بعد سقوط الفاشر وتمدد المليشيا في كردفان وسيطرتها علي أهم المناطق الحيوية الحدودية أصبح المشهد السياسي والأمني أكثر تعقيدا مما كان عليه قبل حدوث ماذكرت.
المليشيا وحلفائها يعيشون نشوة الإنتصار وصار لسان كفيلهم الإماراتي يتحدث بوضوح عن عدم تخليهم عن دعم المليشيا وأنهم لايسمحون بأن يتولي الإرهابيون الحكم في السودان وكأن هذا السودان صار إمارة تحت سيطرتهم وأن الجيش السوداني فصيل إرهابي يجب أن يتم التخلص منه!! .
وفي المقابل الآخر تتحرك مصر والسعودية بجدية في دائرة المحيط السوداني وكليهما يتحدثان عن أهمية وحدة السودان وعدم التدخل في شؤونه لكنهما لم يتحدثا بوضوح عن مجهوداتهم لحث أبوظبي عن التوقف عن دعم المليشيا!!
وحتي العقوبات التي فرضت علي قادة المليشيا لم تشير إلى الدول الداعمة!!
هذه السرديات تجعلنا نتساءل عن أين حكومة السودان مما يحدث وكأن بلادنا أصبحت امرأة مطلوقة لا والي لها!!.
يتحمل مسوؤلية مايجري في السودان وبحكم القانون السيد رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة،.سعادته هو القائد العام والمسيطر علي مقاليد المؤسسة العسكرية وبالتالي تقع عليه مسوؤلية كل مايحدث في مسارح العمليات ويجب أن يخرج الي الشعب بشجاعته المعهودة ليحدث شعبه بحديث القائد الذي لايكذب علي شعبه ليعرف الجميع أين مكمن الخلل وماهو المطلوب من هذا الشعب الذي ألتف حول جيشه وبايع القائد العام بل تم تفويضه بالكامل من شعبه الذي كاد أن يقول له ( أحكم فينا بالدايرو دا قدر وانكتب لينا) .
نعم لا أحد يشك في شجاعة السيد القائد العام ولا في وطنيته،، لكن من حقنا أن نسأل أين الخلل؟؟
في المحور السياسي تقع على رئيس مجلس السيادة مسوؤلية كل ما يقع في المحور السياسي العام بأهم فرعين له هما الاقتصادي والاجتماعي،، وفي المحور السياسي مازال القطار ينتظر صفارة الصنفور للتحرك وريمود إشارات التحرك بيد السيد الرئيس ولن نقول بيد رئيس مجلس الوزراء وشفافية التحليل تستوجب أن نسمي الأشياء باسمائها،،
المشهد السوداني يزداد تعقيدا عند بزوغ الشمس يوميا وهذا التعقيد يحتاج إلى مستشارين فاعلين في مجالات العسكرة والمدنية ويحتاج إلى برلمان للرقابة والمسألة و إسناد الجيش وكذلك إسناد السياسة الخارجية وكل ذلك حلها بقرار من البرهان وفق ما منحته له الوثيقة المعدلة وكذلك التفويض الشعبي له بعد إندلاع الحرب لكن يبقى السؤال الهام هل يريد سعادة رئيس مجلس السيادة والقائد العام ماذكرت من مستشارين ومساعدين له وحكومة مدنية بكامل صلاحيتها ومجلس تشريعي يقول رأيه في مجمل القضايا الوطنية؟؟؟
نأمل من سعادته أن يخشى الله في نفسه التي تعمل فوق طاقتها،، وان يخشى الله في شعبه الذي ألتف حوله ومنحه تفويض شعبي لم يمنح لرئيس من قبل،، ونأمل من سعادته أن يخرج للشعب بخطاب واضح ذو شفافية مطلقة ليحدثنا عن ما نسمع عنه سرا وعلنا حتي إذا ما أراد أن يدخل في تسويات و مفاوضات مع التمرد من أجل مصلحة البلاد فلا أرى في ذلك عيب أو خيانة له لأن تقديرات القيادة العليا تختلف عن تقديرات العوام،قبل أن أختم وأثناء الكتابة سمعت اغنية خليك واضح ياجميل،، ويا لها من صدفة

