في زمن تتشابك فيه الأزمات وتثقل المعاناة كاهل المواطن، تبقى الكلمة الصادقة رسالة ونداء، وتبقى الحقيقة بوابة الإصلاح. هنا ثلاث رسائل، كل واحدة منها تخرج من رحم الواقع، تحمل نبض الناس، وتطلب العدل والإنصاف.
الرسالة الأولى: إلى القنصل العام لسفارة خادم الحرمين الشريفين بالسودان
سعادة القنصل، كل التقدير والامتنان لما قامت به سفارة المملكة العربية السعودية في بورتسودان من فتح نوافذ الأمل للمواطنين والمقيمين، بعد سنواتٍ من الإرهاق وتكاليف السفر الباهظة إلى دول أخرى لاستكمال معاملات العمل والزيارات العائلية. لقد وجد الناس في قراركم، وفي جهود مفجّر الدبلوماسية المجتمعية سعادة السفير علي بن حسن جعفر، ومركز تأشير بقيادة الكابتن عادل المفتي، راحةً كبيرة وخدمة حقيقية تستحق الإشادة. ولكن… بعد قصر إكمال إجراءات الزيارات على ثلاثين مكتباً فقط، ظهرت من جديد دوامة المعاناة. إذ ارتفعت تكلفة الزيارة من 500 ريال إلى ألف ريال، ودخلت السمسرة عبر المكاتب غير المصرح لها من الأبواب الخلفية، مما أعاد فوضى السوق السوداء إلى الواجهة. يا سعادة القنصل، نأمل منكم النظر في هذا الأمر، والسماح لجميع المكاتب المعتمدة من قبل الخارجية السعودية والسفارة لإدخال الزيارات العائلية دون تحديد أو تخصيص مكاتب محددة. فالمعاناة تتزايد، والسمسرة تتوسّع، والناس يشعرون بأن الخدمة التي جاءت لتسهيل حياتهم أصبحت عبئاً خاصةً المؤسسات والشركات السعودية التي تصدر تأشيرات عمل دون رخصة بلدية، حتى لا تضيع الحقوق، ولا يُظلم أحد تحت غطاء الإجراءات.
الرسالة الثانية: إلى فتى كردفان والسودان المدلّل… الفريق أول ركن شمس الدين كباشي عضو مجلس السيادة
سعادة الفريق، كردفان تناديك، وأنت ابنها البار، فارسها الذي لا تضل بوصلته عندما يشتد الخطب. لقد اشتد الألم، وضاقت القلوب، وتعالت الحناجر تستغيث. البيوت تُحاصر بالوجع، والطرق امتلأت بالغبار، والأمهات ينتظرن ضوءاً يعيد الطمأنينة.
يا سعادة الفريق أول ركن كباشي… كردفان لا تبحث عن الكلمات، بل تبحث عن موقف، عن سواعد صلبة تستعيد الأمن، وتوقف النزيف، وتكتب صفحة جديدة تُنصف الإنسان الذي تعب وأرهقته الفتن. آن أوان التحرّك، آن للجبال والرمال أن تعود شامخة، وللوادي أن يتنفس الأمان، وللمواطن أن ينام دون خوف. أنت ابن الأرض… والأرض اليوم بحاجة إلى من يسمع صرختها.
الرسالة الثالثة: إلى جميع مكونات ولايات كردفان الكبرى
يا أهالي كردفان… يا من عرفتم معنى الصمود ومعنى الكرامة… لقد آن لحناجركم أن ترتفع، وللصفوف أن تتماسك. أعلنوا التعبئة العامة، أعلنوا أن طبول التحرير قد بدأت تدق من كل وادٍ وسهل. وديان كردفان تناديكم… تنادي الشيوخ قبل الشباب، وتنادي النساء قبل الرجال. الوقت ليس للفرقة… الوقت للوقوف كتلاً واحدة، قلوباً واحدة، وصوتاً واحداً. اجعلوا من وحدتكم سلاحاً، ومن عزيمتكم طريقاً، ومن حلمكم بوطن آمن رايةً لا تسقط. فكردفان لا تُحرَّر إلا بأبنائها… ولا تُصان إلا بيد أهلها… ولا تنهض إلا بالوقفة الكبيرة التي تُعيد لها هيبتها ومكانتها.
هذه الرسائل ليست حروفاً على ورق، بل صدى أصوات ملايين ينتظرون الإصلاح، وينادون بالعدل، ويطلبون أن تُسمع شكواهم قبل أن تتفاقم الأزمات. فليكن الإصلاح ممكناً… وليكن صوت المواطن حاضراً… ولتبقَ كردفان كما كانت: أرض الرجال… وميزان الشجاعة… ووجه السودان المشرق.
