قبل المغيب – عبدالملك النعيم احمد – دور الإعلام ما بعد الحرب

كان هذا هو السؤال المطروح لنا داخل استديو قناة الزرقاء في برنامج حواري مع زملاء اعزاء صلاح عمر الشيخ، عثمان ميرغني وعزمي عبدالرازق باسم اجندة المستقبل وقد بدأ معد البرنامج الاخ الصحفي النابه فضل الله رابح اولي حلقات اجندة المستقبل وعلي مدي حلقتين بدور الإعلام لأهميته البالغة…
الاعلام والصحافة الورقية وحديثا الإلكترونية تعتبر اقدم وسائل الاعلام وكانت تسمي بالسلطة الرابعة في تقييم متتالي مع السلطات السيادة والتنفيذية والتشريعية ولكن في تقديري قد اختلف الأمر كثيرا لأن الاعلام الان سلطات فوق كل السلطات لما له من تاثير قوي وفاعل في تغيير مجريات الأمور…
ليس دور الإعلام في الوقت الراهن نقل الأخبار فقط كما يظن غالب الناس بما فيهم صناع القرار في الدولة وانما بجانب نقل الاخبار فانه صانع للأخبار وقائدا للمجتمع وموجها لبوصلة تفكير قادته..بهذا الفهم فإن دور الإعلام يبدو كبيرا ومطلوبا لسودان ما بعد الحرب….
ليكون الاعلام قائدا للمجتمع وفي ظل هذه الظروف التي تعيشها البلاد وتبدو الحاجة فيها ماسة للدعوة للإعمار..فنحتاج لاعمار المباني جنبا الي جنب مع اعمار النفوس بمحاربة خطاب الكراهية وبالعمل علي المصالحات الوطنية بين مكونات المجتمع وبإعلاء قيم التسامح والتراضي ليس بفهم عفي الله عما سلف لأن هذا منهج فيه الكثير من الخلل وربما ينتج مشاكل اخري ولكنه بمبدأ الاعتراف بالذنب وتقبل المحاسبة عليه ومن ثم المضي في التصالح والتعافي الوطني..
الأعلام له قصب السبق بالتبشير بترك خطاب الكراهية وانتقاء العبارات التي توحد وتجمع وذلك عبر رسائل اعلامية مصنوعة بجهد وذكاء وفهم من خبراء الاعلام والسياسة..لغة ومفردات..وبكل اشكال العمل الاعلامي المعروف بما في ذلك الدراما والافلام القصيرة والكاركاتيرات وغيرها..
ولكي يقود الاعلام فعلا الدولة لمجتمع معافي يحتاج لوسائط نقل قوية ومجهزة بكل ماتحتاجة والاستغلال الأمثل لوسائط التواصل الإجتماعي وللصحافة الالكترونية في جميعها اوعية نقل وتواصل سريعة فعلينا ان نملأها بما هو مفيد ومحققا للهدف لا أن نضع فيها الغث من القول والذي يهدم ولا يبني..
إن كان دور الاعلام في المرحلة القادمة هو منع وايقاف كل اشكال بث خطاب الكراهية فهذا يستوجب عمل كبير من القوي السياسية والمجتمعية والادارات الأهلية بان تعمل كل خبراتها ومكانتها وسط مكوناتها لجمع الشمل وخلق ارضية للتصالح الوطني ورفع راية الوطن عما سواها من رايات وحينئذ سيجد الإعلام ارضا خصبة ومناخا جيدا وقاعدة صلبة يتكئ عليها وينطلق من منصتها…سيكون اعلاما منطلقا من احداث حقيقية علي ارض الواقع وليس اعلام الترويج والأمنيات..
هناك تجارب في محيطنا الافريقي وما تجربة رواندا وجنوب افريقيا ببعيدة مع استئناس هذه التجارب بما يتوافق وحالة السودان…
دعو الإعلام يقود الدولة فهو سلاح ذو حدين فالحاجة ماسة لتوظيفة لخدمة امن وسلامة الوطن والحفاظ عليه واعادة تماسك لحمة مكوناته الاجتماعية والسياسية بما يحقق الأهداف العليا…

Exit mobile version