عبد الله بلال يكتب : حرب 6 أكتوبر وذاكرة العرب!!

حرب 6 أكتوبر ١٩٧٣ أو حرب العاشر من رمضان لم تكن حرب كبقية الحروب التي اندلعت في منطقة الشرق الأوسط كما أنها لم تكن حرب مناوراة أو حرب طارئة مابين مصر واسرائيل ،فهي حرب يجب أن يهتم بها كتاب التاريخ السياسي أو مؤرخي تاريخ النزاعات والصراعات الدولية،
السادس من أكتوبر ١٩٧٣ كان بمثابة ميلاد تاربخ جديد للأمة العربية التي تنسي تاريخها لإنشغالها بتوثيق تاريخ يمجد الاخر عليها!!

في ذلك اليوم إستطاعت مصر التي تتقدم الأمة العربية أن تستعيد أراضيها التي تم التعدي عليها من قبل الكيان الصهيوني واحتلالها وترادف الاراضي المصرية والاراضي السورية أيضآ لذلك كانت الخطة العسكرية العربية موحدة في أهدافها الكلية ضد إسرائيل اذ تم استخدام سلاح البترول والغاز الذي كان يساند العمليات العسكرية في المحور المعنوي وكذلك شد اطراف حلفاء العدو الإسرائيلي انذاك،

حققت القوات المصرية هزيمة كبري لدي الجيش الإسرائيلي الذي كان يحسب نفسه انه قوة لاتقهر وكانت خطته تقوم علي الدفاع والهجوم في زمن واحد بل كان يتحدث لحلفائه انه سينتصر علي مصر في أقل من ساعتين وبعدها سيتوجه الي قاهرة المعز ويعيد انتشاره علي طول ساحل البحر الأحمر!!

لكن القيادة المصرية كانت تعلم كل تفاصيل خطة العدو بل احدثت اختراقات هامة في محطات إتصالات العدو الذي كان مكشوفا لدي المخابرات المصرية التي كانت تمثل السلاح المؤثر في كسب المعركة لنبدأ المعركة التاريخية بين العرب واسرائيل وتقود مصر القيادة العملياتية وتنجح في كسر شوكة العدو في عبور قناة السويس في مشهد بطولي كان يتنافس عليه القادة المصريين في التقدم والاقتحام فكانوا يقاتلون وفي ذاكرتهم حرب ٦٧ لذلك كان القتال مدعوما بعامل الثأر فتقدمت القوات المسلحة المصرية في المرحلة الثانية والحاسمة لتأمين أراضيها التي استعادتها بدماء أبناء المصريين،
كانت لحرب 6 اكتوبر نتائج إيجابية يجب الحديث عنها ابرزها كسر شوكة الكيان الإسرائيلي وهزيمة جيشه الذي كان يسمي نفسه بالقوة التي لاتقهر،،تغيير نظرة المجتمع الامريكي نحو إسرائيل وكذلك تغيير اتجاهات السياسة الخارجية الأمريكية التي تبنت فيما بعد مشروع المصالحة، ضرورة الاعتراف الدولي بدولة فلسطين وعاصمتها القدس،، تاثير سلاح البترول علي الغرب في إتخاذ قراراته بشان الدول العربية،

،
كان يجب علي الأمة العربية أن تقوي من تماسكها وتوحيد صفها بعد نجاح كسر شوكة الكيان الإسرائيلي بل كان عليها ان توسع دائرة الضغط الاقتصادي علي إسرائيل وأيضا كان بإمكان العرب ان يتجهوا نحو المعسكر الشرقي!! الا انهم لم يستفيدوا من تلك النجاحات وحدث العكس تماما اذ اتسعت دائرة خلافات رؤوساء العرب واستفردت بهم امريكا لصالح الكيان الإسرائيلي ويالتالي اصبحت مصر وحيدة تجابه الكيان وتدافع عن نفسها وعن القضية الفلسطينية واصبح تاريخ اكتوبر لايتعدي دائرة الاحتفال المصري ويحق لهم أن يحتفلوا به ويمجدوه لأنهم استطاعوا تجديد التاريخ في ذلك اليوم بدماء أبناء مصر ،،فالتحيا مصر قوية بجيشها وعزيزة بشعبها،،تحيا مصر شقيقة السودان التي لم تبخل عليه بشي في محنته وصارت السند واليد الطولي لمساعدة الشعب السوداني والمحافظة علي تماسك قوانه المسلحه ووحدة اراضيه، ،التهاني والتبريكات لسفارة مصر بالسودان لذكري اكتوبر المجيدة

Exit mobile version