عزمي عبد الرازق يكتب : وأشرقت شمس

لطالما كنت مقتنعاً بأهمية وجود جسم إعلامي سوداني مصري مشترك، ينسق الجهود ويخدم المصالح الثنائية، ويتصدى للحملات الإعلامية السلبية أو المضللة التي تستهدف العلاقات بين البلدين، ويهدف أيضاً إلى تسليط الضوء على المبادرات الثقافية والاقتصادية، ويعرض ويوثق قصص التكامل الإنسانية المستوحاة من هذه الحرب، والشراكات الناجحة، ويعمل على إنتاج محتوى موحد يعزز الصورة الإيجابية لـ “وادي النيل” ويحافظ عليها.
​وقد قدّر لي مؤخراً أن أحضر لقاءات إعلامية تصب في هذا الإتجاه، تمخضت عنها نواة لشبكة إعلامية سودانية مصرية، أو مصرية سودانية، لا فرق، يرمز لها “شمس”. هذه المبادرة قابلة للتطوير وليست نهائية، ولا يمكن حجبها من أن تشرق كل يوم. ولدي يقين أنه يصعب تحقيق الإجماع في أي أمر، ولكن المهم هو المبادرة، لأن الطبيعة لا تقبل الفراغ. ومن الطبيعي أن تجد من يعترض عليك، عليها، ولكن يجب أن تحدد هدفك وتسعى نحوه بقوة. فمن يقتنع به سيعمل معك أو يلحق بك، ومن لم يقتنع فالطريق مفتوح أمامه ليبادر ويعمل. وفي النهاية، “الزبد يذهب جفاءً، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”.
​أجمل ما في هذا الجسم، الشبكة، هو عضويته المفتوحة لكل من يرغب في الانضمام إليه أو حتى قيادته، دون تمييز، وهو يحظى بدعم سفارة جمهورية مصر في السودان وسفارة جمهورية السودان في مصر. وقد تعهّده السفير المصري هاني صلاح بالرعاية والاهتمام، بينما ينظر إليه السفير عدوي من زاوية التشبيك وخدمة الدبلوماسية الشعبية، لكنه يظل ملك لأهدافه.
​يمكن لهذه الشبكة أن تتطور في عملها ومراميها مستقبلاً لتشمل التدريب وتطوير الأداء الإعلامي، وإطلاق منصات رقمية موحدة تتعامل باحترافية مع ملفات مثل مياه النيل وقضايا الحدود والأوضاع الإنسانية وغيرها، وهى على كل حال بداية طيبة، ومهمة، وضرورية، وخطوة في الاتجاه الصحيح.
عزمي عبد الرازق

Exit mobile version