أعلنت مجموعة من أعضاء المجلس الإستشاري لمليشيا الدعم السريع إنشقاقها عن المليشيا ورغبتها في الإنخراط لخدمة الوطن…وقد جاء تبريرها لإتخاذ هذه الخطوة بسبب أنه قد تبين لهم بالدليل القاطع، كما ورد في بيانهم للشعب السوداني، أن هذه المليشيا قد تجاوزت كل الخطوط الوطنية والأخلاقية وأصبحت أداة في يد الغير لتدمير السودان وتمزيق نسيجه الإجتماعي…
واشار بيان مجموعة المستشارين المنشقة الي الكثير من التجاوزات وأنهم قد فاض بهم الكيل واكدوا عزمهم علي التواصل مع المجتمع الخارجي لتبيان الكثير من الحقائق والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا في حق المواطن السوداني…
التائب من الذنب كمن لا ذنب له ولكن في تقديري ان جرائم المليشيا والدعم السريع في حق المواطن السوداني بالتشريد والنهب والقتل والإغتصاب للحرائر هي جرائم كبيرة لا تنسي بالتقادم لأن آثارها باقية الي يوم يبعثون خاصة جرائم الإبادة الجماعية لمواطنين أبرياء لاعلاقة لهم بالحكومة او الجيش او حتي السياسة..فإن عفت الحكومة عن الحق العام فالمواطن السوداني هو الذي يجب يعفي إن رأي ذلك ومن واجب الحكومة أن تقتص للمواطن ممن ظلموه وانتهكوا حقوقه وحرماته ايا كان هذا المعتدي…
المنشقين عن المليشيا وهم أعضاء في المجلس الإستشاري رغم أنهم ليسوا من الأسماء اللامعة والظاهرة ربما لأنهم كانوا يعملون خلف الستار بدواعي التكتيكات الأمنية إلا انهم يفترض أن تتم إستشارتهم في كل خطوة قبل ان تنفذها المليشيا فهل كانوا راضون كل تلك الفترة عن جرائم المليشيا وأكتشفوا مؤخرا وبعد مايقارب العامين ونصف من الانتهاكات أن المليشيا ليس لديها اخلاق وطنية وتسعي لتمزيق النسيج الإجتماعي كما جاء في بيانهم الإعتذاري؟؟ أم كانوا مستشارين لا يستشارون؟؟
واضح أن إنتصارات القوات المسلحة والقوات المشتركة وجهاز المخابرات العامة والمستنفرين من كل فئات الشعب السوداني علي المليشيا ودحرتها في كل مدي وقري السودان ومحاصرتها لها الآن في بعض كردفان ودارفور وقريبا تحرير كل تراب الوطن مقابل انهزام الدعم السريع والمليشيا والانقسامات الداخلية التي وصلت لمرحلة الاغتيال هي من اكبر واهم الأسباب التي دفعت بالمنشقين لمغادرة كراسي المليشيا والعودة الي حضن الوطن لأن جرائم المليشيا وانتهاكاتها للسيادة الوطنية وتمزيقها للنسيج الاجتماعي لأبناء الوطن كان ظاهراً للعيان ومعلوم لأي مواطن دع عنك من هو داخل مطبخ عملياتها الاجرامية ومجلسها الإستشاري..
في المثل المشهور أن تأت متأخرا خيرا من ألا تأت…فقد رحب وزير الاعلام خالد الإعيسر بالمنشقين والعائدين الي رحاب الوطن ربما باسمه أو باسم وزارته لأنه لم يعد الآن متحدثا باسم الحكومة أو معبرا عن رأيها..ففي انتظار كلمة السيادي والجيش ومجلس الوزراء ولكن بالقطع السودان يسع جميع أبنائه متي ما كان هدفهم أمنه واستقراره ووحدته وليس التآمر عليه من الداخل….
تجربة المنشقين دائما عن حركات كانت تحمل السلاح ضد الوطن هي تجارب غير ايجابية لأنها كانت تتم دائماُ بسبب صراعات وتباينات داخلية تخص الجسم المنشق…وعندما ينخرطوا في العمل بالداخل باسم كتلتهم التي انشقوا تحت رايتها يعجلون برفع مطالبهم ونصيبهم في قسمة السلطة والثروة فيشكلوا جسما جديدا مسالما ومطالبا ربما يرهق الدولة بأكثر مما كانوا متمردين أو معارضين والنماذج كثيرة ولا حصر لها وهذه الثقافة أو الممارسة تنطبق حتي علي الأحزاب السياسية التي انقسم بعضها الي خمس او ست احزاب والكل يطالب بنصيبه منفصلا ولم ينجوا من ذلك جزبا سودانيا واحدا…
رسالتي هي ألا تبدأ الحكومة في ترضيات أو إغراءات للمنشقين الجدد بوظائف أو مواقع مكافئة لهم بهذا الانشقاق وانما المطلوب ان ينخرطوا في مكونات الشعب السوداني شأنهم شأن الآخرين دون تمييز وليدخلوا صفوف المستنفرين لتحرير الارض التي أغتصبتها المليشيا وهم يعلمون تكتيتكاتها لأنهم كانوا جزءا منها ويعلمون من أي تؤكل الكتف..فمرحبا بهم مقاتلين في صف المستنفرين لا سياسيين في فنادق بورتسودان يطلبون صرف فاتورة انشقاقهم…
قبل المغيب – عبدالملك النعيم احمد – المنشقين عن المليشيا…أن تأت متأخراً
