محمد إدريس يكتب .. مع المدني و إحيمر.. حكاية حلقة تلفزيونية!!

في أيام الصراع القبلي العنيف الذي دار بشرق دارفور بين الرزيقات والمعالياوالذي راح ضحيته ألف قتيل ومئات الجرحي لأسباب متعددة منها (الحيكورات)وتعيين الوالي،نزفت الضعين وابوكارنكا دما غزيرا، وألقت السلطات القبض علي قادة الإدارة الأهلية وزجت بهم في سجن بورتسودان ونفذت حملات جمع السلاح، ليتوقف الصراع القبلي تماما بفرض هيبة الدولة،

ومنذ عامين يعيش شرق السودان في دوامة صراع قبلي كان لتراخي حكومة المركز وتامر بعض الأجهزة في الولايات القدح المعلي في تأجيجه!!

مساء الخميس الماضي كنت ضيفاً على برنامج (الحركة السياسية في اسبوع) بقناة امدرمان الفضائية الذي يقدمه الأستاذ بكري المدني،كنت برفقة محمد حسن الأحيمر المهرج الكبير في أزمة كسلا وصاحب الصوت العالي الذي يردد فاصل من المحفوظات الغارقة في نظرية المؤامرة ويقدم نفسه كقيادي بالحرية والتغيير التي أصدرت بيان نفت صلتها به وكذلك الأمر في كيان الشمال ثم يقحم نفسه في مجلس ترك المسمى زوراً وبهتانا مجلس البجا.

المهم إننا وطوال زمن الحلقة الذي امتد إلى ساعة ونصف، اجتهد خلالها مقدم البرنامج أن يحصل على إجابات موضوعية

حول مسببات الصراع والرؤية للحل، إلا أن الاحيمر كان يهرج ويقدم مزيد من الردحي و(الكواريك) مضخما حركة التجارة الحدودية التي تنقل بالدواب والتوهم بحركة واسعة في شراء العقار من طرف مكون إجتماعي بعينه يتعرض لحملات مسعورة في الاستهداف وتشويه صورته الذهنية لدى الرأي العام بغرض إقصاءه وازحته كهدف استراتيجي لهذا الصراع الذي يأخذ أشكال متعددة في البحر الأحمر وكسلا والقضارف!

خطورةالأمر ليس في بذل المنابر لهم لتوسيع نطاق خطاب الكراهية، لأن الآخرين قادرين على رد الصاع صاعين، ولافي تنسيقهم المريب مع بعض نافذين في الحكومة القائمة،إنما الخطورة في الصمت المريب من الجهات المختصة تجاه دعاة الفتنة اللذين ينصبون أنفسهم كحكومة داخل الحكومة يصادرون حقوق الآخرين في الهوية الوطنية ويزايدون على سودانيتهم..!!

أحيمر ومجموعته يستغلون الهشاشة الأمنية وغياب الردع لتنقية الساحة السياسية من مثيري الفتن ودعاة العنصرية، فيحملون لافتات سياسية ظاهرها المطالبة بالإصلاح وإنقاذ الثورة من الضياع وتضخيم بعض الأصوات المحدودة الرافضة للوالي بأنها (غالبية) وباطنها محاربة مكون إجتماعي أصيل وراكز في التراب السوداني!!

لن يقو احيمر ومجموعته كماحدث على مواجهة رد الفعل من الطرف الآخر، الذي ساموه شتما آيام إعتصام كبرى القاش فقد لاذ هو بالخرطوم،أما البقية ولت هاربة من حيث أتت ولم تبق غير حرب اسفيرية يشنها سمسار الحوار الوطني الذي باع رفاقه نظير مليار ونصف ويبتز الآن الحكومة للحصول على منصب يوفر له رغد العيش!!

الآن مطروحة مبادرة للصلح بين الأطراف يعزم على رعايتها وتنفيذها النائب الأول لمجلس السيادة محمد حمدان دقلو حمدتي بماخبره وذاق مره عن الصراع القبلي وهو الآن أيقونة السلام بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح في السودان ودولة جنوب السودان، فحواها تجاوز المرارات ووضع المذايدات جانباً والبناء على سقف التعايش السلمي إلى أعلى..ذلك هو الحل يلوح في الأفق ..لاسواه!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى