المجلس الرئاسي للجبهة الثورية يدعو الحرية والتغيير زيارة جوبا لبحث عدة قضايا

جوبا – الخرطوم – الحاكم نيوز

قدم المجلس الرئاسي للجبهة الثورية الدعوة لقوي اعلان الحرية والتغيير لزيارة جوبا والجلوس معهم يُمثّل كافة قوى الحُريّة والتّغيير، بما في ذلك الذين جمّدوا عضويتهم في التحالف، أو الأجسام التي شهدت بعض الانقسامات، لبحث عمّا يوحد لا عن ما يفرق،.

وقالت الدعوة التي حصل (الحاكم نيوز ) على نسخة منها ان يشمل الوفد حركة تحرير السودان قيادة مناوي على أن تكون الآلية التي سيُعاد بها تنظيم قوى الحُريّة والتّغيير والقوى الأخرى المشاركة في هذا المؤتمر، وكيفية التّمثيل، و اليات أتخاذ القرارات، محاور بحث جاد وإتفاق في هذا المؤتمر التاريخي الذي يجب أن يشهده و يشارك فيه قوى الثّورة والتّغيير من كافة أنحاء السّودان، ويضم قوى الثّورة والتّغيير خارج منظومة الحُريّة والتّغيير، ويخاطب أزمات البلاد الحالية، وينتقل بنا إلى وضع جديد قائم على حوار عميق، بعيداً عن التّخوين والتّحريض وتصفية الحسابات، والعداء لعملية السّلام القائمة وهي مقدمة مطالب شعبنا الثائر.
وقال المجلس الرئاسي ان هنالك قضايا هامّة مثل؛ قضايا المعيشة، والخدمات، والتّوجه الإقتصادي في الفترة الإنتقالية، والعلاقات الخارجية وغيرها من قضايا تحتاج الى الخروج من المؤتمر برؤية موّحدة حولها لتشكل برنامج الفترة الإنتقالية الذي يعمل الجميع على تنفيذه و الدفاع عنه.

الحاكم نيوز ينشر نص الدعوة

*الرّفاق الأعزاء في مكونات قوى الحُريّة والتّغيير / الخرطوم*

*تحية طيبة وأماني أطيب*

دعونا في البداية؛ نؤكّد على الإنجاز العظيم والتّاريخي لشعبنا الذي أسقط أعْتى فاشية مُتدثّرة بالاسلام السّياسي في منطقتنا ، عبر تضحيات جِسام في ريف ومُدن وداخل وخارج السّودان، و عبر العمل السّلمي والكفاح المسلّح، و بمجهودات النّساء والرّجال والشّباب والشّيوخ. هذه الثّورة قام بها الشّهداء قبل الأحياء، ولولا تضحياتهم لما كانت.
إنّ العلاقة التّاريخية بين قوى الكفاح المسلّح و السّلمي، والتي تجسّدت في بوتقة قوى الحُريّة والتّغيير قبل إسقاط النّظام البائد وبعده، لهي ذات أهمية فائقة لحل المُعضلات التّاريخية التي واجهت بلادنا، والوصول إلى مشروعِ وطني مكتمل الأركان. فهذه العلاقة هي تجسيد عضوي فاعل لإمكانية حل قضيتي السّلام والدّيمقراطية كحزمة واحدة.
لا أحد يستطيع أن ينكر الأدوار الفاعلة التي قامت بها الجّبهة الثّورية في تأسيس قوى الحُريّة والتّغيير، و مساهماتها الكبيرة فيما تحقّق من إنتصار على النظام البائد، و أنها عنصر أساسي لما تم من إنجاز. و على الرّغم من ذلك، تعرّضت مواقفها للتشويه. بل تم التّقليل من شأن ما أنجزته في مضمار السّلام الذي تم تحقيقه بشراكة محمودة مع مؤسسات الحُكم الإنتقالي، ودعم و تضحيات جماهير الشعب السوداني، إلى الحد في الإحتفاء بالمواقف السّلبية من السّلام، وغضّ الطّرف عن المواقف الإيجابية للجّبهة الثّورية التي جعلت السلام في متناول يد الشعب بعد أن كان حلماً بعيد المنال.
يجب الاقرار بإنّ ثورة ديسمبر المجيدة، هي نتاجٍ لمسيرة طويلة وشاقّة من النّضال على مدى ثلاثة عقود، وهي فرصة تأريخية لتعويض عقود من الفُرص المُهدرة منذ إستقلال السّودان في 1 يناير 1956، ولن يتأتّى ذلك إلا بالوصول إلى مشروعٍ وطني يُخاطب القضايا الرئيسية، وفي مقدمتها المُواطنة والسّلام العادل، و التي لخّصتها ثورة ديسمبر في شعارها الأبرز ( حرية سلام وعدالة).
و قد أثبتت التّجربة أن عملنا المُشترك يخدم قضايا شعبنا في الحُريّة والسّلام والعدالة. حدث هذا منذ أن وصلنا معاً إلى ميثاق الفجر الجديد، و نداء السّودان، و إعلان الحُريّة والتّغيير. وما كان للوثيقة الدّستورية لتكتمل دون وضع السّلام كأولوية والذي جاء كنتيجة إيجابية لقاءاتنا في أديس أبابا.
الآن، و بعد مرور ما يزيد عن العام على إسقاط النّظام الفاشي، أُنجز الكثير، وتبقى الكثير من المهام الواجبة الإنجاز. ومعلومٌ لنا جميعا بأن الثّورة تبدأ باسقاط النّظام الذي ثارت الجماهير ضده، و لكنّ غايتها الحقيقية لن تتحقق إلا ببناء نظامٍ جديد، و هي عين المُهمّة التي لن تتمكّن ثورتي أكتوبر 1964 وأبريل 1985 من إنجازها لنفس الأسباب التي نواجهها اليوم، و المُتمثّلة في غياب الرّؤية، والقيادة، والبرنامج. و هي المدخلات الأساسية التي لا مناص من توفرها للتّقدم إلى الامام لاسيما و بلادنا قد شهدت حدثيْن عظيمين يتطلّبان إعادة تعريف المشروع الوطني ألا وهما: إنفصال جنوب السودان، والإبادة الجماعية. و ذلك بفعل سياسات النّظام السّابق.
تعاني بلادنا اليوم من هشاشة سياسية و إجتماعية، م
بجانب ضُعف لا خاطئه العين في مؤسسات الدولة. وقد انهارت بُلدانٌ عديدة لهاتين المتلازمتين؛ و بلادنا أمامها طريقان: طريق التّجديد وبناء وطن معافى، أو القبول بانهياره. و الطريق الثاني لن يقبل به عاقل خيارا لوطنه و شعبه.
قوى الحُرية والتّغيير هي نتاج جهد مشترك. وإذا حلّقت قوى الحُريّة والتّغيير في فضاءات الثّورة، فقد تم ذلك بفضل جناحيها في الخرطوم والجّبهة الثّورية. والآن، تواجه قوى الحُريّة والتّغيير مصاعب حقيقية، و هي تتصدي للمهام الجسام للفترة الإنتقالية، ونحن نُدرك أن هذه المصاعب قد واجهت كِلانا في التّواؤم مع المهام مستجدات ما بعد إسقاط النّظام، والقيام بمهام الفترة الإنتقالية بشكل آمن، و في مقدمتها توفير الطّعام والسّلام والحُريّة لشعبنا. وهي مهام صعبة لا يمكن إنجازها إلا بمشاركة ملايين الّسودانيات والسّودانيين و حضهم على العمل المشترك.
تلقّينا رسالتكم حول التّحضير لمؤتمر قوى الحُريّة والتّغيير بترحاب وتقدير، لاسيما وانها قد تزامنت مع قرارٍ كنا قد اتّخذناه بتبني دعوة مُماثلة لفتح الحوار مع كل القوى المكونة للحُريّة والتّغيير، وكافة قوى الثّورة التي خارجها، مراعين في ذلك حقيقة أننا على وشك الوصول الى اتفاق سلام يستدعي مشاركة واسْتنهاض شعبنا في تنفيذه وإكماله بعمل جماهيري متّصل، وأنْ يكون إتفاق السّلام ملك للجماهير .
إنّنا نرى فرصة كبيرة في إتّفاق السّلام للرجوع لمنصة التأسيس، ومعالجة الاشكالات التي اعترت مرحلة تأسيس الفترة الإنتقالية الأولى، وتعزيز وتقوية الشّراكة بين كافة قوى الثّورة والتّغيير و جماهير الثّورة، و بناء شراكة صحية و منتجة بين المدنيين والعسكريين، دون تغول طرف على الآخر، و إدراك كل طرف لأهمية الطّرف الاخر.
إننا نرى ضرورة إشراك لجان المقاومة وأسر الشّهداء والنّساء والشّباب وريف السّودان وولاياته في أي مؤتمرٍ قادم. كما نرى عدم التسرع، و حصر مهمة تحرير قضايا الإصلاح و البناء لقوى الحُريّة والتّغيير بشكل فوقي، وبعيد عن الجماهير، وفق محاصصات تشكيل القيادة الجديدة، و بمعزلٍ عن قوى الثّورة والتّغيير .
يجب الاقرار بإن إتفاق السّلام سيُعزز عملية إعادة بناء وإصلاح قوى الحُريّة والتّغيير، و يعين على الانفتاح على قوى الثّورة خارجها، و انّه سيكون من أهم إنجازات اتفاق السلام، إعادة هيكلة القطاع الأمني و العسكري الذي يمثل أهم أركان بناء الدّولة المدنية الراسخة القواعد.
ترى الجبهة الثورية السودانية ضرورة إعادة بناء قوى الحُريّة والتّغيير في شراكة وثيقة مع جماهير الشّارع و مؤسسات الحكم الإنتقالي، و التّوجه نحو شراكة حقيقية بين المدنيين و العسكريين. و لذا نقترحُ عليكم الآتي:
1. أن يأتي وفد يُمثّل كافة قوى الحُريّة والتّغيير، بما في ذلك الذين جمّدوا عضويتهم في التحالف، أو الأجسام التي شهدت بعض الانقسامات، وأن نبحث معا عمّا يوحد لا عن ما يفرق، و يشمل ذلك حركة تحرير السودان قيادة مناوي.
2. أن تكون الآلية التي سيُعاد بها تنظيم قوى الحُريّة والتّغيير والقوى الأخرى المشاركة في هذا المؤتمر، وكيفية التّمثيل، و اليات أتخاذ القرارات، محاور بحث جاد وإتفاق في هذا المؤتمر التاريخي الذي يجب أن يشهده و يشارك فيه قوى الثّورة والتّغيير من كافة أنحاء السّودان، ويضم قوى الثّورة والتّغيير خارج منظومة الحُريّة والتّغيير، ويخاطب أزمات البلاد الحالية، وينتقل بنا إلى وضع جديد قائم على حوار عميق، بعيداً عن التّخوين والتّحريض وتصفية الحسابات، والعداء لعملية السّلام القائمة وهي مقدمة مطالب شعبنا الثائر.
3. هنالك قضايا هامّة مثل؛ قضايا المعيشة، والخدمات، والتّوجه الإقتصادي في الفترة الإنتقالية، والعلاقات الخارجية وغيرها من قضايا تحتاج الى الخروج من المؤتمر برؤية موّحدة حولها لتشكل برنامج الفترة الإنتقالية الذي يعمل الجميع على تنفيذه و الدفاع عنه.

*في الختام :*

نودّ التأكيد على ترحيبنا بالدّعوة، واستعدادنا لإستقبال وفدكم في مدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان في أقرب وقت ممكن، و الموقع نفسه ذو مدلول خاص في خدمة المشروع الوطني الجديد وبناء علاقات إستراتيجية مع جوارنا بدءاً مع أهلنا في جمهورية جنوب السّودان.

*مع وافرالشّكر والتقدير*

*المجلس الرئاسي للجبهة الثورية*

1. د. الهادي إدريس يحي – رئيس الجّبهة الثّورية.
2. مالك عقار إير – نائب رئيس الجّبهة الثّورية.
3. د. جبريل ابراهيم – الأمين العام للجّبهة الثّورية.
4. التوم هجو – رئيس المجلس التشريعى للجبهة الثورية.
5. الطاهر حجر – عضو المجلس الرئاسى للجبهة الثورية.
6. اسامة سعيد – عضو المجلس الرئاسى للجبهة الثورية.
7. خالد إدريس – عضو المجلس الرئاسى للجبهة الثورية.
8. محمد داوود – عضو المجلس الرئاسى للجبهة الثورية.
9. خميس عبدالله أبكر – عضو المجلس للرئاسى للجبهة الثورية.

Exit mobile version