – فريق الوساطة .. مهمة مزدوجة !(1)

جادلت نفسي مطولاً ما إذا كان من حقي استغلال هذه المساحة للتعليق على نشاط نظمته إدارة طيبة برس .. بحسبانى أحد أفراد تلك الإدارة المنظمة .. غير أنني وعلى طريقة الفلاسفة و(المثقفاتية ) .. (زي مرقت من روحي كدة) .. ثم سألتها سؤالاً .. إن كان هذا المنشط فى منبر غير المنبر .. هل كان يستحق التعليق عليه ..؟ فجاءت الإجابة .. أن نعم .. ثم أضافت محدثتي .. وهي نفسي نفسها.. إن الشخوص الذين شاركوا المشهد يستحقون تناول ما قالوه بالتحليل والتعليق .. ثم وقبل هذا .. فإن من حق الرأي العام أن يقف على ما قال أولئك الشخوص ..ودلالاته ومغازيه .. فهاأنذا أفعل ..!
منذ منتصف الأسبوع الماضي وفريق الوساطة الجنوب سوداني بالخرطوم .. سلسلة من الإجتماعات واللقاءات والإتصالات .. وعلى مختلف الأصعدة والمستويات .. زيارة الوفد الذي يقوده الفريق توت قلواك مستشار الرئيس سالفا كير للشؤون الأمنية .. رئيس فريق الوساطة بمنبر جوبا يرافقه ساعده الأيمن الدكتور ضيو مطوك وزير الاستثمار فى حكومة جنوب السودان ومقرر فريق الوساطة والفاعل فيها .. بجانب عدد من مساعديهم .. زيارة عنوانها العريض وهدفها المعلن .. الترتيب ووضع اللمسات الأخيرة والدعوة لحفل التوقيع النهائي على وثائق منبر جوبا التفاوضي .. ليبرز سؤال .. هذه المهمة الأقرب إلى دور العلاقات العامة والمراسم .. من مناقشة تفاصيل البرنامج إلى تحديد المدعوين إلى توجيه الدعوات .. هل كانت بحاجة لأن يحل فريق الوساطة بكامله في الخرطوم .. ؟ ويبقى لعدة أيام ..؟ ثم يتكبد عناء كل هذه الاتصالات والاجتماعات واللقاءات ..؟ الإجابة قطعاً لا .. فماذا إذن ..؟!
بعض الإجابة قدمها الفريق توت والدكتور ضيو خلال إفادتيهما بمنبر طيبة برس الذي انعقد ظهر الجمعة أول أمس .. على غير العادة .. ورغم ذلك وجد تغطية إعلامية ممتازة لأهمية الموضوع .. كلاهما توت وضيو أكدا للصحفيين أن دور جنوب السودان كوسيط في الأزمة السودانية قد وجد قبولاً من كل الأطراف ذات الصلة .. وأنهما في سبيل حصد ذلك القبول .. قد أجريا سلسلة مطولة من الإتصالات .. والتقت حكومتهما بكل الأطراف .. داخل وخارج السودان .. قبل الشروع فى أية خطوات عملية لإدارة التفاوض بين الفرقاء .. !
غير أن ما لم يقله قادة فريق التفاوض من على المنبر الصحفي بطيبة برس .. هو أنهما كانا فى حاجة لإعادة بذل ذات الجهود التى بذلاها قبل تأسيس منبر جوبا رسميا .. لجهة حشد تأييد جديد لدور فريق الوساطة .. وهو يعد ويستعد لإطلاق المرحلة الثانية من المنبر التفاوضى .. بين حكومة السودان والحركة الشعبية شمال .. بقيادة الفريق عبد العزيز آدم الحلو .. وأن من بين أهم برامج زيارة فريق الوساطة إلى الخرطوم .. بل ربما أهمها على الاطلاق .. الاجتماع إلى جهة استشارية .. رفيعة المستوى ومهمة جداً .. تعكف على إعداد ورقة إطارية .. بطلب من فريق الوساطة نفسه .. للإجابة على سؤال محوري حول .. كيفية تنفيذ أول ورشة عمل وردت الإشارة إليها خلال لقاء حمدوك الحلو الأخير بأديس أبابا ..!
ولكن العودة إلى وقائع المنبر الصحفي نفسه .. فتكشف أنها حملت الإجابة عن سؤال مهم .. ظل عالقاً طوال الأشهر الماضية .. عن حكاية المسارات .. والتي ظهرت فى منبر جوبا وأثارت العديد من التساؤلات والانتقادات .. ؟ الإجابة قدمها بالتفصيل الدكتور ضيو مقرر فريق الوساطة .. ولكن ليس هذا هو المهم .. بل المهم النظر فى تأثير تجربة مفاوضات منتجع نيفاشا على مسارات منبر جوبا ..!
فإلى الغد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى