إلى شعب السودان المنتصر

الحاكم نيوز :

*لم يدم قطُ بلاء*

*أميمة عبدالله*

 

 

*إلى شعب السودان المنتصر*

منذ أن أوجد الله الدنيا والمعارك فيها لا تنقطع والإنتقال من مكانٍ إلى مكان هو عادة البشر، والعمار والخراب يتعاقبان كما الخير والشر ولكلٍ أهله.

 

الحياة و الموت، والحق والباطل، والعدل والظلم، والأمان والخوف، والإطعام والجوع، والسِلم والحرب، هي أوجه الكون وكتابه

 

ومنذ فجر التاريخ والحروب جزءٌ لا يتجزأ من حياة الإنسان على الأرض ، صفحات وكتب وحكايات وأحزان مدنُ صارت من بعد صيتٍ رماداً ومن معارك فردية إلى صراعات قبلية إلى نزاعات مسلحة بين الجماعات إلى حروب عالمية وعدوان وتعدي .

 

ولطالما غيرت نهايتها مجرى التاريخ وحدود الدول الفاصلة و تغير مواقع القوة ورفع شأن دول وإسقاط امبراطوريات،

ولا تزال الحروب مستمرة منذ حروب اليونان القديمة إلى العدوان على السودان الآن

 

الرغبة في السلطة والسيطرة والاغترار بالقوة وأنظمة التسليح و بناء الأحلام ومد الطموح و الرغبة في ثروات الدول الأخرى حتى ولو على أنقاض شعوبها،

دول تريد أن تتصدر العالم وتكون قبلته ومركز ماله على معادن وموارد وأرض وسواحل دول أخرى،

الانجراف وراء الفكر الشيطاني وملذات الدنيا هو ما يجلب القسوة و عمى البصيرة عن الحق و يحجب الرحمة عن القلب ويستوجب تدخل السماء

 

 

 

يصطدم ذلك بشراسة الدفاع عن الحقوق الإنسانية و تثبيت حق الأرض و الوطن و عدم التنازل عن الإنتماء والإيمان الراسخ بالمبادئ وشراسة حراسة الشرف الوطني.

 

والناس في الحقوق سواء كما أسنان المشط، ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله لا يحب الفاسدين ولا الخائنين بل أمرنا بالعدل والإحسان

 

*شعب السودان المنتصر*

إن عين الله لا تنام وعدالة السماء جاهزة للتدخل حال عجز عدالة الأرض، والدماء عند الله لها حرمة، وقتل الإنسان بغير وجه حق لهو من أكبر الكبائر و أعظم الذنوب وإن الله عز وجل يرفع بالعدل أقواما ويضع بالظلم أقواما كما يقول رسول الله صل الله عليه وسلم،

فلا تيأسوا من نصر الله (إن نصر الله قريب) ولا يتزحزح إيمانكم عن عدالة قضيتنا ووحدة بلادنا.

 

*شعب السودان المنتصر*

 

إن النصر مع الصبر والفرج مع الكرب ومع العسر يسرا ومن يتوكل الله حسبه

ذلك وعد الله لنا نحن عباده

وإني أشعر بسعادة عظيمة أن جعلني الله ضمن فريق قدم خدمة لعدد معتبر ممن اختاروا جمهورية مصر العربية وجهة لجوء وهجرة ، فريق اجتهد أن يعينكم على العودة إلى بلادنا بإجراءاتٍ ميسرة لنبدأ كلنا شعب السودان رحلة البناء من جديد و العمار بعد الخراب.

ولنطهر بيوتنا من نجس الجنجويد المرتزقة ونفتح أسواقنا ومدارسنا ونستعيد حياتنا، ربما الأمر ليس سهلا كما أنه ليس مستحيلا ، فنحن قادرون على الوقوف و يد الله مع الجماعة.

 

إن أعظم تعويض يمنحه الله للإنسان، أن يمدّه بالقدرة الكافية للبدء من جديد.

وها نحن نفعل،

إن انشراحة النفوس وبهجة الوجوه التي أراها في رحلات العودة من مصر و فرحة الصِغار وهم يرتدون الملابس الجديدة إيذانا بالرجعة وكأن صباح السفر هو صباح العيد،

وإن التزاحم في محطة القطار من أجل الرجوع الى البلاد يبعث للعالم رسالة واحدة أننا شعب السودان لن نترك بلادنا ولن نهجرها ولن نتركها للفجرة المرتزقة وأننا قادرون على الوقوف بعد الصدمة

وأن الأرض لنا.

 

سيظل النيل يجري من الجنوب إلى الشمال يحمل في أحشائه الحياة والخضرة ، والناس تعبر الحدود من الشمال إلى الجنوب محملة بأشواق العودة وعزيمة البقاء و رغبة البناء وإرادة الإعمار.

 

سيظل التاريخ شاهدا على قوة شعب السودان و صموده وإصراره على تمسكه بأرضه وحمايتها من أي عدوان خارجي أو داخلي و عهده معها أن تظل بلادنا ذات سيادة وقوة،

والعدل أساس الحكم والله سبحانه وتعالى يقول في محكم تنزيله

(وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعمٔا يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا)

….

Exit mobile version