تسلمت هذه الكلمات الجميلة والرائعة من القامة والهرم الرياضي أستاذي ومعلمي أبو القوانين الأستاذ محمد الشيخ مدني وكتب:
إخوتي قبيلة الرياضيين … سلام الله عليكم … وكل عام وأنتم جميعاً بألف خير … رغم إشراقة المريخ الوحيدة المتمثلة في الفوز بكأس مانديلا عام 1990 … وإشراقات الهلال المتكررة في دوري الأبطال بوصوله مرتين لنهائي البطولة … ومرات لدور الأربعة وأكثر منها دور الثمانية … أقول رغم تلك الإشراقات المتقطعة، لا يزال مستوانا الكروي لا يؤهلنا لإعتلاء منصات التتويج … سنواصل النهوض والسقوط دون الوصول لنهاية الطريق … فبالتأكيد ما حدث سابقاً لا يرضي طموحاتنا كرياضيين … وإذا أردنا أن نكون على قدر تطلعاتنا، فالأمر ليس بالصعوبة التي ربما يتخيلها الكثيرون … فنقطة البداية هي الإقرار بأن عالم كرة القدم اليوم … ليس هو عالم الأمس … فلم تعد كرة القدم لعبة في الحواري، ينتقل منها اللاعب الهاوي وإن كان موهوباً للأندية … ويا حليل أيام جكسا وميدان الربيع … وكمال عبد الوهاب وميدان بانت … كرة القدم أصبحت صناعة واستثمار ذات ثلاثة عناصر رئيسية وهي: المؤسسية … والإحتراف … والجودة … وبكل أسف نحن في الوقت الحاضر نفتقد للثلاثة … أرجو ألا تكون هذه المقدمة محبطة … وألا تقود إلى تشاؤم من جانبنا … فالخروج من تخلفنا الواضح ليس صعباً … ولا يحتاج لعبقرية في الإدارة … فكل ما يتطلب الأمر هو جدية من مجالس الإدارات للخوض في تحدي بناء نهضة كروية … وببساطة شديدة، المطلوب من مجلس الإدارة لإعداد نادي احترافي منافس قارياً … المطلوب في حده الأدنى إلى حده الأقصى موثق ومكتوب بواسطة الفيفا في شكل شروط لإستيفاء ترخيص النادي ليكون مؤهلاً للمنافسات الخارجية … تقع هذه الشروط في خمس محاور … (1) المحور الرياضي sporting … (2) البنيات التحتية infrastructure … (3) الكوادر العاملة في النادي personnel … (4) القانونية legal … (5) المالية finance … وفي كل محور هناك ثلاث فئات من الشروط … الفئة (A) الحد الأدنى من الشروط … وهي إلزامية ونسبة النجاح المطلوبة من النادي 100% …
يعني 99% سقوط ولا يُمنح النادي الرخصة … وبالتالي غير مؤهل للمشاركات الخارجية … الفئة (B) وهي إلزامية ولكن لا تمنع منح الرخصة … وعدم تنفيذها يؤدي لعقوبات خفيفة كالغرامة المالية … الفئة (C) وهي عبارة عن مواصفات رفاهية لجودة النادي … ولا تؤثر على الرخصة والمشاركة الخارجية … لقد جاءت الشروط في الفئة (A) وحدها من تسعة وأربعين بندا … يعني لو نفذت منها ثمانية وأربعين بندا فأنت راسب ولا تمنح الرخصة … بالنظر إلى تفاصيل الشروط نجد أنها ليست مجرد إجراءات للحصول على الرخصة … وإنما هي بكل المقاييس وصفة دقيقة لتطور ونهضة أي نادي فنياً وإدارياً ومالياً وقانونياً … ليكون في مصاف أندية سبقتنا كالأهلي القاهري والترجي التونسي وأورلاندو الجنوب أفريقي … ولأدلل على ذلك يكفي أن نذكر هنا بندا واحدا في المحور الرياضي وهو : (أن يكون للنادي على الأقل فريق كرة قدم من سن ١٠ إلى ١٤ … وفريق من سن ١٥ إلى ٢١ غير الفريق الأول) … وعليه فكل ما هو مطلوب من مجلس الإدارة هو اتخاذ قرار بتكليف أفراد أو خمس مجموعات عمل لكل محور من المحاور الخمسة، كل فرد أو مجموعة لدراسة الشروط المطلوبة في واحد من المحاور الخمسة وتحويلها إلى ورقة عمل وخطة لتنفيذها مرحلياً…
فإذا قام مجلس إدارة النادي بهذه الخطوة فهو جاد في إعداد فريق مؤهل للبطولات … وإذا لم يقم بهذه البداية فهو إما مجلس إدارة غير جاد … أو جاهل …
بالمناسبة، الشروط هذه أعلنتها الفيفا عام 2011 … وقررت أن أي نادي لا يستوفي هذه الشروط لا يحق له المشاركة خارجياً ابتداءً من عام 2012 … ولكن تقول شنو مع أندية جاهلة غير جادة في تطور اللعبة … واتحاد مجامل بالشهادة زوراً بأن أنديتنا مستوفية للشروط … واتحاد أفريقي مرتشي يرسل مناديب غير مؤهلين للتأكد من استيفاء الشروط المطلوبة … فمنذ عام 2012، الهلال والمريخ يشاركان في أفريقيا وهما غير مؤهلين للمشاركة …
أتمنى من كل قلبي أن نبدأ مشوار النهضة بأعجل ما يكون لأن الوقت لبداية المنافسات الأفريقية القادمة كافٍ لعمل الكثير … مع كل الأمنيات بالتوفيق …
محمد الشيخ مدني … القاهرة …