حرب الخداع المتبادل بين إيران ، إسرائيل ، وأميركا

بقلم : حافظ حمودة

في يونيو 2025 ، تحوّلت المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل إلى ساحة كبيرة للخداع والتضليل . استخدمت الأطراف الثلاثة الرئيسية — إيران ، إسرائيل ، والولايات المتحدة — وسائل إلكترونية واستخباراتية وإعلامية معقدة لخدمة مصالحها ، حتى لو كان ذلك على حساب حلفائها .

الحرب السيبرانية والتضليل الإلكتروني :
الهجمات الإلكترونية كانت في قلب الصراع . إيران أرسلت طائرات مسيّرة تبدو تقليدية ، لكنها كانت مزودة بتقنيات متطورة اخترقت أنظمة الدفاع الإسرائيلية مثل “القبة الحديدية” و”السهم 3″ ، واستهدفت مدن مثل حيفا وحولون .
في المقابل ، شنت إسرائيل هجمات سيبرانية على منشآت نووية إيرانية ، مثل فوردو وأصفهان ، مما عطّل أنظمة الإنذار وسهّل تدمير بعض المواقع .

الولايات المتحدة استخدمت طائرات مسيّرة “وهمية” لخداع الدفاعات الإيرانية ، بينما كانت الضربات الحقيقية تنفذ في أماكن أخرى تحت غطاء تلك الطائرات .

اغتيالات وتجسس داخل اللعبة الاستخباراتية :
الاغتيالات الإسرائيلية لقادة بارزين من “فيلق القدس” مثل بهنام شهرياري وسعيد إيزادي ، كانت أكثر من مجرد هجمات عسكرية . الهدف كان تشتيت تركيز إيران وإرباك استخباراتها ، خاصة أن بعض التحركات كانت مكشوفة عن قصد لتسهيل استهدافهم .

إيران اكتشفت شبكة تجسس إسرائيلية داخل طهران ، ضمت أفراداً من جماعات معارضة . هذه الشبكة كانت تزود إسرائيل بمعلومات حساسة عن مواقع قادة الحرس الثوري .

أما في الملف النووي ، فإيران نقلت معدات التخصيب إلى مواقع سرية قبل الضربات الأمريكية ، بينما ادعت واشنطن أنها دمرت “البرنامج النووي” بالكامل . لكن تقارير سرية أكدت أن الضرر كان محدوداً ومؤقتاً .

الإعلام كسلاح في الحرب النفسية :
بعد وقف إطلاق النار في 24 يونيو ، أعلنت إسرائيل “نصراً كبيراً” ، وكذلك فعلت إيران . لكن في الحقيقة ، كلا الطرفين لم يحقق أهدافه ، وتعرضا لخسائر فادحة .
إيران بثت فيديو لهجوم على مسجد في حيفا ، واعتبرته “رداً على العدوان الصهيوني” . بينما ركزت إسرائيل على خطاب “الدفاع عن المدنيين” رغم قصفها لأحياء في قم وأصفهان .
كما سرّب البيت الأبيض تقريراً ضخّم فيه حجم الدمار في المنشآت النووية الإيرانية ، بينما نشرت شبكة CNN تقييماً استخباراتياً يقول إن الضرر مؤقت — كل ذلك كان جزءاً من معركة لكسب الرأي العام العالمي .

دبلوماسية بوجهين وتحالفات متقلبة :
تركيا أعلنت ترحيبها بوقف إطلاق النار ، لكنها سمحت في الخفاء بمرور أسلحة إلى إيران عبر أراضيها تحت غطاء الوساطة .
أما دول مجموعة “بريكس” مثل روسيا والصين ، فقد أدانت الهجمات على إيران علناً ، لكنها وافقت سراً على صفقات لضبط تصدير الأسلحة إلى إسرائيل بالتفاهم مع واشنطن .

حافظ يوسف حمودة
25/يونيو/2025

Exit mobile version