توضيح من سفارة السودان بشأن الإعتداء على السودانيين فى رواندا

 

إستجابة لوساطة كريمة من السلطات الرواندية وبحضور وزارة الخارجية فى كيغالى، طلب الجانب الجزائري رسميا التوصل الى تسوية وتفاهمات حفاظا على العلاقات الأخوية بين البلدين، وأكدت سلطات التحقيق الرواندية أن التحقيقات إكتملت مع توفر أدلة مادية على الإعتداء الجنائى على السودانيين وعليه تم التحفظ على أربع من المشتبه فيهم تشير الأدلة الى ضلوعهم مباشرة فى الإعتداء الجنائي، وقد تعرف المعتدي عليهم أثناء التحقيقات ( طابور العرض) على هذه العناصر المعتدية وأفادنا التحرى شفاهة على توفر صور الفيديو CCTV كأدلة إثبات قاطعة.
و عليه فإن الخيار هو رفع قضية الإتهام للقضاء الرواندى ليأخذ العدل مجراه، أو ترجيح كفة العلاقات الأخوية بين السودان والجزائر، وإعلاء قيم العفو والصفح والتسامح حفاظا على العلائق الرياضية بين البلدين.
تم عرض الأمر على الضحايا الذين رجحوا المصلحة المشتركة لترقية العلاقات الرياضية بين البلدين، و فى المقابل إلتزم الجانب الجزائري بمعايير جبر الضررين المادى والمعنوى، بما يشمل مقابلة نفقات العلاج للضحايا وفق تقديرات الإجراءات الطبية وحتى بلوغ مرحلة التعافى الكامل وكذلك الإعتذار العام لجبر الضرر المعنوى والأدبى.
قامت سلطات التحقيق الرواندية بإتباع الإجراءات القانونية للتسوية، منها إقرار مكتوب من الضحايا، كما إلتزم الجانب الجزائري كجزء من إجراءات التسوية فى إطار جبر الضرر المعنوي إصدار بيان من جهات الإختصاص الرياضية والنادى المعتى عن الحادثة بما يمتص الإحتقان الذي سببه الإعتداء الجنائى على السودانيين.
تمت التسوية بموافقة الضحايا وفق إجراءات القانون الرواندى بإشراف من السفير و متابعة من أعلى مستويات وزارة الخارجية السودانية. وقد عبر المتهمون أثناء جلسة المصالحة بحضور السلطات الرواندية عن إعتذارهم الكامل عن حادث الإعتداء الجنائي و قابل ممثل الضحايا هذا الإعتذار بالقبول والعفو والتسامح .
أعبر عن إشادتى بالروح الوطنية والرياضية للضحايا المعتدى عليهم الذين غلبوا مبدأ العفو و مصلحة العلاقات الأخوية والرياضية بين البلدين، والشكر والتقدير للسلطات الرواندية التى تابعت القضية وباشرت التحقيقات بمهنية عالية، و أشرفت على الوساطة بإقتدار، وأنجزت التسوية وفق الإجراءات القانونية المتبعة.
و نؤكد أن ما تم من تنازل من الجانب السودانى ما هو إلا تعبير عن روح الأخوة والصداقة التى تربط بين الشعبين، و تمتينا لعرى العلائق الرياضية المتطورة بين البلدين التى يحكمها التنافس الشريف لاسيما وأن الرياضة ستظل دوما رسالة سلام ومحبة وأخوة.كما ان التسامى الأخلاقى وإعلاء روح الصفح والتسامح الذي تحلى به الضحايا من الجانب السودانى هو الذى أمن إجراءات الإفراج عن المتهمين وأن أى تعويض لجبر الضرر مهما بلغت قيمته لا يساوى قطرة من دماء الضحايا المعتدى عليهم. كما أن قبول الوساطة الرواندية يحمل رسالة شكر وتقدير لهذا البلد المضياف الذى احتضن السودانيون و يستضيف فريقي القمة فى الدورى الممتاز فى ظل العلاقات الثنائية والرياضية المتطورة بين البلدين.

خالد موسى
سفير السودان. كيغالى

Exit mobile version