فليتحدث البشير ليصمت الخونة

الحاكم نيوز :

كتب الصحفي والمحلل السياسي الاستاذ عبدالماجد عبدالحميد مقال على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك قال فيه .

فليتحدث البشير ليصمت الخونة الكَذَبة وأدعياء الوطنية وسماسرة المواقف !!

■ سيبقي يوم سقوط وتداعي دولة وزمان الإنقاذ يوماً حزيناً في يوميات ودفاتر حياتي السياسية والإعلامية .. ويوم سقوط الإنقاذ عندي يشابه يوم سقوط بغداد الجريحة عندما استباحتها عصابات المؤامرة الصليبية بقيادة التحالف الأمريكي مع أنظمة الوضاعة العربية ..

■ مع مرور الأيام وخفوت( نزوة الثورة المصنوعة) بانت شمس الحقيقة في رابعة النهار .. أسقطوا البشير وقبله أسقطوا صدام حسين ليجدوا أنفسهم وجهاً لوجه مع حقيقة أنفسهم .. لقد كانوا أدوات لتمرير مشروع كسر القادة الشجعان وأنظمة الحكم التي تأبي بعقل جمعي أن تمشي في ركاب الجهلة والقطيع ..

■ نعم إرتكب البشير أخطاء وخطايا طيلة سنوات حكمه .. وكذلك القائد المهيب صدام حسين .. نعم أخطأ البشير وأخطأ صدام لكنهما لم يرتكبا خيانة في حق شعبيهما وأمتهما العربية والإسلامية .. كانا وفيين للخرطوم وبغداد والقدس وغزة ..قالا لا عندما رضي قادة وملوك بنعم الذليلة .. آثروا سلامة الكرسي والقصر فلم يهنأوا براحة الضمير ولا هناءة الجلوس علي العرش !!

■ سقطت الإنقاذ لأن مؤامرة ومطامع الصف القيادي كانت أقوي من خيارات المكتب القيادي وخيانة مجموعة البحث عن العَرَض القريب والسفر القاصد كانت أكثر مكراً وتدبيراً من صف الجماعة المتداعي بهوانه علي الجماهير وتكسُر النصال علي النصال !!

■ سقطت الإنقاذ لأن إرث وكسب التجربة قد هان علي أصحابه شيباً وشباباً من جيل أصلب العناصر لأصلب المواقف .. وفي ذكري الإنقاذ يتلفت السودانيون بمختلف ألوان طيفهم السياسي والإثني والثقافي ليجدوا أن الإنقاذ تركت في إرشيف تاريخ البلاد إرثاً مادياً ومعنوياً يصعب تجاوزه وإن أبي المكابرون والناقمون علي تجربة الإنقاذ برمتها وإن كانت مبرأة من كل عيب ..

■ سقطت الإنقاذ لأن سنة التاريخ وخط سير الحضارات لاتُحابي أحداً لأنه لم يُكتب لعهد أو نظام أو حزب أو جماعة الخلود ..ومع هذا فإنه من عظمة عهد الإنقاذ أن ذكري إندلاع ثورته وانقلابه لا تنفك عن ذكري سقوطه وزوال سطوته!!

■ ومابين ذكري النهوض والسقوط لايزال كثيرون ممن صنعوا الأحداث وكانوا شهوداً علي التاريخ صامتين .. ومنهم من قضي نحبه ومات بأسراره ..

■ إن من حق الشعب السوداني علي الرئيس البشير أن يقول كلمته لله ..ثُمّ للتاريخ ..

■ فليتحدث البشير .. الرئيس الذي وضعته تصاريف الأقدار في وجه أحداث وتحولات عاصفة .. ليته يتحدث ليصمت سماسرة المواقف والأدعياء الكذبة !!

Exit mobile version