عبد الله بلال يكتب : مهددات الأمن المصري و السوداني (3)

تناولت في الحلقتين السابقتين الدور الكبير الذي تقوم به دولة مصر لتعزيز الأمن والاستقرار في السودان وركزت علي شواهد الإهتمام المصري بالسودان من حيث إختيار العناصر الدبلوماسية المختارة بعناية مركزة لادارة شأن الملف السوداني في الخارجية المصرية وكذلك طاقم السفارة المصرية بالسودان حيث يمثل السفير هاني صلاح لاعب الارتكاز الذي يقوم بتعزيز قوة الدفاع وتحريك وسط الملعب لصناعة الهدف ويعاونه في ذلك شباب علي قمة المسؤلية والدراية بالشأن السوداني،
اما في المحور الخارجي يقوم وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي بتحركات في غاية الأهمية مع نظيره الامريكي و عبدالعاطي أحد وزراء الخارجية المميزين فهو خريج مدرسة العلم الكبير بطرس غالي الذي يعتبر من انجح وزراء العالم العربي والافريقي في عهده وتلك المدرسة تمتاز بفن التفاوض واستعمال دبلوماسية المكاشفة والحفاظ علي المصالح المشتركة لذلك كان لقاء عبدالعاطي مع وزير خارجية أمريكا يقوم علي توزيع ورق المصالح علي الطاولة المشتركة ثم الحديث عنها بشفافية تحفظ لكل طرف مصالحه ومعلوم أن مصالح مصر تقوم علي الحفاظ علي الامن والاستقرار لدول الجوار فمصر دولة ذات حضارة وتاريخ تليد في المحافظة على علاقاتها مع الجيران وبما أن السودان يمثل اهم دولة جارة شقيقة لمصر فكان الإهتمام الكبير بأمن واستقرار السودان الذي لاينفصل عن إهتمام القاهرة بأمنها وهذا يعني ان اي مهدد امني لمصر يعتبر مهدد امني للسودان واي مهدد امني للسودان يعتبر مهدد أمني لمصر وكبري المهددات الأمنية بين البلدين هما الأمن المائي في منطقة مجري نهر النيل وكذلك الأطماع الدولية في البحر الأحمر والتنافس المحموم حوله بين الدول الكبري( أمريكا، روسيا، ،الصين، نركيا، وجزء من الدول الاوربية ) في محور الأمن المائي باتت إثيوبيا تمثل المهدد الأكبر باصرارها علي تشغيل سد النهضة بل استفزازتها المتكررة للسودان ومصر في هذا الشأن حتي بلغت بها الجرأة لتقديم الدعوة لمصر والسودان لحضور الافتتاح وكأن مصر والسودان!! الشيء الذي اغضب وزير الخارجية المصرية بعد رفضه للدعوة وقال انها عبث وعندما يتحدث دبلوماسي كبير مثل عبدالعاطي بهذه اللغة هذا يعني أنه يريد أن يرسل رسالة لأثوبيا بأن تتوقف عن عبثها!! ومادام تشغيل سد النهضة يمثل مهدد مشترك للسودان ومصر كان يجب علي الخارجية السودانية أن تتحدث بلغة اقوي من التي تحدث بها عبدالعاطي خاصة وان السودان سيتأثر بتشغيل السد اكثر من مصر كما أن الموقف الإثيوبي مع السودان فيما يختص بقضية الحرب موقف مخذي وسالب ومتردد تارة مابين الدعم العلني لمليشيا التمرد وتارة الحياد وتارة السكوت والساكت عن الحق شيطان اخرس!! وصارت إثيوبيا في عهد ابي أحمد دولة تفتقر الي الحكمة والريادة السابقة بل أصبحت كأنها إمارة من امارات ال زايد ومن هذه الزاوية يجب علي السودان ان يعلن دعمه الكامل لمصر بدون تردد بل يستعد لاستقبال جميع السيناريوهات المتوقعة من مصر لحماية أمنها المائي، ،نواصل إن شاءالله

Exit mobile version