سمير الجزولي … أمين أمانة حج الخرطوم يكشف تفاصيل مثيرة في حوار الساعة ..

سمير الجزولي:

استطعنا تفويج ٤٩٢ حاج من المهجر من ١٣ دولة عبر ٩١ رحلة جوية ..

فوجنا كل حجاج الخرطوم عدا إمرأة أوقفها المتمردون ..

واجهنا صعوبات وتحديات وتم تجاوزها بجهد الرجال ..

بهذا تميزت بعثة الخرطوم .. وبهذا نوصي حجاج العام القادم

أجرى الحوار: آمنه السيدح

منذ اندلاع الحرب في السودان، ومع ظهور فجر التحرير الكامل للبلاد مر الجميع بتجارب كثيرة أظهرت معادن الرجال، فلم تكن حرب الكرامة في ميادين القتال فقط، ففي كل يوم هناك ملاحم يسطرها الرجال، وهذا ما حدث في حج هذا العام، وما لازمه من نجاح وتوفيق، لذا قررنا إجراء حوار مع أحد أبطال ملمحة الحج الاستاذ سمير علي الجزولي، أمين الحج بولاية الخرطوم كان أول محطاتنا، والذي كان له أيادي وبصمات واضحة في أداء حجاج ولاية الخرطوم للفريضة، وقد قام بعمل كبير لتمكين مواطني الخرطوم بالداخل وجمعهم من كل الولايات والخارج من كل دول العالم لأداء فريضة الحج، فكانت البعثة موفقة بسبب ترتيب القائمين عليها، والذين أشرفوا على كل تفاصيلها، فإلى مضابط الحوار..

حدثنا عن الإعداد لأول موسم حج بعد تحرير ولاية الخرطوم بالكامل، كيف تم تخطيط المسار؟
بعد قرار السيد والي ولاية الخرطوم تم تكليفنا بأمانة الحج بالولاية، وقد أبدى السيد الوالي من خلال توجيهاته حرصا واضحا علي حجاج الولاية، وبحمدلله انطلقنا في الترتيب ووضع الخطط والإعداد مبكرا لإنجاح هذا الموسم، ومن ضمن ذلك كان العودة لمشاركة بعثة أمناء ولايات السودان المختلفة في اختيار الخدمات في المملكة العربية السعودية، كالسكن وشركات النقل، والترتيب المبكر لراحة الحجاج بالتنسيق الكامل مع الأمانة العامة للحج والعمرة بالمجلس الأعلي بالوزارة، وبحمدلله اخترنا وحدات سكن فندقية نالت رضا كل الحجاج وأشادوا بها في وسائل الاعلام، وكانت محط أنظار كل الولايات، كما زارنا أمناء الولايات ووفد الأمانة العامة الإتحادية.

هل شملت البعثة حجاج ولاية الخرطوم المتواجدين في الولاية فقط أم كان للنازحين واللاجئين من الولاية فرص؟
حرصت ولاية الخرطوم علي خدمة حجاجها، وقد كونت قروبات كثيرة جدا للتقديم للحج وتكملت جميع الإجراءات الكترونيا عبر الروابط الالكترونية، ولدينا ايضا مواقع مختلفة في الولايات والخارج.
والبعثة شملت ١٣ ولاية مثلت ولاية الخرطوم بسبب الحرب، وتم التواصل مع حجاج ولاية الخرطوم والنازحين وحجاج الولاية بالدول الخارجية من ١٣ دولة عربية وافريقية واسيوية واوربية وامريكا وجنوب السودان بحمد الله شاركت في حج هذا العام، وقد كان التواصل ميسرا، وفيه راحة كبيرة لحجاج الخارج مقارنة بالحج عبر الدول التي يقيمون فيها لإرتفاع التكلفة، كنموذج امريكا مثلا تكلفة الحاج المتجه مباشرة من امريكا تقدر بحوالي (٢٥) الف دولار، أما عبر تقديمه بولاية الخرطوم لا تتجاوز التكلفة (٥) الف دولار فقط، ويدخل عبر دولة عربية لتكملة حجه.
وبحمد الله تم استقبال حجاج الخارج عبر مطار المدينة المنورة بعدد (٧١) رحلة جوية، و(٢٠) رحلة عبر مطار جدة، وقد كانت في شكل جماعات بسيطة وافراد، وقد اشادوا بالترتيبات والجهد الكبير لأمانة الحج والعمرة.

كم بلغ عدد حجاج ولاية الخرطوم في هذا العام ؟
بلغ عدد الحجاج الكلي (١٢٩٦) حاجا، وصلوا إلى المشاعر بامان، وادوا الفريضة بحمد الله، ما عدا حاجة واحدة حبستها المليشيا بولايات الغرب.

كيف تم التنسيق بينكم وبين حجاج ولاية الخرطوم والمتأثرين بالنزوح او اللجوء ؟
بعد أن أكملنا إجراءات حجاج الخرطوم والنازحين واللاجئين قمنا بتجميعهم، واجتهدنا في منطقتين؛ الأولي للمسافرين عبر الطيران، والثانية عبر ميناء عثمان دقنة، وتم تاجير فنادق في كل من سواكن وبورتسودان لتسهيل بداية التفويج، وغالبية الفنادق المستأجرة كانت من نصيب القادمين من الولايات البعيدة من بورتسودان، لأن المتواجدين في الولايات المتاخمة للبحر الاحمر كانت حركتهم ميسرة، وتفويجهم أسهل، اما القادمين من أقصى الشمال والولايات الغربية كان لابد من تجميعهم لتفويجهم مع بقية الحجاج قبل يوم من السفر، خاصة وأن مواعيد الطيران والسفن تغيرت بعد الاستهداف الذي طال بورتسودان فأصبحت كل الرحلات نهارية.
كذلك هيأنا لهم بعد وصولهم للمملكة العربية السعودية كل سبل الراحة، بداية بالفنادق والتي إشتملت على عيادات طبية وقد وجدت الإشادة من الحجاج.

هل واجهتكم صعوبات فى التعامل مع الحجاج في السكن والاعاشة والترحيل ولا سيما الصحة؟
بحمد الله كان هناك يسر كبير في السكن، وكان هناك جودة في الإعاشة نظافة ووفرة، وانتظام في الترحيل لمناطق الصلوات، والترحيل لمنى وعرفات ومزدلفة، وترحيل لطواف الإفاضة بعد الحج.
وفيما يتعلق بالصحة يمكننا أن نقول إن الصحة العامة جيدة وان العيادة المركزية كانت موجودة في بعثة ولاية الخرطوم، ويمكننا أن نقول إن الصحة العامة للحجيج كانت جيدة والحمد لله لم تكن هناك كسور ولا وفيات وعاد الحجاج بكامل صحتهم للبلاد.
ورغم أن المشقة موجودة في الحج لكننا نحاول تقديم كل التسهيلات الممكنة، وربنا وفقنا في حج هذا العام توفيقا كبيرا، وأنعم علينا بخدمة حجاج بيت الله الحرام، كما أنعم علينا بأن نكون ضمن العاملين في ولاية الخرطوم التي تحرص حكومتها على راحة مواطن الخرطوم في كل المجالات، وهاهي تتابع كل أعمال الحج وبإشراف مباشر وتوصيات قوية لإنجاح أعمال بعثة حج الخرطوم، وتمكين الحاج من أداء حجه آمنا دون ضياع ودون خلافات ودون فقدان، وبحمد الله تمكنا من تقديم كل الخدمات بصورة طيبة حسب الخطة الموضوعة، وبذل الجميع أقصى جهودهم لخدمة حجاج بيت الله الحرام، والحمد لله وفقنا الله لتقديم كل التسهيلات لأداء مناسكهم بصورة طيبة.

هناك مقطع فيديو أظهر بعض الوجبات المقدمه للحجاج ما هو ردكم عليه؟
الهجمة الإعلامية التي تعدى فيها أحد الحجاج بنشر نموذج مبتور من وجبات الحجاج، ولم يصور الباقي فظلم بذلك نفسه أمام الله تعالى، وأمام الحجاج الذين استنكروا ما قام به، وقامت أجهزة الإعلام بعمل لقاءات مع الحجاج للوقوف على حقيقة ما ورد في الفيديو.
وقد اعتذر لنا الحجاج الذين نلتقيهم في المداخل والمخارج أو في جولاتنا التفقدية عما ورد في الفيديو، وأكدوا لنا عدم رضاءهم عنه، ووصفوه بأنه لا يشبه سلوك السودانيين، ولا أخلاقياتهم.

الحج موسم يتجدد سنويا، ما هي رؤيتكم للموسم المقبل ان شاء الله، على ضوء اداء البعثة في هذا الموسم؟
في كل عام يكون هناك إبتكار وإبداع في خطط الحج، وولاية الخرطوم تتميز بذلك، ففي الأعوام الماضية كان لها الفضل في دخول السكن للمنطقة المركزية في المدينة المنورة، والجميع يشهد لها بذلك.
كما أنها قامت بتغيير نظام الإعاشة بتقديم البوفية المفتوح للوجبات داخل الفنادق.
وفي هذا العام صممنا استيكر بنظام (البار كود) بمجرد تمريره يظهر لك مباشرة اسم أمير الفوج، وأماكن السكن في كل مواقع الحج، وحتى اذا كان لديه شكوى يقوم بتقديمها.
ولأول مرة في تاريخ الحج يجد الحجاج نظاما إلكترونيا يحتوي على كافة التفاصيل.
اتبعنا أيضا في هذا العام نظام الإرشاد، والذي بدأ منذ رمضان وإلى بداية الحج، وخلال هذه الفترة كان الحجاج يستمعون لارشادات لمدة خمسة دقائق يوميا، يقدمها الشيخ مسلم ضي النعيم رئيس لجنة الإرشاد لهذا العام، بدأها من النية حتى ختام الحج والعودة لأرض الوطن.
وكان لدينا أكثر من400 رابط، وكانت هناك حلقات تبث يوميا في تلك الروابط، وكانت هناك مطالبات من الحجاج بإشراك أسرهم معهم للاستماع والاستفادة من المادة المنشورة في القروبات قبل الموسم.
كما أننا ادخلنا نظام الإرشاد في الباخرة وجهزنا مادة علمية لتبث عبر الشاشات.
كما اقترحنا تشغيل نظام (الاستار لينك) حتى يستفيد الحاج من الإرشاد طوال فترة الرحلة كما أنها تمكن الحجاج من التواصل مع أسرهم طوال الرحلة حتى في فترات خروج الشبكة.
فكل عام نحن نجدد في نظام الحج، ولدينا خطة جديدة سنطرحها عقب تقديمنا لتقرير حج هذا العام، ومن ثم سنقوم بتقديم المقترحات الجديدة وسنملكها أيضا للأجهزة الإعلامية المختلفة، هدفنا أن يجد الحجاج الراحة في أداء المناسك وان يكونوا مطمئنين وآمنين خلالها.

ماهي أبرز توجيهاتكم للحجاج؟!
أوصىينا كل الحجاج بالدعاء والتضرع من أجل السودان، وأن يعود الأمن والأمان والاستقرار للبلد، وان يعود الجميع لديارهم سالمين، والحمد لله كل الحجاج كانوا يدعوا للسودان.
وحتى من غير أن نوصيهم قاموا بتقديم الشكر للجميع وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية، التى جعلت من الحج حج آمن ومنظم ومرتب، كما أنها شددت في هذا العام على قرار لا حج بلا تصريح، واخلت مكة من السكان، وكان الجو جو حج فقط، فلم تكن هناك حركة فيها إلا للحجاج فقط، والمخيمات لم يكن فيها إلا الحجاج، لذلك كان الجميع يشكر المملكة العربية السعودية على جهودها.

هل من نصيحة توجهها لمن يرغب في الاستعداد لحج الموسم المقبل ؟

ننصح حجاج العام القادم بالاستعداد المبكر للحج منذ التسجيل الأولي، وان يتم سداد الرسوم مبكرا لنتمكن من تقديم الخدمات الأفضل.
وننصح كل من لديه مقدرة صحية أن يبادر بالحج، لأن ضعف المقدرة الجسدية يعرض الحاج للجهد والتعب والمشقة، خاصة في المناسك التي بها جهد مثل رمي الجمرات، وثلاثة ليالي مني التى يكون فيها المشي لمسافات طويلة، فإذا كان الحاج شابا يتمكن من أداء المناسك بكل سهولة ويسر.
كما تنصح أهل الحجاج كبار السن بمرافقتهم وان يصطحبهم أشخاص من الدرجة الأولى الولد مع والده أو خاله أو عمه والنساء كذلك.

هل تعتقدون انكم وفقتم في حج هذا العام ؟
علي الرغم من أن التقييم سابق لأوانه لكنني أؤكد للجميع أن هناك توفيقا كبيرا صاحب حج هذا العام رغم التحديات، رغم الظروف القاسية الخاصة بولاية الخرطوم، وكان هناك ظروف صعبة لازمت أعمال الحج في الأيام الأولى إلى أن فوجنا هذه المجموعة ذهابا وإيابا.
كما يمكننا القول بأنه كان هناك نوع من التجانس بين كل أمنا الحج في الولايات، خاصة بعد اللقاء الذي تم في مكة لاختيار حزم الخدمات، وقد خلق هذا اللقاء نوعا من التواصل وتبادل الخبرات لإنجاح الحج.
كذلك كان هناك اشراف من الأمانة العامة الاتحادية وعلى رأسها الاخ سامي الرشيد، الأمين العام للحج والعمرة بالمجلس الأعلى، فكان له إشرافا مباشرا ومستمرا لتنفيذ أعمال الحج.

كلمة أخيرة..
نزف التهاني وكل آيات الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية على التنظيم العالي للحج، والإشراف المباشر لكل الأعمال، والنظافة الفائقة في كل مناسك الحج في مكة، ومنى وعرفة، ومنى، ومزدلفة.
ونشكر كل شركاء الحج خاصة الخطوط الناقلة، ولوزارة الصحة الإتحادية والقمسيون الطبي في جانب التطعيم وتحدياته.
والشكر كذلك لطيران بدر، ولشركة الكنزي العالمية، وللأمانة العامة للحج والعمرة الاتحادية، وللنواقل الداخلية، والشكر لاصحاب الفنادق في الداخل والخارج.
والشكر والتقدير لوالي ولاية الخرطوم لاشرافه الكامل على الحجاج.
وأختم بشكر الأجهزة الإعلامية لتوصيلها المعلومات أول بأول.

Exit mobile version