كلمات صريحة – بدرالدين الباشا – “خليها زي ما تجي، تجي”

الحرب اللعينة والمدمرة أثرت علينا تأثيرا مباشرا، فتوقفت الحياة في بلدنا الحبيب، السودان. حتى الولايات التي كانت تعد آمنة، مثل نهر النيل، الشمالية، البحر الأحمر، كسلا، والقضارف، لم تسلم من تداعياتها. وكان للنشاط الرياضي نصيبه من الضرر، حيث توقفت المنافسات تماما لمدة عام ونصف، وتضررت الملاعب والساحات الرياضية بشدة.
رغم هذه الظروف، حاول اتحاد كرة القدم إعادة النشاط، لكن المؤسف أن الأندية لم تكن مستعدة لذلك. وما يزيد الأسف غياب الناصح الأمين الذي يذكر هؤلاء المسؤولين بأن المناصب التي يجلسون عليها لن تدوم لهم، وسيأتي يوم يجبرون على تركها، تماما كما أُبعد مجلس الإدارة السابق.
من العدل القول إن الفوضى الحالية التي تعمّ الساحة الكروية بدأت منذ تولّي هذه المجموعة إدارة كرة القدم السودانية، فهذا هو المسار الطبيعي للأحداث. لا يمكننا أن نطالب بفرض الاعتدال في بلد يعاني من ظروف قاسية مثل السودان، حيث نعيش في حالة من الإفراط، سواء في الفرح أو الغضب، دون أي مبالاة أو مراعاة للعواقب، تحت شعار: “خليها زي ما تجي، تجي”.
ومع مرور أكثر من أربعة أعوام على رحيل مجلس إدارة الاتحاد السابق، لا يبدو منطقيا أو معقولا الاستمرار في سياسة شيطنته والإساءة إليه. والأدهى أن بعض الشخصيات التي كانت في الصف الأول في مهاجمة المجلس السابق اختفت تماما عند تولّي دشداد القيادة، رغم أنها كانت تطالب مرارا بإقصائه ومنعه من رئاسة اتحاد الكرة.
الشاعر، الذي كان أحد أبرز الأصوات المطالبة بالتغيير، سلك طريقا تجاوزه الزمن، متبنيا نهجا بعيدا عن الواقعية والمنطق، ومفرطا في التمنيات الكروية سواء داخل السودان أو خارجه. لكن اليوم، تغير كل شيء، فالمزاج العام لم يعد كما كان، ولم يعد لاتحاد الكرة ذلك النفوذ المطلق، ولا ذلك الاستبداد الذي ميّز فترات سابقة. الحرب غيّرت كل شيء، ولم يعد الجمهور يقبل بالأساليب القديمة التي تحكمت في كرة القدم السودانية لعقود.
*إن شاء الله نواصل، إذا كان في العمر بقية.*

Exit mobile version