بدأت الازمة السودانية الكينية بعد تمرد مليشيا الدعم السريع واصطفاف الرئيس الكيني روتو إلى جانب مليشيا الدعم السريع المتمردة وإستقباله لقياداتها حميدتي و عبد الرحيم دقلو خلال الفترة الماضية وتقديم الدعم السياسي لهم في منابر المنظمات الإقليمية والدولية .
مؤخراً استضافة كينيا مؤتمر قوى سياسية سودانية موالية للمليشيا ومليشيا الدعم السريع المتمردة لاعلان تحالف جديد لتكوين حكومة موازية والسعي لإجازة دستور يساعد في تنفيذ ذلك المخطط .
في مارس 2025، فرضت الحكومة السودانية حظراً مفاجئاً على واردات الشاي الكيني، مما أدى إلى خسائر مالية كبيرة وأثار ذلك قلقاً في الأوساط الاقتصادية والسياسية الكينية ، حيث تم احتجاز شحنات تقدر قيمتها بنحو 1.3 مليار شلن كيني في الموانئ، مما يهدد معيشة آلاف العاملين في هذا القطاع الحيوي. 
يُعد السودان ثالث أكبر سوق للشاي الكيني عالميًا، إذ يستورد نحو 10% من إجمالي إنتاج كينيا سنويًا. لذلك، يشكل هذا الحظر ضربة موجعة لصناعة الشاي الكينية، حيث تجد الشركات المصدرة صعوبة في استرداد مستحقاتها المالية أو إعادة توجيه البضائع إلى أسواق بديلة.
*مآلات أزمة السودان وكينيا وتأثيراتها المحتملة*
1. تصاعد التوتر السياسي والدبلوماسي.
• قد تؤدي الأزمة إلى مزيد من التدهور في العلاقات الدبلوماسية، وربما تصل إلى حد قطع العلاقات أو تخفيض التمثيل الدبلوماسي بين البلدين إذا لم تقم الحكومة الكينية بتعديل موقفها المعادي للسودان وتعود لرشدها .
• قد يتجه السودان إلى تحشيد دعم إقليمي من دول أخرى مثل إثيوبيا وأوغندا وجيبوتي ،مما قد يزيد من الاستقطاب في منطقة شرق إفريقيا.
2. التأثير على التعاون الاقتصادي.
• السودان يعتبر من أكبر مستوردي الشاي الكيني، وفرض قيود على استيراده يُشكل ضربة قوية للاقتصاد الكيني، حيث يُعد قطاع الشاي أحد أهم مصادر الدخل القومي لكينيا.
• في حال استمرت الأزمة، قد تتجه كينيا إلى البحث عن أسواق بديلة، وقد تحاول الضغط على السودان عبر دول إقليمية أو مؤسسات مالية دولية.
• السودان قد يتوجه نحو استيراد الشاي من دول أخرى مثل الهند وسريلانكا، مما سيُضعف النفوذ الاقتصادي الكيني في المنطقة.
3. تأثيرات على الاستقرار السياسي في كينيا.
• الضغوط الاقتصادية الناتجة عن خسارة سوق الشاي السوداني قد تؤدي إلى توترات داخلية في كينيا، خاصةً بين المزارعين وشركات التصدير.
• المعارضة الكينية قد تستغل هذه الأزمة لمهاجمة حكومة روتو واتهامها بتهديد المصالح الاقتصادية للبلاد عبر دعمها لمليشيا الدعم السريع.
• إذا لم تجد كينيا بدائل اقتصادية سريعة، فقد تواجه احتجاجات واضطرابات، خاصة في المناطق المنتجة للشاي مثل المرتفعات الكينية.
4. السيناريوهات المستقبلية المتوقعة ؛
أ. السيناريو الأول :
• إستمرار التصعيد في حال واصلت كينيا دعمها لمليشيا الدعم السريع المتمردة،فقد يُصعّد السودان الأمر عبر إجراءات اقتصادية إضافية، أو التحرك دبلوماسياً لعزل كينيا إقليمياً.
• قد نشهد ردود فعل من الاتحاد الإفريقي أو الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) لمحاولة احتواء الأزمة.
ب. السيناريو الثاني :
•تهدئة الأزمة عبر الوساطة فيمكن لدول مثل إثيوبيا أو جنوب السودان التدخل للوساطة بين البلدين لإيجاد تسوية سياسية.
• كينيا قد تُعيد النظر في سياساتها تجاه السودان إذا وجدت أن الأزمة تُهدد استقرارها الاقتصادي والسياسي الداخلي.
ج. السيناريو الثالث :
•إعادة ترتيب التحالفات الإقليمية ، فقد يتجه السودان نحو تعزيز علاقاته مع دول أخرى معارضة لمليشيا الدعم السريع، مثل إرتريا ، مصر ، جيبوتي. .
• كينيا قد تُحاول تعزيز تعاونها مع حلفاء الدعم السريع مثل الإمارات لتعويض خسائرها الاقتصادية.
نخلص إلى الآتي :
الأزمة بين السودان وكينيا قد تستمر في التصعيد إذا لم يتم احتواؤها، وستكون لها تأثيرات مباشرة على الاقتصاد الكيني والاستقرار السياسي الداخلي. السيناريو الأكثر ترجيحًا هو محاولات للوساطة والتهدئة إذا شعرت كينيا بضغط اقتصادي متزايد.