حيدر القابضة الخير مغروسا في الأنفس النبيلة، وكرشوم إنسانٌ بحجم وطن

*عبد اللطيف السيدح*
تتوارى الكلمات، وتنزوي العبارات خجلاً، وتقف المفردات حائرة عند الحديث عن ابن من أبناء السودان البارين بوطنهم وأهلهم، فالدكتور حيدر كرشوم، رئيس مجلس إدارة شركة حيدر القابضة، أثبت فعلا لا قولا أن الخير ما يزال مزروعاً في الأنفس النبيلة، وأن السودان رغم إصابته وعلته المزمنة إلا أنه ما زال ينجب رجالاً يضمدون الألم ويحيكون الأمل لأهلهم في المنافي والتيه، ولقد جعل الدكتور حيدر من شركته العملاقة جسراً للعبور من مرارات الحرب إلى فسحات الطمأنينة، ومن الجوع والخوف والتشرد إلى دفء الوطن وسكينة الانتماء.
*ضمير حيّ في زمن النكبة*
حين اندلعت نيران الحرب في السودان، وتفرّق الناس أيدي سبأ في أصقاع الأرض، كان كثيرون يتفرجون، وكان آخرون يرفعون شعارات باهتة لا تسمن ولا تغني من جوع. لكن الدكتور حيدر كرشوم اختار موقعه بين من يُسارع في الخيرات، وينحاز للناس لا للنجاة الفردية.
فلم يتحدث عن آلام اللاجئين السودانيين فقط، بل حملها في قلبه، وحوّل وجعه إلى أفعال ملموسة، ومبادرات كبرى، فصار الأب الروحي للآلاف الذين وجدوا فيه العوض بعد الله عن وطن ممزق، ودولة منهكة، ونظام مدمر بسبب الحرب.
*حنان يغمر الشتات السوداني*
ففي مصر الشقيقة، حيث استقر عدد كبير من السودانيين الهاربين من الحرب، كان حضور شركة حيدر القابضة مؤثراً ومباشراً. فدعمت الأسر المتعففة، وقدّمت الرعاية الطبية لكبار السن، وساهمت في توفير المسكن والمأوى لمن انهارت بهم الحياة فجأة. لم يكن ذلك على سبيل الشفقة أو الظهور الإعلامي، بل كان بإخلاص المؤمن الذي يؤمن بأن “من فرّج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة”.
وفي أوروبا، حيث قضّ البرد مضاجع السودانيين، لم تكن يد الدكتور حيدر بعيدة. دعمت شركته شبكات السودانيين هناك، ومولت المبادرات الشبابية، وساهمت في تمويل حملات العون والمساعدات الإنسانية.
أما في دول الخليج العربي، فقد غاص مع أهل الشتات في تفاصيلهم اليومية، كرسوم المدارس، وتمديد تأشيرات الزيارة، واحتياجات الأسر. وكانت حيدر القابضة الحاضنة الدافئة للجاليات السودانية، حيثما استقر بها المقام.
*مبادرة العودة، وبلسمٌ الجراح*
ومع استعادة الأمن تدريجياً في بعض مناطق السودان، عقب اندحار الأوباش، ومرتزقة غرب أفريقيا، وعربان الشتات، وشياطين آل دقلو، بدأت الأنظار تتجه نحو العودة الطوعية. هنا لم تنتظر حيدر القابضة نداء الحكومة أو مناشدة المنظمات، بل لبت النداء ورعت برنامج عودة الأسر السودانية، الذي أطلقته قنصلية السودان بجدة برعاية وإشراف من سعادة القنصل العام السفير الدكتور كمال علي عثمان طه، وستتكفل حيدر القابضة بإعادة عدد مقدر من العالقين خاصة الفئات الأكثر ضعفاً: كبار السن، الأرامل، الأطفال، والطلاب، ستساهم الشركة في تكاليف التذاكر والنقل الايواء المؤقت، بل وسترتب مع منظمات إنسانية لعودة كريمة وآمنة. ولن تكون مجرد قوافل عودة، بل مواكب عز وكرامة، تعود إلى تراب الوطن وقد رُفعت هاماتها وعادت إنسانيتها.
*النية لله، والوجهة إلى الخير*
لا يسعى الدكتور حيدر إلى شهرة ولا رياء، بل يؤمن أن الخير لا يُثمر إلا إذا صُنع خالصاً لوجه الله. ولذا تميزت أعماله بالاستمرارية والاتزان، وبالصدق الذي تلمسه الأسر قبل أن تُخبر عنه الصحف، شركته ليست مجرد مؤسسة مالية، بل واحة إنسانية، ومصدر إلهام للقطاع الخاص السوداني، لتتسع الرؤية من البحث عن الربح إلى العطاء، ومن الحسابات الضيقة إلى التطلعات الوطنية الكبرى.
*وطن في وجدان رجل*
الدكتور حيدر كرشوم ليس مجرد رجل أعمال ناجح. هو قصة نجاح سوداني أصيل، ولحن وفاء وطني لا يُنسى. هو ذاك الذي رأى جراح أهله فضمّدها، وسمع صراخ اللاجئين فاستجاب، ورأى تشقق الأرض فغرس فيها بذور الرجاء.
وفي وقت تاهت فيه البوصلة، ظل ثابتاً على درب الإنسانية. وباسمه تتردد دعوات الأرامل، وتبتسم وجوه الأطفال، وتخضرّ أرض الوطن بعودتهم المباركة.
حيدر كرشوم، عنوان للوفاء والكرامة، ورمز لضمير السودان الحي.

Exit mobile version