قبل المغيب – عبدالملك النعيم احمد – حزب الأمة القومي..بين كسر البرمة وكجم الحرمة (2 من 2)

تناولنا في حديث الأمس قرار المجلس الرئاسي لحزب الأمة القومي بإقالة اللواء فضل الله برمة ناصر من منصبه رئيساَ للحزب بعد مشاركته وتوقيعه باسم الحزب علي الميثاق السياسي الذي بموجبه ستعلن تقدم عن حكومتها المزعومة في المنفي ..تلك الخطوة التي اتخذها المجلس الرئاسي والتي يدور الآن جدل كثيف حول صلاحياته وحدود تكليفه في إتخاذ مثل هذا القرار والشخص المعني بالإقالة هو رئيسه فضلا عن الصحوة المتأخرة للمجلس ورئيس الحزب ظل يواصل دعمه للمليشيا المتمردة بأمر من الحزب طيلة الفترة السابقة فهل كل الخلاف انحصر في الميثاق وتوقيعه أم أن الحزب أراد أن يعلن التوبة عما ارتكبه من جريمة بوقوفه ودعمه للمليشيات والتمرد وهو ينتهك وينهب ويغتصب ويحتل دون ان يصدر الحزب ادانة واحدة…؟؟
حزب الأمة الذي كان يعتمد علي الطائفية وقدسية البيت الواحد والتوريث في إدارته لشؤون الحزب ببقاء الامام الراحل رئيسا طيلة حياته الآن بدأت قوة الطائفية تتصدع بعد أن فرط فيها من خلف الصادق المهدي علي الرئاسة ورجح كفة القبيلة علي الطائفة التي كانت تدين بالولاء المطلق لآل المهدي…اللواء برمة بلباسه جبة الحزب اتجه لدعم أبناء قبيلته ممن يعملون في صف الدعم السريع المتمرد علي السلطة وبهذا يدخل الحزب في صراع جديد وانقسام بظهور تيار اللواء برمة والقيادات التي وقعت معه ومجموعته القبلية…
أما التيار الثاني في الحزب هو الذي يتبناه الأمين العام للحزب الواثق البرير الذي جاء الي المنصب مرفوعا بالنسب لأسرة الصادق بزواجه من إحدي كريماته ولم يعرف لهم الأثنين لا هو ولا حرمه كسباً سياسيا او تاريخاً يؤهل أي منهم لتقلد هذا المنصب الرفيع في الحزب فهي ديمقراطية الاسرة والنسب والتوريث لا غير…فالأمين العام حسب ماورد أنه أصبح الآن مسانداً للجيش بعد الانتصارات الكبيرة التي حققها مقابل انهيار حليفه السابق الدعم السريع وهذا توجه ربما ادخله في نزاع جديد مع كثيرين داخل الحزب لا يرون في الجيش الا (الفلول والاسلاميين الباحثين عن السلطة) رغم انهم مقتنعين بأن الواقع والحقيقة ليست كذلك ولكنها العزة بالإثم التي تمنع صاحبها أن يرجع للصواب حتي إن تأكد له خطأ ما كان يسير عليه…وهناك تيار ثالث ربما قادته كريمة الامام رباح الصادق والتي ظلت علي خلاف مع كثيرين داخل الحزب ومن الاسرة ايضاً مع زينب وصديق الذي يجلس بجوار برمة ويدير الملف الإقتصادي للحزب…والذي لم يقل المجلس الرئاسي فيه شيئاً ربما إنتمائه للأسرة جعل المجلس يتغاضي عن وجوده في قاعة كينياتا بنيروبي..
بين كل هذه التيارات التي ظهرت الآن داخل الحزب يظهر الفريق عبدالرحمن الصادق بعد تقاعده بالمعاش من القوات المسلحة علي ساحة العمل السياسي الحزبي بعد أن فارقها شكلياً لعدة سنوات بعد تقلده مناصباً رفيعة في سنوات حكم الإنقاذ…فقد بدأ زيارات رسمية لمناطق ثقل الأنصار في عدد من الولايات محاولاً جمع شمل الأنصار كطائفة دون النظر للقبيلة بإعتبار أن الطائفة كانت هي العمود الفقري للحزب منذ نشأته وحتي رحيل الإمام الصادق قبل أن تدخل القبلية ساحات الحزب…وقد وجد الفريق عبدالرحمن ترحابا من القيادات التي إلتقاها رافضين لمواقف مريم واخواتها وبرمة وجماعته والامين العام وضعف آدائه وقيادته للحزب…وقد عولت هذه القيادت كثيراً علي الفريق بأن ينقذ الحزب من الهوة التي سقط فيها ومعلوم أن ذلك لن يتم إلا بإنقسام الحزب لأن الخلاف هذه المرة قد دخل بيت الأسرة إذ أن الفريق عبدالرحمن هو الآن علي خلاف مع كل أخواته اللاتي يعملن في الحزب فضلا عن اخيه صديق الموجود في نيروبي…فالتحدي بالنسبة للفريق عبدالرحمن كبير خاصة انه ظل يجول علي الوحدات العسكرية خلال الحرب داعما ومساندا بقوة للقوات المسلحة وهذا من المؤكد سيجلب له الكثير من المتاعب..
أما آن لحزب الأمة بعد هذا التصدع الداخلي أن يتحلل قليلاً من سياسة التوريث وتغييب الديمقراطية داخل أجهزته وفي كيفية إختيار قياداته طالما أنه ظل يرفعها شعاراً وقد عجز عن ممارستها داخل الحزب والمعلوم أن فاقد الشيء لا يعطيه مهما إدعي وتظاهر…

Exit mobile version