عبد الله بلال يكتب : الجنرال مفضل و إدارة الدولة

تابعت نتائج زيارات الفريق أول احمد ابراهيم  مفضل مدير جهاز المخابرات العامة  ثم تابعت زيارته الأخيرة لولاية الخرطوم مع تصريحاته ذات الوضوح والدلالات الهامة ومايتميز به الرجل أنه قليل الكلام والظهور أمام كاميرات الإعلام بالتأكيد طبيعة عمله تحتم عليه ذلك،، لكنه يعرف ويقدر متي يتحدث!! ومتي يظهر في الإعلام!! ولهذا أقول أن لظهوره وحديثه دلالات هامة يجب التوقف عندها وعند اي كلمة ينطق بهآ الجنرال مفضل،،
عندما يتحدث مدير جهاز المخابرات عن وجود خلايا نائمه ويحزر من الغفلة فهذا يعني ان الرجل ممسك بملفات وخبايا مخططات الأنشطة الهدامة داخليا كما أن إدراته المتخصصة ترصد وتحيط بدائرة الخطر لكن مضمون حديث سعادة المدير يريد أن يوسع من دائرة الوضوح ومشاركة المجتمع في الهم الوطني وهذا ينعكس ايجابا علي رفع الحس الأمني لدي المواطن الكريم ويقيني التام أن هذا الأسلوب هو الذي يجب أن يكون عند رجال الدولة أو المسؤولين فلا لرجل الدولة أن يعرف متى يتحدث ومتى يصمت،، وماهي القضايا التي يجب أن تطرح للمجتمع بوضوح بدون لف ودوران أو بدون ضبابية،، يجب على كل من لديه مسؤلية وطنية أن يتميز بصفات رجل الدولة في الوضوح والشفافية واختيار الزمن والمكان المناسب للحديث،،
مفضل يذكرني صفات رجل المخابرات المصري عمر سليمان ( العقرب السام) الذي تحدث عنه الدكتور محمد الباز في كتابه العقرب السام إذ أن الباز يقول في كتابه أن عمر سليمان كان يمثل روح الدولة المصرية في أمنها واقتصادها وسياساتها الخارجية وكان رجل موزون وسطي في إتخاذ القرار قليل الكلام لكنه عندما يتكلم يعني مايقول وأنه كان يتعامل مع الرئاسة المصرية بالتقارير لكنه أيضا كان يوصل رأيه عبر الجلسات الخاصة في شكل ونسات أو طرح قضية ما ثم يترك المسؤلين يتحدثون حولها،،
السيد مفضل تؤكد تحركاته وإفاداته النادرة أنه رجل دولة يستحق أن تطلق عليه (سكين ضراع الدولة) فالرجل يجب أن يكون مدرسة يتعلم منها بقية رجال الدولة كيف يتحدثون وكيف يفكرون وكيف يشاركون الشعب في الرأي والهم الوطني بل كيف يساهمون بكلمة واحدة في رفع الحس الوطني وليس في إحباط الشعب المسكين الذي أصبح جسده كجسد خالد بن الوليد

Exit mobile version