كلام سياسة الصافي سالم
في لحظة وطنية فارقة، يعود رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس اليوم الجمعة من شهر رجب إلى البلاد حاملاً بشريات السلام، ومؤكداً أن زمن الحرب ومعاناة الشعب السوداني يجب أن يطوى إلى غير رجعة. مبادرة حكومة السودان للسلام لم تكن خطوة عابرة، بل مشروعاً وطنياً كبيراً حظي بإجماع داخلي ودعم دولي واسع، عكسه التفاعل الإيجابي لمجلس الأمن الدولي والتركيز الواضح على دعم السودان وإدانة الجرائم والانتصار للوضع الإنساني.لقد قالها السودانيون بوضوح: نعم للسلام… سلامٌ يحفظ كرامة الشعب، ويصون وحدة البلاد، ويعيد الدولة إلى مسارها الطبيعي. وهي رسالة تجد صداها في شجاعة الدكتور كامل إدريس، الرجل الذي يمتلك الجرأة السياسية والرؤية الوطنية التي تؤهله لقيادة هذا المنعطف التاريخي، مستنداً إلى تأييد واسع من مكونات المجتمع كافة، من الإدارات الأهلية، والطرق الصوفية، والكيانات السياسية، وقوى المجتمع الحي.
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده بمطار بورتسودان عقب عودته من نيويورك ومشاركته في جلسة مجلس الأمن، أكد رئيس الوزراء أن المبادرة السودانية للسلام وجدت استجابة كبيرة داخل المجلس، مع اتفاق واضح على دعم السودان، وإجماع على إدانة الجرائم المرتكبة، والتركيز على معالجة الكارثة الإنسانية، مبيناً أن المبادرة تمتلك المقومات الحقيقية لتحقيق السلام المستدام.وأوضح الدكتور كامل إدريس أن المبادرة ليست مفروضة من الخارج، بل هي مبادرة سودانية خالصة، ملكيتها للشعب السوداني، قامت على خارطة الطريق السودانية، وأدبيات مجلس الأمن، وإعلان منبر جدة، إضافة إلى نتائج الزيارات الخارجية التي قام بها رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بما يعزز موقع السودان إقليمياً ودولياً.وشدد رئيس الوزراء على أن أي هدنة لا تتزامن مع نزع السلاح وتسكين المليشيات في معسكرات منظمة ستقود حتماً إلى تجدد الحرب، مؤكداً أن المبادرة عالجت هذه الإشكالية بوضوح، عبر خطة ثلاثية الأضلاع تقوم على نزع السلاح، وتجميع المليشيات، والتزامن الزمني، مع رقابة دولية صارمة تضمن التنفيذ وعدم الارتداد.وأكد أن المرحلة المقبلة تتطلب تبني المبادرة من جميع مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الإعلام الوطني، من أجل إنجاحها وترجمتها إلى واقع ملموس يحقق السلام، ويعيد الأمن والاستقرار، ويفتح الباب واسعاً لعودة السودان إلى الأسرة الدولية.إنها لحظة صدق مع الذات والتاريخ… فلتتوكل يا دولة رئيس الوزراء على الله، وامضِ في طريق السلام، السلام الذي يليق بتضحيات السودانيين، ويحفظ كرامة وطنٍ أنهكته الحرب، لكنه لم يفقد أبداً إرادة الحياة.
