عبد الله بلال يكتب : ماذا يحمل الوفد المصري للسودان؟

علمت بزيارة الوفد المصري للسودان قبل يومين من مجيئه من أحد زملاء المهنة من المصريين بل تعرفت على أهمية الزيارة التي يقودها وزير الخارجية بتوجيه مباشر من الرئيس المصري،،

سألت أحد الدبلوماسيين في وزارة خارجية السودان أجاب بإختصار لاعلم له بذلك ولم يسمع بها من وزارته!!! سألت نفسي هل هذا يعني تهرب من وزارتتا من الإعلام وعدم اهتمامها به؟؟ أم أنها تمومة جرتق في الملف السوداني المصري وبمعني آخر لها شرف التشريفات و الإستقبال فقط وهناك من يمسك بهذا الملف الهام!!!

علماً بأن الزيارة كانت معروفة للإعلام المصري الذي رافق الوفد بعدد محترم من الإعلاميين وبالمقابل تغييب تام للإعلام السوداني عدا التلفزيون ولا أدري الي متي يتم تغييب الإعلام السوداني عن متابعة أهم القضايا التي تهم الشعب السوداني وظل هذا الإعلام يشكل الإسناد الفاعل للدولة في معركة الكرامة!!!

الزيارة تعتبر ذات أهمية قصوى للقاهرة التي تتعامل مع السودان بصدق وشفافية لإدراكها التام بأهمية أمن واستقرار السودان الذي يمثل عمق استراتيجي لمصر في أمنها القومي المتمثل في استقرارها وأمنها المائي،، أمن البحر الأحمر،، أمنها الغذائي،، وأمن جنوب الصحراء في منطقة المثلث،، فمصر دولة كبري وتدرك أهمية السودان منذ أن نال السودان استقلاله وظلت ثابتة على مبادئها التي تضع في أولوياتها السودان،،
الوفد الزائر يحمل في حقائبه الكثير من المقترحات التي تعزز قوة الأمن القومي السوداني وتساهم تلك المقترحات في عودة الإستقرار بالإضافة إلي الإهتمام بالنازحيين بعد سقوط الفاشر وزيادة تمدد مساحات مليشيا الدعم السريع في بارا وعدد من مناطق دارفور كردفان وإصرار المليشيا تمددها في منطقة المثلث التي تعتبر خط أحمر بالنسبة لأمن مصر،، ولم يكن الوفد بعيداً عن مقترحات الهدنة التي يشرف ويضغط عليها المندوب الأمريكي العربي بولس الذي أكد أنه يدعم الخط الإماراتي الذي ينادي بعودة مليشيا الدعم السريع إلي المشهد العسكري والسياسي في السودان وكأن لم يحدث شيء!! وهذا مايرفضه الشعب جملة وتفصيلاً،، بالمقابل الحكومة السودانية دفعت بمقترحات وسطية تتكون من أربعة بنود لا تختلف عن ماجاء في إتفاق جدة المتمثل في خروج المليشيا المتمردة من الأعيان المدنية،، تجميع القوات في معسكرات يتم الإتفاق عليها،، نزع سلاح المليشيا،، عودة الشرطة لعملها الطبيعي في المناطق التي يتم منها سحب قوات المليشيا،، بالإضافة إلي آلية دولية للمراقبة،، لم تتحدث الحكومة في مقترحها عن المحور السياسي أو دور المليشيا السياسي بعد الهدنة،،
أجزم أن الوفد المصري متفهم تماما للموقف السوداني وأصبحت القاهرة تقود مبادرات الدفاع عن السودان بل تذهب لأكثر من ذلك بدون تفصيل وبالتالي لاخوف على السودان مادام رجعت مصر لموقعها الريادي الخاص بدول البحر الأحمر وجنوب الصحراء رغم محاولات إبعادها قصداً عن الملف السوداني بعد سقوط نظام البشير،، عموماً زيارة الوفد المصري سيكون لها مابعدها إيجاباً على أمن واستقرار السودان

Exit mobile version