واقع القصة وصول رسالة من إدارة المدرسة لمدام (سامية) مفادها حضور مراسم تكريم الطلاب المبرزين بمناسبة نهاية العام والذي يشمل ابنها (خالد) بالفصل الرابع أساس الذي جاء على عجل يحمل الرسالة لوالدتة حاثها على ضرورة المشاركة لتكريمه أستغربت الوالدة لغرابة خطاب التكريم لابنها وهو لم يكن مبرزا ونتائجه دون الوسط ولم يكن مباليا بالدروس كما لم يكن له تفوق آخر فى النشاط الثقافي أو الرياضى تميز بشقاوته الزائدة بين أقرانه الطلاب ، على مضدد سعدت (سامية) بتكريم أبنها و على وجه السرعة جهزت (حنة نشادر) سريعة رسمت على الأرجل واليدين وحضرت البلح بجوز الهند وصينية فيشار و اتصلت على صاحباتا (رقية وفاطمة) لمشاركتها التكريم ، صباحا باكرا بدات مراسم التكريم وتوزيع شهادات التفوق أخذ أولياء الأمور جانبا بكراسي بلاستيك ملونة فيما أخذ الطلاب الجانب الآخر حسب ترتيب الفصول تم تكريم الطلاب المتفوقين فى المجال الأكاديمي وسط زغاريد الأسر (سامية) تتملل وتنتظر إذاعة اسم أبنها لكنه لم يجيء حتى فى الأنشطة الاخري وأخيرا جاء الفرج وتم إذاعة ابنها والدة الطالب (خالد سعيد) تصعد المنصه وسط الزغاريد والتصفيق الأستاذ مقدم البرامج نكرم اليوم والدة الطالب (خالد) لحصوله على لقب اشقى طالب فى المدرسة فكان من واجبنا أن نكرم أمه لأنها تحملت عبء شقاوة ابنها وتعبت في تربيته لم تتمالك (سامية) نفسها دخلت فى نبوة بكاء حاده تدعمها صاحباتها وتتحدث لهم بصوت متهدج ( الأولاد يكرموهم فى النجاح والتفوق أنا يكرموا ولدي فى الشقاوه) وحكى الاستاذ عن شقاوة (خالد) أحضر معه علبة (الفكس) كانت تستخدمها جدته فى علاج الرطوبة وقام بقفل باب وشباك الفصل مهددا الطلاب لا يخرج أحد وقام بوضع الفكس على (أنوف) الطلاب جميعا فأصبح الفصل يغلي بالدموع والكحة ، كما حضر (سيد اللبن) شاكيا ( خالد) لقطعه أذن حماره بواسطة موس الحلاقة أثناء بيعه اللبن لوالدته وفرا هاربا يحمل اذن الحمار المقطوع …. إلى غير الكثير من قصص شقاوة الولد (خالد) مما دفع إدارة المدرسة لتكريم والدته لصبرها على هذا الابتلاء . فكان خطاب رئيس مجلس الوزراء دكتور عبدالله حمدوك للأمة السودانية بمناسبة تعيين وزراء حكومتة بعد الثورة المجيدة التي أزاحت حكم الرئيس المشير عمر البشير ، استبشروا الناس بتعيينهم لتكون فاتحة خير للشعب المتعطش للحرية والسلام والخروج من متلازمة ( الجوع والمرض والفقر ) والجماهير تترقب إعلان التشكيل والفرحة تملا الوجوه مثل فرحة خطاب (سامية) لتكريم أبنها استعدت وتجملت بالحناء حينها الشعب أيضا كان مستعدا وتجمل وربما ظهرت (حنة وجلابية) حمدوك . وما أن طهرت أسماء الوزراء الجدد ( واتفرجخوا ) فى السيارات الوثيرة المظلله وهاك يا تصريح وهاك يااجتماع والشعب الصابر فى انتظار( العبور والانتصار ) الشعب يتململ مثل ( المقرصوص) بنملة (أم ريش) فى صفوف الخبز والصفوف تتمدد ووزنها ينقص حتى أصبحت ( الجميله المستحله) صفوف السيارات أمام طلمبات الوقود تملأ الطرق ساعات وربما أيام حتى ( تكب) والسوق الأسود يصبح أحمر وحواء السودان تبحث عن غاز الطهي لأيام وأيام فى وهج الهجير للحصول على الأنبوبة ، الكهرباء خرطوم السودان تنام على احزان الظلام ينام أطفالها على ( لولاي ) الأمهات ( خيرن جانا وجاكم ) و( فاطمة السمحه شالا الغول ) أسعار المواد الإستهلاكية ترتفع كل ساعة وكل يوم ( الغريب الساعة جنبك تبدو أقصر من دقيقة) كأن المغني يغني لرطل الشاي والسكر واللبن وقفة الملاح ، الدولار يتخطي حاجز 150ج والفارش ليمون (الحبه بعشرة) عشان الدولار زاد وحال المواطن (عشان بالغنا فى ريدو ) ، اسعار الدواء ( تطير ) السماء ناس بالقروش مالاقين وناس ما عندهم قروش( ادينا واحد وخلي التاني ) المستشفيات ورحلة البحث عن غرفة عناية مركزه أشبه بالبحث عن غرفة فندقيه في شوارع ( شانزليزي ) السرقة و (الختف ) لشنط وموايلات البنات فى وضح النهار يا حليل (ودضحوي) عادي جدا (تدور) عربتك الصباح تلقاها معلقه في أربع لسانك دا كان أصلا ( دورت) وما اسرقت البطارية ، صديقي ( أيمن ناوا ) دخل الصباح الحمام و ( داس ) مفناح الموتور بلا راسو بالصابون وراجي الموية تجي ( يا جاجة الوقف الموتور منو ) الموتو كان اسرق بليل ( خلاص ناولوني جردل موية الصابون فى وشي ) حتى مياة الشرب مناطق عديدة انقطعت عنها وأصبحت تباع ببرميل الكارو و ( الخرج ) بضم الخاء والراء ، اكوام ورائحة النفايات تزكم الانوف على الطرقات والميادين . فالصابون لم يحدث غشاوه على (وش) صديقي (ايمن) فقط كانت على وش كل الشعب السوداني الصدمة أصابت الناس ( آنا بين مصدق وما مصدق ) ووزاء حكومة حمدوك كانوا (خيال مأتى) فى حقول الخرطوم الحياه وقفة الملاح اليومية أصبحت لاتطاق التضخم يصل أعلى مستوياته و ندرة السلع وزيادة المرتبات (مسكن) منتهي الصلاحية والله يقدر الحكومة عليهو ، و زيارة أسعار المحروقات والخبز والصفوف كالبنيان المرصوص والناس الواقفا قنا والراستات تملأ اطراف الطرق والميادين ملوحين بشكرا حمدوك ، إذن يا دكتورحمدوك ماذا فعل ربان سفينة التايتنك من الوزراء وأنت قائدها (سنعبر سننتصر ) والله ليس هناك انتصار طالما الشعب اصبح جائعا ومكلوما ووزاء لا يعرفون عن معانة شعبهم شيئا وليس لديهم برامج وخطط ولا يمشون بين الناس لذا يا دكتور حمدوك يجب تكريم هؤلاء الوزراء (الفاتو والقاعدين ) ويقلدوا بارفع الاوسمه والنياشين لانهم فى خلال اقل من عام من عمر الثورة ازاقو المواطن الحسرة والشقى حتى أصبح لا يعطس إذا وضع (الفكس) على أنفه وربما فقد حاسة الشم وأصبح لايفرق بين ريحة (المحلبيه وبت السودان ) ، ولم يقطع الوزراء اذن الحمار بتاع سيد اللبن فحسب بل قطعوا أذن الشعب الذي أصبح لا يفرق بين (صدر المحافل والديجي ) فشل الوزراء كانوا أقل سعرا من طماطم (الصلصة ) فخزلوا شعبا وثورة عظيمة مهرت بدماء وارواح الشباب ونواح النساء فكرموهم ياحمدوك على بال ( تخت ) سامية الحنه وتعزم صاحباتا.