النص الكامل لخطاب القنصل العام لجمهورية مصر العربية تامر منير في إحتفالية الوداع
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين
السيد.. /مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور
السيد /ممثل وزارة الخارجية
السيد /مستشار والي البحر الأحمر
السيد.. /د. بحر إدريس أبو قردة رئيس تحالف العدالة تسع
السيد.. /علي الشريف الهندي
السادة السفراء وقادة السلك الدبلوماسي الكرام
السادة قادة الأحزاب والقوى السياسية السودانية
السادة قيادات الإدارة الأهلية في الشرق وكل السودان
السادة قيادات جمعية الصداقة السودانية المصرية
السادة قيادات رابطة الشعوب
السادة في وسائل الإعلام المختلفة
أصحاب السعادة، السيدات والسادة الحضور الكرام بكل مقاماتكم السامية والمحفوظة ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بدءاً يسعدني حضوركم الكريم والمقدر ، وأنا أقف بينكم اليوم مودعاً عقب انتهاء فترة عملي قنصلًا عاماً في جمهورية السودان الشقيقة، تنتابني أحاسيس متباينة بين سعادتي بحضوركم العظيم،وبين مشاعر الحزن على مغادرة بلدي الثاني بعد سنوات حملت في طياتها الكثير من التحديات، ولكن أيضًا الكثير من القيم والدروس والعلاقات الإنسانية والمهنية الرفيعة.
وأقول بالصدق كله لقد كانت تجربتي في السودان تجربة استثنائية، عشتُ فيها عن قرب طيبة هذا الشعب العظيم، وأصالة تاريخه، وقوة صبره وإرادته رغم الصعوبات والظروف التي مرت به، وقد تعلمت من هذه الأرض ومن أهلها ما سيبقى في وجداني ما حييت.
أغادر موقعي الرسمي، لكنني لن أغادر اهتمامي ومتابعتي للملف الذي كنت جزءاً منه،وسأواصل دعمي واهتمامي بالسودان والسودانيين من كل مكان ومقام ، إيمانًا مني بأن العلاقات لا تُبنى بالمناصب، بل بالتواصل والوفاء والاستمرارية.
وأؤكد ستظل العلاقات بين بلدينا وشعبينا الشقيقين راسخة ومستمرة لن يستطيع كائناً من كان النيل منها ولا تتأثر بغياب أو حضور الأشخاص لأن جذورها عميقة عمق هذا النيل وحضارة وارث شعوبه.
وفي هذا المقام لا يسعني إلا أن أرفع دعائي الخالص بأن يحفظ الله السودان وأهله، وأن تنتهي هذه الحرب التي أنهكت الجميع، وأن تعود هذه البلاد أقوى وأجمل، بوحدة أبنائها وتكاتفهم. فالسودان يستحق السلام، ويستحق أن يعود وطنًا يزدهر بخيراته وإنسانه .
وسنظل نفتح أيادينا ممتدة ومخلصة لهذا الشعب الكريم، مستعدّين دائمًا للدعم والمساندة، وذلك لأن العمل المشترك هو السبيل نحو مستقبل أفضل.
وأتوجه بجزيل الشكر لكل من تعاون معي، ولكل من فتح لي قلبه وبيته وأفكاره. وأخص بالشكر زملائي في البعثات، وأصدقائي من مختلف المؤسسات السودانية، ومن عامة الناس الذين غمروني بكرمهم ومحبتهم.
اشكر الجميع بمقاماتهم على تكبدهم مشاق الحضور لهذه الإحتفالية وأخص بالشكر جمعية الصداقة السودانية المصرية على الدعوة والتكريم.
وأتمنى التوفيق للمستشار محمد مجدي في مهامه وأثق في أنه سيكون قريب من السودانيين مثلما هم كذلك سيفعلون.
ختاماً أغادركم وأنا أحمل السودان في قلبي، بلدًا وشعبًا وتجربة لا تُنسى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.