بعد انتهاء رحلتي من زيارة كردفان الحبيبة قصدت أن أزور عاصمتنا القومية الخرطوم والذي يزور الخرطوم لن يستطيع أن يحبس دموعه مهما كانت قوته أو صبره!! صارت العاصمة أشباح تغيرت ملامح الشوارع التي نبتت عليها أشجار المسكيت ونبات العشر،، شوارع مليئة بعربات المواطنين التي صارت هياكل حديدية فقط ولا أظن أن يتعرف شخص على عربته!! والشوارع أيضا ممتلئة بالاثاثات التي صارت اوساخ فقط يجب حرقها والتخلص منها،، حتى المساجد لم تسلم من الخراب والدمار ومازالت مهجورة!! وليت أحمد شوقي كان موجوداً ليقارن مابين دمشق التي رثاها الشاعر بعد خراب الأمويين لها،، فلا الأذان أذان في منارتها ولا الآذان أذان!!
زرت القصر رمز العزة والكرامة،، ذلك التاريخ المغدور من المليشيا التي كانت مؤتمنه عليه فغدرت به كما غدرت بالشباب الذين تناولوا معهم وجبة السحور وأدوا معهم صلاة الفجر ثم سالت دمائهم وارتفعت أرواحهم عبر حواصل الطير عند صلاة الظهر،،
مجهودات كبيرة عظيمة يقوم بها الجنرال الأمين على سلامة الدولة وارشيفها الدكتور الفريق الغالي الأمين العام لمجلس السيادة،، مجهود محترم يقوم به الرجل لتأهيل القصر رمز السيادة الوطنية لكن الأهم من إعادة التأهيل استطاع الرجل أن يعيد أرشيف القصر الاكتروني الذي يحوي على القرارات الرئاسية منذ الاستغلال وحتى يوم إندلاع الحرب وهذا إنجاز كبير يحسب للرجل في صفحات تاريخه الناصع العسكري والأكاديمي وأثبت الجنرال أن الرجل المناسب للمكان المناسب،، و مايقوم به د الغالي يجب يجد العون والسند من المؤرخين والمهتمين بالارشيف والمستندات الوطنية التي تحكي تاريخ الأمة السودانية ومجدها الوطني،،
يجب أن تتحرك المبادرات المجتمعية من أصحاب رؤس الأموال والتجار والمستثمرين وجميع مكونات الشعب السوداني للمساهمة فى بناء وتأهيل القصر الجمهوري والمحافظة على تاريخنا الذي أراد البعض سرقته وتشويه سمعته،،
في الجانب الآخر يجب الإهتمام بأمن واستقرار عاصمتنا القومية وان تعزز مجهودات وإليها الهمام بدعم مركزي ومبادرات مجتمعية تؤدي إلى إزالة مخلفات الحرب والدمار وازالة مايوجد من عربات وآليات على الطرق والتي أصبحت تشكل منظرا محبطا ومخيفا بل تعتبر مهدد أمني بجانب وجود عدد كبير من الأجانب مازالوا يتواجدون في الشوارع والميادين ومنظر آخر لبائعات الشاي والقهوة في طرق لايوجد بها مواطن أو مؤسسة خدمية!!! والسؤال الهام لمن تعمل هذه الشريحة؟؟
العاصمة القومية تحتاج إلى لجنة عليا بقرار من مجلس السيادة أو مجلس الوزراء تؤول لهذه اللجنة مسؤلية النظافة وإزالة الظواهر السلبية و المهددات الأمنية وتسند هذه اللجنة لخبير عسكري مختص في تأمين المدن وحربها وكذلك مختص في التنسيق الأمني بين مكونات الأجهزة الأمنية المنتشرة في الخرطوم والتي تحتاج إلى درجة عالية من درجات التنسيق،،
مجهودات الفريق الدكتور الغالي و مجهودات والي الخرطوم يجب أن تعزز بدعم رسمي مركزي وكذلك بخلق مبادرات مجتمعية للاسناد المدني خاصة وأن العاصمة القومية مازالت تئن تحت الركام والدمار وتطوف حولها عصابات الإجرام من ما تبقى من ال دقلو وأعوانهم،، نواصل الحدث بإذن الله عن العاصمة ومقترحات الحلول
عبد الله بلال يكتب : مجهود الغالي وتأمين العاصمة و مبادرات المجتمع
