أستغرب كثيراً لحديث قادة الإرهاب العالمي في دويلة الشر عن السياسة والأحزاب والديمقراطية، أتعجّب من كلام المجرم قرقاش مستشار رئيس دويلة الشر وهو يُفرغ سمومه على العالم، ليُحدّثنا عن الحكم المدني الديمقراطي الذي لم تعرفه الدويلة منذ قيامها ولقد شهد العالم أجمع بالأجواء الديمقراطية التي يتنعّم بها السودانيون في إنتقاد الجهاز التنفيذي والسيادي للدولة ولقد وثّقت وسائل التواصل الإجتماعي الديمقراطية الحقيقية ولو بهامش قليل لكننا ما زلنا نتنسّم عبيرها ونسرد ما يجيش بخاطرنا في المنصات الإعلامية، نعيش ديمقراطية مقبولة مقارنة بدول جوارنا القريب والبعيد، ولكنّكم يا مستشار رئيس دويلة الشر لم تتركونا في حالنا.
الإمارات تُزعزع دول الإقليم لإزاحة كل نظام ديمقراطي وتُسقط الدول التي تسير على هذا النهج، لأنها لا ترغب في إستقرار سياسي وإقتصادي والأمثلة كثيرة جداً بدءً بإطاحة الرئيس السابق مُرسي وإثارة المشاكل في تونس، واليمن السعيد والصومال وليبيا وتركيا لم تسلم من الدويلة وأرادت أن تستحوذ على السودان عبر أذرعها في المنطقة التي لم ولن ترغب فيها حكومة نظام أبوظبي في إستتباب الأمن، وعبر عملاءها الإقليميون حفتر ليبيا وديبي تشاد وأبي أحمد إثيوبيا وسلفاكير جنوب السودان ودقلو السودان أرادت الدويلة حصار الحكومة السودانية بفتح منافذ الحدود الموازية للسودان ولقد أفلحت في ذلك بإرسال الأسلحة والمسيّرات والجنود عابري الحدود والقارات لولايات دارفور وكردفان الكُبرى.
لم تشهد الدويلة نقاشاً سياسياً واحداً ولم تعرف جامعاتها المناشط السياسية ولم يعرف مسؤولوها معنى المدنية والحكم المدني في دولة دكتاتورية مبنية على حُكم المشيخة التي بلا شك قمّة الديكتاتورية، يتحدث قرقاش ولا يستطيع مواطن إماراتي فقط من توجيه النقد ولو في سِره داخل حدود الدويلة المُصطنعة لأنّ الديمقراطية عندهم من المُحرّمات ليس على شعبهم المغلوب على أمره بل حتى على الدول الأُخرى لذا سارت الدويلة في زعزعة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والقرن الإفريقي، مسنودة بدعمٍ سياسي غربي يُحصّنها من العقوبات السياسية، تشتري الدويلة الأصوات داخل مجلس الأمن والمنظمات الدولية والجامعة العربية والإتحاد الأوروبي والإفريقي لكنها لم تستطيع شراء الإعلام العالمي الحُر الذي كشف كل تدخُّلات نظام أبوظبي في حرب السودان ودعمها المباشر لمليشيات الجنجويد وهي السبب الأول في إطالة أمد الحرب.
كيف لنظام ديكتاتوري يمنع منعاً باتاً مجرد الحديث في السياسة ويجرّم قيام الأحزاب يُحرّم على مواطنيه ويسعى لفرض واقع بقوة السلاح في دولة ذات سيادة للسيطرة على مواردها لتمكين جماعة إرهابية مغتصبة كما حدث في ليبيا حفتر، وبرغم عِظم المؤامرة إلاّ أنَّ الشعب السوداني سيقف صفاً واحداً خلف قواته المُسلّحة لأنها صمّام الأمان ودماء الشُهداء لن تذهب سدى وستنتصر الدولة ومؤسساتها الرسمية على هذا المخطط الخطير.
