هل ستتيح الدولة العميقة لبروف أحمد المنصوري فرصة النجاح في السودان؟

يطمح لتحقيق ايرادات قيمتها 120 مليار دولار سنويا من اللحوم والالبان

عبد النبي شاهين – الرياض

وزير الثروة الحيوانية والسمكية الجديد في السودان البروفيسور أحمد التجاني المنصوري هو المؤسس والرئيس التنفيذي لـ”شركة الروابي للألبان” احد اكبر شركات الالبان في الامارات والعالم العربي يُعد من أبرز الكفاءات السودانية في مجالات الطب البيطري وتطوير الصناعات الغذائية على مستوى العالم قاطبة
وهو الذي خرج ذات يوم سوداني سعيد متوجا من جامعة هارفرد بشارة برنامج كبار القادة التنفيذيين في العالم ، وصنف ضمن اقوى 50 شخصية اقتصادية في دول الخليج العربية الغنية الست

وقبل ان استرسل في الكتابة اعرف القرأ بأن الحظ لم يحالفني للقاء هذا الرجل الأسطورة الذي صنع أهم واضخم مشروع غذائي في دول الخليج وهو مشروع الروابي للألبان الذي ظل حديث الاوساط الاقتصادية في منطقة الخليج ولكننا نعرف بعضنا من خلال الهاتف وعبر ندوات اسفيرية جمعت العشرات من الخبراء والعلماء السودانيين حول العالم لبحث تطوير الاقتصاد السوداني منها منصة سودان نكست جنريشن ومجلس الخبراء والعلماء

رجل صنع المستحيل بأن حول قطعة ارض جرداء في صحراء قاحلة وكثبان رملية شديدة الحرارة ، وغير قابلة للحياة الى اكبر مزرعة ابقار في وقت وجيز وبمواصفات عالمية ابهرت اجهزة الاعلام الأمريكية والأوروبية التي تسابقت لتنقل هذا الانجاز الخارق الى العالم لتحصد الشركة سلسلة من الجوائز العالمية مثل “Super Brands”، وجائزة “أفضل الممارسات البيئية” وتصنيفها ضمن أقوى 40 علامة تجارية في العالم العربي من قبل مجلة فوربس وحصولها على شهادات الايزو العالمية

ورغم ان رئيس الوزراء كامل ادريس ومن خلفه الرئيس عبد الفتاح البرهان كانا موفقين في اختيار هذا الرجل الذي لا يعرف غير السودان حزبا ، الا ان السؤال الذي يطرح نفسه هل سيتعاون مع وزير المالية د. جبريل ابراهيم ليحقق للسودان قفزة نوعية في قطاع الثروة الحيوانية والسمكية بتوفير الميزانية الكافية له لتحديث السلالات المحلية ودعم صغار مربي الماشية عبر برامج وضعها وسبق ان تحدث بها

هل وزير الثروة الحيوانية الجديد والقادم بخططه الطموحة لتوفير ايرادات مالية للدولة بنحو 125 مليار دولار سنويا كحد ادنى من عائدات اللحوم والألبان والسماد العضوي سيجد التمويل اللازم من وزارة المالية جبريل ابراهيم وبذلك يحسن من مكانته في نظر شرائح واسعة من الشعب السوداني أم ان الوزير جبريل سيدخل في حرب مفتوحة مع الاعلام السوداني الحر الذي يعرف قيمه المشاريع الطموحة التي يحملها الوزير احمد المنصوري في حقيبته ؟ فالأيام وحدها ستوضح ذلك

وسؤال آخر يفرض نفسه هل سينجح الوزير الجديد بروف احمد المنصوري في كسر قبضة الدولة العميقة على قطاع الثروة الحيوانية والسمكية ، والكل يعلم ان الشركات الأمنية المملوكة للجيش والامن تسيطر على صادر الثروة الحيوانية واللحوم في استنزاف لا يرحم لأهم ثرواتنا الوطنية التي تصب في الاسواق المصرية بلا رقيب ولا حسيب مثلما تصب فيها حصتنا من مياه النيل ؟

هل سيقف الرئيس البرهان موقفا بطوليا في مراجعة تحكم الشركات الأمنية والعسكرية في قطاع الثروة الحيوانية والسمكية المهدرة لهذا السودان العظيم الذي لم يهنأ شعبه بما حباه الله به من نعم ليس للحكومات فيها يد ، اللهم الا استغلالها وتصديرها بطريقة مخلة ، والكل يتذكر فضيحة تصدير اناث الماشية ، بل وغض النظر عن تهريبها مقابل رشاوي تدفع هنا وهناك ؟

اقول ان الاعلام سيراقب والتاريخ سيشهد ما اذا كان هؤلاء القوم سيكونون عونا وسندا للوزير الجديد في وضع لبنة مهمة في مسار نهضة الاقتصاد السوداني بأكمله
وتحقيق ايرادات مليارية لإعادة بناء ما دمره الحرب ،، ام انهم سوف ( يدسون له المحافير )

ان تسلم البروف احمد المنصوري لهذه الوزارة هو سالة واضحة بأن ثرواتنا الحقيقية من ماشية وأسماك أصبحت كما قال احد الكتاب في أيدٍ خبيرة تعرف كيف تدير، لا كيف تُنهب ، وهي بالتأكيد خطوة جادة نحو إصلاح حقيقي في قطاع ظلّ يُدار لسنوات بمنطق الارتجال والمجاملات وخير مثال الوزير السابق لهذه الوزارة الدعامي حافظ ابراهيم

انتهى

Exit mobile version