قبل المغيب – عبدالملك النعيم احمد – احتجاجات دولة الجنوب…البرقص ما بغطي دقنه

كتبت في الايام الماضية عن دول الجوار الإفريقي التي لم تراع حق الجيرة وحسن الجوار واستثنيت مصر وإريتريا لمواقفهم الداعمة للسودان…وأن هذه الدول قد عضت ايادي السودان البيضاء التي كثيرا ما إمتدت إليها دعما ومساندة حتي قبل ان تنال إستقلالها وتصبح دولا كاملة السيادة….تشاد، إفريقيا الوسطي، اثيوبيا، الصومال وجيبوتي…أما دولة جنوب السودان الوليدة والتي خرجت من رحم السودان تحقيقا لرغبة السياسيين الجنوبيين ولا أقول كل شعب الجنوب لأنه كان مغيبا عن قصد فهذه أمرها عجب.. نالت الدولة الوليدة إستقلالها ولكنها مازالت تقتات علي خيرات السودان ويعتمد إقتصادها علي البترول الذي أخرجته حكومة السودان من باطن الأرض ويمر حتي اليوم عبر الأراضي السودانية…
فدولة جنوب السودان وموقفها من حرب السودان بل دورها في إشعال الحرب واستمرارها كلامه عجب وتآمرها واضح ومعلن ولا يخفي علي متابع…
دولة جنوب السودان فتحت مطاراتها لدولة الامارات لتمرير السلاح والعتاد العسكري والمرتزقة من شتات افريقيا ودول العالم الي المتمردين داخل السودان…دولة الجنوب دفعت بالآلاف من الجنوبيين ضمن المرتزقة يحملون السلاح ويقتلون اخوانهم في الوطن حتي الامس القريب…مئات الجنوبيين يعملون في صف التمرد كخلايا نائمة لوجودهم داخل الاحياء السكنية ويعرفون أهلها ودروبها يرشدون المليشيا علي الاشخاص ومنازلهم ليتم اعتقالهم وتصفيتهم…دولة الجنوب فتحت مستشفياتها بعد التمويل الأماراتي غير المحدود لعلاج المرتزقة والمتمردين الذين يتم نقلهم بالطيران الاماراتي الي جوبا والي غيرها من مدن الجنوب…استغلت دولة الجنوب الحدود المفتوحة مع السودان في منطقة بحر العرب وابيي وادخلت المرتزقة والعتاد الحربي الي دارفور…ذلك جزء يسير من تآمر دولة الجنوب علي السودان في نكران للجميل وخيانة للعشرة والعهد قل ان تجد مثلها في تاريخ العلاقات بين الدول…كل ذلك يتم علي مرأي ومسمع من الحكومة في دولة جنوب السودان…
ذكرت ذلك التاريخ المخزئ لدولة الجنوب في الحرب الدائرة الآن في السودان وبين يدي خبر يقول ان دولة جنوب السودان نظمت احتجاجات علي الخطوة التي قامت بها حكومة السودان بترحيل الأجانب غير الشرعيين بما فيهم الجنوبيين الي معسكرات خارج المدن بغرض ترحيلهم الي بلدانهم لوجودهم غير الشرعي في البلاد ولما سببوه من أذي وتآمر علي المواطن السوداني ولمؤسسات الدولة عامة من حرق ونهب وقتل خلال هذه الحرب فترحيل الأجانب خطوة اتخذتها الحكومة وفقا لقوانين الهجرة كما تفعل كل دول العالم للحفاظ علي أمنها وإستقرارها…
نسيت او تناست حكومة الجنوب ان مواطنيها أصبحوا أجانب في السودان بعد انفصالها باستثناء دينكا نقوك في منطقة أبيي. وحتي هؤلاء عليهم الإلتزام بقوانين البلد التي يعيشون فيها..وتناست حكومة الجنوب ان من حق حكومة السودان ان تطرد الاجانب غير الشرعيين والجنوبيين منهم…بل ان تطرد حكومة السودان كل من ثبت تورطه في هذه الحرب أيا كانت جنسيته حتي ان كان وجوده شرعيا…
إحتجاجات دولة الجنوب علي ترحيل مواطنيها من السودان ينم عن جهل بقوانين الهجرة بل يعتبر تدخلا سافرا في شؤون دولة تطبق قانونها لحماية أمنها واستقرارها….
دولة الجنوب تفعل كل ذلك ضد السودان وشعبه وتحتج بعد ذلك فحالها كحال من انطبق عليه المثل ” البرقص ما بغطي دقنه” وصحيح الاختشوا ماتوا…
استغربت للتبرير الذي صاغته حكومة السودان علي إثر احتجاجات دولة الجنوب بترحيل الجنوبيين…فطالما حكومة السودان تطبق قوانينها الهجرية لتحقيق امنها فلا مجال لتبرير أو اعتذار…فالتعتذر اولا دولة الجنوب عن مشاركتها في حرب السودان بدعم التمرد وتوفير البيئة المطلوبة لدولة الامارات مقابل دراهمها لضرب السودان وتغذية نيران الحرب..ساعتئذ سيكون لكل حادثة حديث..

Exit mobile version