إعفاء مدير شركة زادنا بين الإشاعة والحقيقة

الخرطوم الحاكم نيوز

بقلم مصعب محمود

تداولت بعض المواقع والمنصات الإلكترونية مساء اليوم اخبارا عن إنتهاء فترة تكليف الدكتور طه حسين من مهامه كمدير عام لشركة زادنا …
واتضح لاحقا أن هذه الأخبار غير صحيحة مع إيماني بأن التغير سنه الحياة وأن د طه جند من جنود الوطن ، أينما كانت الحوجة له ولخبراته كان حاضرا …

ولكن في هذه السانحة دعوني احدثكم عنه من جانبين …
اولا على الصعيد العام تولى د طه هذه المهمة في وقت عصيب من تاريخ السودان وقبل ان يلتقط أنفاسه ويكمل عملية التسليم والتسلم إندلعت الحرب اللعينة حرب تمرد مليشيا الدعم السريع على الدولة والقوات المسلحة السودانية ، فقد كان قدر التحديات ، وإرتفع بسقف طموح الشركة من شركة محدودة المهام الى شركة الدولة الأولى في توفير الاحتياجات المعيشية وغيرها لأهل السودان لا سيما في الأشهر الاولى للحرب فلم تكن هنالك ندرة في كل الاحتياجات اليومية ولا إحتكارية بفضل الله ومن ثم بكريم جهده وفريق العمل اللي معه من الشباب المثابر .

آخذين في الإعتبار التحديات التي واجهتهم منذ البداية حيث الديون المتزايدة والمعدات المتهالكة على قلتها والكوادر البشرية المتسربة الى مواقع أفضل وعدم وجود مصادر تمويل لخزينة صفرية ، فكان د طه ورفاقه قدر التحدي رغم الحرب ، فعمل على توفير التمويل اللازم دون أن يكلف الدولة ولا مليم واحد ثم عمل على وقف بيع المتبقي من اصول الشركة وصيانه الآليات وتسديد الديون وتوفير رواتب مجزية لمنسوبي هذه الشركة وكسب شخصيات مؤهلة إضافية ولم تفصل اي شخص عن العمل منذ إندلاع الحرب ، وظلت شركة زادنا طيلة فترة الحرب تدفع رواتب واستحقاقات منسوبيها بل وعملت على زيادة الرواتب بنسبة ٧٠٠% كما عملت الشركة على تحسين بيئة العمل و اعلاء شأن العمل بالحوكمة والشفافية ، ثم جاء الحظر فلم يكسر فيهم همة ولم يغير من أيمانهم بأن التغيير للأحسن يبدأ من الداخل .

وبكل عزيمة واصرار علمت زادنا في عهده على التوسع في شتى المجالات الزراعية فنفض الغبار عن الأعمال في الترعة الرئيسية في مشروع زادي ١ حتى أصبح قاب قوسين او ادنى للإنطلاقة بعد التواصل مع شركات الطلمبات والكهرباء ، وكذلك في اكثر من ١٥ مشروع من المشاريع الزراعية بولايتي نهر النيل والشمالية وكذلك في مجالات المواني البرية وفي مجالات إنشاءات الطرق والجسور والمطارات وعموم مشاريع البنية التحتية في كل أنحاء السودان وشراء اسطول المركبات الجديدة ، وصيانة الآليات والطلمبات وتوحيد عمليات الصيانة ومركزيتها ، وقام بالتطوير لأهداف واستراتيجيات الشركة فجاءت شركة زادنا للتعدين ومدينة الذهب بعطبرة لتشهد على المواكبة والتحديث.

وتطورت برامج المسؤولية المجتمعية في الشركة في عهده لتشمل عدة ولايات حفرا للآبار ودعما للمستشفيات وعلاجا للمرضى والجرحى وتوفيرا للسلال وتلبية لنداء المحتاج .

وكانت زادنا في الموعد منذ اندلاع حرب الكرامة في الخطوط الأمامية مع قواتنا المسلحة وقواتتا النظامية المساندة لجيشنا دعما بكل الممكن وبعض المستحيل ، بعضها ما نعلمه وبعضها ما لا نعلمه.

ومن البشريات ان شهر أغسطس القادم سيشهد إفتتاح المرحلة الأولى من مشروع زادي ١ بعدد ١٠٧ محور ، ومن ثم شتغيل جميع الترع المؤدية الى باقي مساحات المشروع .

ثانيا أما على الصعيد الخاص …

فاشهد ان د طه لم تغيره المواقع ولا المناصب ، بل زادته تواضعا كيف لا ؟ وهو الشاب العصامي الذي بنى نفسه بنفسه بتوفيق الله ودعم الواثقين في قدراته فكان ولازال نعم البار بوالديه الوفي لأهله ومعارفه وأصدقاءه ، كيف لا؟ وقد كان طالبا نجيبا واساتذا جامعيا مجيدا ولاعبا رياضيا مدهشا ، ومديرا متميزا.
حفظه الله ورعاه ابن الوطن البار فالوطن يحتاجه ويحتاج لأمثاله من الشباب النيرين النظيفين من ذوي العين المليانه والذين يفكرون في العطاء وليس الأخذ.

في تقديري ان المرحلة القادمة من عمر الشركة ستشهد نشاطا ملحوظا لا سيما بعد نقل تبعيتها مؤخرا لتكون تحت إشراف السيد القائد العام للقوات المسلحة السودانية رئيس مجلس السيادة الإنتقالي.

مصعب محمود …
Taha Hussien

Exit mobile version