سعادة السفير / الدكتور عبد الله بن عيسي البطيان في حوار للحاكم نيوز 

 

حوار / مامون علي فرح

أثناء وجودي في السودان نصوصي كانت تتحدث عن الكرم السوداني

الاحساء تمثل ينابيع الحراك الادبي

الأدب السعودي منفتح علي العالم

 

الأديب الدكتور عبد الله عيسي البطيان رجل مهموم بالعمل الأدبي السعودي والعربي علي حد سواء ويعمل جاهدا علي إيصال رسالته من خلال مجموعة النورس الثقافية التي تنشط في الحركة الأدبية بصفة عامة ولها اهتمام متعاظم بإنتاج الأدباء الشباب تساعدهم وتقف بجوارهم إيمانا بأهمية الحركة الثقافية وأهميتها في تشكيل المجتمعات العربية (علي ضوء هذه المقتطفات ) حاورت الدكتور عبدالله البطيان في عدة موضوعات تهم الحركة الأدبية العربية بشكل عام والسعودية بشكل خاص فكان هذا اللقاء الذي شكل الحلقة الثانية من اهتماماتي بالادباء السعوديين وهو سفير للسلام بالمنظمة النرويجية للسلام العالمي…

 

 

في البدء دكتور عبد الله نريدك أن تعرف القارئ علي الدكتور عبد الله البطيان؟

عبد الله عيسي البطيان طبيب بيطري متخصص في الامراض المشتركة بين الإنسان والحيوان أديب ومستشار أدبي وموسس مجموعة النورس الثقافية بالاحساء وسفير النوايا الحسنة والسلام بالمنظمة النرويجية للسلام ..

الأدب السعودي يعتبر رائدا في محيطه الخليجي كيف تنظر الي هذا الأمر من حيث التطوير الي العالمية ؟

 

الأدب السعودي كحقل وافر امتدده الطبيعي ما يشع وهجه في الخليج ، وليس هناك إطار ينحصر على أفق المبدع ناحية الحراك ، إذ أن للأديب السعودي التجربة الخصبة والدراية الواسعة نحو الحراك المانح للحياة عن كثب وفي الحراك الروائي نرى الكاتب السعودي عبده خال حصد جائزة البوكر العالمية عن نص ” إنها ترمي بشرر ” لمطلع عام 2010 ولم تكن التجربة الأولى لأديب من منطقة جازان السعودية .
نقف على تجارب شاربة دون الثلاثين نجد تجربة الشاب الأحسائي الشاعر عدنان جاسم المناوس ثرية بحصدها جائزة الشعر العالمي في إيطاليا بحياكة نص التجليات الرباعية والتي نطمتها اليونسكو عام 2014 ليفوز في مسابقة مدينة تريستي الساحلية الإيطالية من بين ما يزيد عن 900 مشارك حول العالم ليكون ضمن النصوص الأربعين الفائزة في المسابقة فئة النصوص المرشحة للنشر والجدير بالذكر كان المترجم المواطن الشاعر السعودي الأحسائي عمار العلي كذلك
يوجد بين ظهرانينا نشطاء تجاوزوا محيطهم وكانوا جسرا ً لعولمة الأدب السعودي من الجنسين وكثيراً ما نجد المبدع السعودي يرسل رسالة الإنسانية بحب وسلام

ماذا عن أدباء الاحساء من حيث تعدد مدارسهم الأدبية؟

الأحساء وما أدراك عن ينابيع الحراك الأدبي ومهد أصيل ،فهي معين مدارس الأدب السعودي عبر أطوار التاريخ إذا جرت العناية الأدب الجاهلي فلن تجد أعظم من شاعرهم الشهير الفتى المعروف بحامل حتفه بيده والذي لم يتجاوز العشرين وقصيدته تعلق على أستار الكعبة المشرفة والمعروف بـ ” طرفة ابن العبد وخاله المتلمس الشاعر الشهير ”
وحين تقف على عصر صدر الإسلام فلن تجد أجدر من شاعرهم سفيان ابن مصعب العبدي والخطيب في زمن رسول الله صل الله عليه وآله وسلم صعصعة بن صوحان العبدي والعالم الجليل رشيد الهجري .
وإن وردنا في عصرنا الحديث فلا يوجد أجد وأقدر من شاعر المملكة العربية السعودية والخليج والعرب الأحسائي جاسم الصحيح وشيخ طريقته ناجي الحرز صاحب ملتقى الينابيع الهجرية وقلائد من الأدب لمست حناجر الأدباء كجاسم عساكر وناحي حرابة نائب رئيس ملتقى ابن المقرب، والشاعر علي النحوي صاحب ملتقى زحل، وخير ذكر نرويه حين نقف هلى تجربة أمير شعراء العرب الشاب حيدر العبدالله والذي أعاد تاريخ طرفة بن العبد في جزالة عطائه الشعري ونعومة أظفاره حين لم يتجاوز العشرين وصداه لازال حتى الآن والشهير بشاعر عكاظ وشاعر البلاط الملكي وهو أحد أعضاء ملتقى حواف
ومراحل التجارب كثيرة إذ سجلت مكتبة الملك فهد الوطنية تجارب أحسائية صنفت الكتب لتكون من أوائل الموثوقات في عالم السرد فبالأحساء شيخ الساردين أ.حسين العلي صاحب ملتقى السرد وصاحب أكثر القصص القصيرة جدا في النصوص المفتوحة إصدارا حسن البطران صاحب ملتقى البطران الأدبي ،والكاتب جاسم علي الجاسم وصاحب سلسلة حفظ التراث المهندس الأديب عبدالله الشايب صاحب ملتقى مشهد الفكر الأحسائي .
ومن ناحية فلسفية فلدينا مؤسس النهج الحداثي أ.محمد العلي والناقد محمد الحرز والمبدع الشاب عبدالله الهميلي فضلا ً عن الكثير ممن لم نذكرهم في مجالهم الوافر وحتى في نهج أدب اللهجة الدارجة تجد أ.مكي الشومري له ساحته الجميلة في الوسط الأدبي مع وافر من الشعراء الشعبيين والنبطيين .
وحين عروجنا على شيخ مؤرخي الخليج العربي الشيخ جواد الرمضان نقف على تركة كبيرة من المؤلفات وجوامع العطاء المحفوظ تاريخيا ً في الناحية الأدبية .
قد أنسى نفسي كرئيس ومؤسس مجموعة النورس الأدبية والثقافية والفنية وأجمل الأدباء الشباب في ما نقدمه من إصدارات وحراك ثقافي له أثره الهادف على مداه العربي وفي سبيل الذكر لا الحصر كتابنا الموسوعة العربية الأولى ” إضاءة ” والذي صدر منها خمس إصدارات لمبدعي ومبدعات الأحساء بمشاركة الشاعر أ.محمد ناشي

لكن هناك اتهام بتجاهل الأدباء السعوديين للتراث السعودي الضارب في القدم والاتجاه الي المدارس الكتابية الغربية؟

الأديب السعودي ليس بمعزل عن العالم وتجربته الناضجة نقلت تراثه من جهة ووثقت مسار مبدعين آخرين في تجارب يشار لها بالبنان وهذا دليل اقتدار الأديب السعودي وعمق حبكته الفنية دون تجاهل للتراث وفي غير تباين مع اتجاهات الحداثة
فلقد كانت السمات جمة رسمت للأديب السعودي خطوطا متوازية مع ما يمتلكه من أرث وكان للكثير من المبتعثين منذ الستينات الميلادية وحتى عقدنا هذا ما كان سياقه بصمة في جبين الرسالة الإنسانية في قالب أدب عربي به ملامح من حياة من شاركوهم المعيشة والدراسة والفكر.

لخص لي في كلمات الصعوبات التي تواجه الحركة الأدبية في المملكة ؟

الأديب السعودي منفتح على العالم ويمارس دوره الريادي في الوطن وخارج الوطن وفق ما يعيه من تكليف ولا يجد أي صعوبة في ذلك .
لذا فالحركة الأدبية كثيفة متنوعة وتنتج الكثير من تجارب الحياة ولا حياة بدون عثرات وكل عثرة سلم يصعدها الأديب السعودي ليحقق مبتغى الشراكة المجتمعية في عيون أديب.

تخصص الطب البطري والادب هل هناك ملامح مشتركة قد يظن البعض ان الطبيب البيطري ربما بحكم التخصص بعيد عن الأدب والكتابة الادبية؟

الطبيب البيطري طبيعته تتطلب وعي إنسان بمشاعر تشعر بالكائن الذي يتعامل معه ، وما الأديب إلا أنموذج من ذلك الطبيب الحامل للهم الشعوري والمشاعري إذ أن المهنة كمهنة لا تتقاطع مع تجربة عالم الأدب ولا نقيض للمكون الطبيعي بينهما .
قد نجد شخصا ً لا يجيد التعبير عن المشاعر وذلك ليس بغريب إذ أن ما يربو عن 95% من البشر البالغين يعانون من صعوبة التعبير عن مشاعرهم وبهذا نعي تماما ً أن الوسيلة تتلاصق مع الحصيف ذو الدربة في التعاطي الأدبي عبر سلاح القراءة والكتابة فوق العادة السلوكية ليكون هناك توازن بين أديب ومهني كطبيب بيطري.

هل اطلعت علي الأدب السوداني وبعض تجاربه؟

نعم لقد كنت في السودان عام 2014 م ودرست مع الزملاء والزميلات السودانيات الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان وكان لي صولات وجولات هناك بين الملتقيات والإذاعة والتلفزيون ووثقت العديد من خطواتي الأدبية هناك حيث لم يكن هناك حفل إلا وكانت لي قصيدة أو نص يتمتم في إعجاب الحضور في ظل الكرم السوداني المعرفي واللغوي والأدبي كالكرم في تقديم الولائم والمآدب .

حدثنا عن النورس والمستقبل ؟

النورس تخطو خطوات بارزة في الشراكة المجتمعية ضمن خطتها لرؤية المملكة 2030
وآخر خطوة تدشين الفريق الطبي بقيادة د.حسين العبدالله أخصائي طب الأطفال بمستشفى الأطفال بالأحساء إذ قدم الفريق المكون من عدد من الأطباء والطبيبات مبادرة تحمل عنوان ( طفلي أمانة ) ليشارك الناس في مهرجان سياحي بالمنطقة ويذلل الصعاب بالوصول للناس بتقديم الفحوصات اللازمة والارشادات المناسبة بشكل ثقافي توعوي يحمل رسالة سامية اجتماعية.
وبإذن الله يستثمر العمل بحراك مثله عبر مبادرات متوالية
كما تم توثيق مبادرة ( أنا موجود ولي وجود ) للإعلامية النورسية أ.جواهر محمد لتشارك المبدعين في ظهورهم المجتمعي الاعلامي وإبراز مواهبهم وتسليط الضوء على جانب تمكين مبدعي المنطقة .

وهناك العديد من الخطوات الجميلة والتي تعكس رخاء الوطن بجمال بمدعيه .

وعن آخر انتاجك الادبي؟

 

علي مستوي أعمالي الشخصية هناك دراسة موثقة قيد الطباعة تحت عنوان ” المشاعر والصورة الشبكية للشعر تلخص التعبير عن المشاعر وماهيّة الشعر وكيفية بناء البيت الشعري ، وكذلك إصداري الموسوم بـ ” العازفة – الشعر السمفوني ” ديوان شعر نبطي وتدريب على الأوزان وهو قيد الطباعة ، كما تم جمع الجزء الثاني من الرسائل الاجتماعية في معنونتي ” نوافذ من حياتي ” ، ولي تجربة كأول مستشار أدبي تطوعي في رصد الاستشارات الاسبوعية التي تردني لتكون في كتاب ” مستشارك الأدبي ” ليقدم للمبدع العربي خلاصة الاستفسارات والتجارب بهيئة سؤال وجواب ، كما لي رصد لمقالات ونصوص سردية لما كتب في الأحساء تحت اسم ” الأحسائيون رسل الجمال في الأرض ” وهناك مشاريع حديثة في القصة القصيرة كذلك في طور الإنشاء يكتمل عقدها بعد فينة قريبة بإذن الله تعالى.

كيف تنظر الي مستقبل الادب العربي في ظل المتغيرات الراهنة (السياسية)؟

الأدب العربي مليء بالمتغيرات حسب ظاهرة كل حراك لما يحمل الأديب من هم اجتماعي وثقافي ، فلا يهدأ المبدع إلا بتأريخ الحقبة الزمنية التي يخطها بيديه تحت توقيع صياغته الأدبية .
ولكل مرحلة شأن ولا يخفى علينا بأن الأديب هو إعلامي بذاته وطبعه حين يشيع في أوساط المجتمع ما يراه فيعطي هنا الجمال مع جملة من الوجع ، ويهب هناك الأمل والحياة في جانب من الآهات ، ولا ينس الفرح رغم تراكم الأحيان ، لذا ستكون وتيرة العطاء لدى الأديب العربي كما هي عبر مر العصور صارخة في جانب وماتعة في أخرى ومدوية بين هذا وذاك إلا أن إشراقة التفاؤل تدب ناحية المستقبل بخير من الله إن شاء الله .

أخيرا دكتور هل نراك قريبا في السودان ؟

بدعوة منكم ان شا الله نزور بالسودان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى