حقق منتخب السودان الوطني لكرة القدم إنجازا كبيرا بتأهله رسميا إلى دور الـ16 في أمم أفريقيا، بعد فوز المغرب على زامبيا بثلاثة أهداف دون مقابل، وفوز جنوب أفريقيا على زيمبابوي، وتعادل مصر مع أنغولا. وبذلك ضمنت منتخبات السودان وموزمبيق وبنين التأهل كأفضل الثوالث إلى مرحلة خروج المغلوب.
هذا الإنجاز التاريخي يفرض علينا جميعا — اتحاد كرة القدم، الجهاز الفني، اللاعبين، الإعلام، والجماهير — مضاعفة الجهد والتركيز، وترك الخلافات والشائعات جانبا، استعدادا لمباراتنا القادمة أمام منتخب بوركينا فاسو غدا الأربعاء، ثم مواجهة دور الـ16. المنتخب يحتاج إلى دعمنا الكامل وروحنا الوطنية المتجددة لمواصلة كتابة التاريخ.
قبل هذا التأهل، أظهر منتخبنا الوطني أداءً رائعاً في مباراته ضد منتخب غينيا، محققا فوزا مهما أعاد الثقة إلى الجماهير السودانية وأكد قدرة الفريق على المنافسة رغم كل الظروف.
غير أن هذا الانتصار لم يخلُ من المحاولات المغرضة للنيل من الفريق، خاصة من خلال إشاعة عن إبعاد لاعب المنتخب الوطني والي الدين خضر “بوغبا ” بسبب مطالبه المالية، وهو أمر غير صحيح تماما.
بوغبا هو أحد اللاعبين المخلصين والمجاهدين، ملتزم أخلاقيا وسلوكيا داخل المنتخب الوطني ونادي الهلال، ويُعد من أبرز لاعبي الفريق وأكثرهم انضباطا داخل الملعب. وهو أيضا لاعب المدربين في المنتخب والهلال، ويشارك بانتظام في المباريات، ويتعرض لحملات منظمة ومقصودة يوميا.
إن هذه الشائعات لا تمس كرة القدم بصلة، ومن يقف وراءها شخص مريض وحاقد يهدف إلى زعزعة الاستقرار وتشويه صورة اللاعبين المخلصين. بوغبا مثل جنود القوات المسلحة يؤدي واجبه الوطني ويدافع عن سمعة السودان، ولا يستحق مثل هذه الهجمات الإعلامية أو الإشاعات المغرضة.
المؤسف أن اتحاد كرة القدم ظل صامتا تجاه هذه الأمور، مع تركيز الإعلام التابع للاتحاد على أخبار وتحركات رئيس الاتحاد ونائبه بتصريحات إنشائية مكررة، بينما ينسى دعم اللاعبين وحماية المنتخب الوطني.
إن الخلافات والصراعات داخل الاتحاد قد تكون سببا مباشرا في إخفاق المنتخب، وهو أمر لا يحتمله الوطن ولا جماهيره في هذه المرحلة الحاسمة.
منتخب السودان اليوم يستحق الدعم الكامل، ولاعبوه يستحقون الحماية والاحترام، وبوغبا خط أحمر. علينا جميعا الاتحاد خلف المنتخب، والعمل بروح وطنية عالية لمواجهة بوركينا فاسو، والمضي قدما في دور الـ16 بكل عزيمة وإصرار.
-
-
-
-
-
-
