مرصد حقوقي : أدلة موثقة على جرائم حرب ودفن جماعي في الفاشر وريفها

عبر مرصد مشاد لحقوق الإنسان عن بالغ القلق والأسى إزاء الكارثة الإنسانية المروّعة التي يشهدها إقليم دارفور، ولا سيما في مدينة الفاشر ومحيطها.

وأشارت المعلومات الميدانية الدقيقة التي جمعها المرصد من الناجين الذين تمكنوا من الوصول إلى مدينة طويلة والمناطق المجاورة – والذين يُقدَّر عددهم حتى الآن بأكثر من 63 ألف مدني – إلى أن معظمهم فقدوا ما بين اثنين إلى ثلاثة من أفراد أسرهم خلال موجات الهجوم الأخيرة التي شنتها قوات الدعم السريع على المدنيين العُزّل.

وفي الوقت نفسه، لا يزال أكثر من 170 ألف مدني في عداد المفقودين أو مجهولي المصير، وسط ظروف ميدانية بالغة الخطورة وانقطاع شبه كامل لوسائل الاتصال والنجدة الإنسانية.

وأكد المرصد، استنادًا إلى الشهادات الموثقة والصور الجوية التي تم تحليلها بالتعاون مع جهات دولية وأوروبية وأمريكية راصدة عبر الأقمار الصناعية، أن عدد الضحايا تجاوز عشرة آلاف قتيل، فيما تواصل قوات الدعم السريع، وفق ما وثقناه ميدانيًا، دفن الجثامين في مقابر جماعية لطمس معالم الجرائم المرتكبة.

وقال إن هذه الوقائع تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لما تضمنته من استهداف مباشر للمدنيين وتدمير للبنية التحتية وملاحقة للنازحين.

ودعا مرصد مشاد المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، والمحكمة الجنائية الدولية، إلى:
1. التحرك العاجل لوقف الجرائم والانتهاكات الجارية في إقليم دارفور.
2. إيفاد بعثة تحقيق دولية مستقلة لتقصي الحقائق حول المقابر الجماعية والانتهاكات ضد المدنيين.
3. توفير الحماية الإنسانية الفورية للنازحين واللاجئين وتأمين ممرات آمنة لإيصال المساعدات.
4. محاسبة المسؤولين عن الجرائم وفقًا لأحكام القانون الدولي ومبدأ عدم الإفلات من العقاب.

وأكد مرصد مشاد التزامه التام بمواصلة رصد وتوثيق هذه الانتهاكات، والعمل مع الشركاء الدوليين والحقوقيين لإنصاف الضحايا وضمان العدالة الإنسانية.

Exit mobile version