تنافس محموم شهدته انتخاباته بأديس أبابا،،
..
فوز الجيبوتي محمود علي يوسف، برئاسة المفوضية خلفاً لموسى فكي..
الجزائرية سلمى مليكة حدادي في مقعد نائب رئيس المفوضية..
الجيبوتي المنتخب زار السودان، ودان انتهاكات الميليشيا ضد المواطنين..
تفاؤل سوداني بتغيير إيجابي ينتظم الكثير من المفاهيم..
السفير الزين: نتطلع إلى تأسيس منهج مختلف في تعامل الاتحاد الأفريقي مع السودان..
توقعات بتسريع خطى عودة السودان إلى حضن الاتحاد الأفريقي ومنظماته الإقليمية..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
فازت جيبوتي برئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، خلفاً لدولة تشاد، وذلك بعد سبع جولات من التصويت، ونال وزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف المنصب بعد أن احرز عدد 33 صوتاً متفوقاً على منافسه المرشح الكيني رايلا أودينغا، الذي تم استبعاده من السباق في الجولة الأخيرة، وجرت عملية الانتخابات في أجواء مفعمة بالحماس ومشدودة على وتر الترقب والقلق، حيث شارك قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي في القمة الـ38 في أديس أبابا، وجرى انتخاب الجيبوتي محمود علي يوسف ليخلف التشادي موسى فكي الذي ألقى خطاب الوداع أمام وزراء الخارجية خلال افتتاح القمة، ويشترط أن يحصل المرشح على أغلبية الثلثين من أصوات 48 دولة التي يحق لها التصويت في اختيار منصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وشهد مضمار التنافس على المنصب الأفريقي الرفيع ترشح كلٍّ من الجيبوتي محمود علي يوسف، والكيني رايلا أودينغا، والمدغشقري راندريا ماندراتو، وانحصر السباق بين الجيبوتي محمود علي يوسف والكيني رايلا أودينغا ليفور الأول بعد سبع جولات على الثاني الذي تم استبعاده في الجولة الأخيرة.
تجربة دبلوماسية ثرَّة:
وكانت شائعة كثيفة سارت بها منصات التواصل الاجتماعي عن انسحاب المرشح الجيبوتي محمود علي يوسف من أجل إفساح المجال للمرشح الكيني رايلا أودينغا رئيس الخارجية الأسبق الذي أعلن مبكراً عن حملته الانتخابية وأنه يحظى بدعم 28 دولة على الأقل، ولكن الرئاسة الجيبوتي قطعت قول كل خطيب بنفيها ما تم تداوله بشأن انسحاب مرشحها من سباق رئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، مؤكدةً أن معركة انتخابات رئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي ستحسم عبر التصويت، وقال الرئاسة الجيبوتية إن وزير الخارجية محمود علي يوسف قد استبق القمة الأفريقية الـ38 وحط رحاله في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، وشرع في إجراء مقابلات ولقاءات مع نظرائه الأفارقة، ويعتبر وزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف الفائز بمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، أحد العلامات المضيئة والمؤثرة في بلاط الدبلوماسية الجيبوتية، ويمتلك عصير خبرات وتجارب ثرة في السلك الدبلوماسي على مستوى العالم العربي والإسلامي، ووضعته سنوات خبرته الطويلة في الحقل الدبلوماسي على مقعد عميد وزراء خارجية العالم العربي والإسلامي، ويتميز يوسف بامتلاكه ناصية اللغة من خلال إجادته لثلاث لغات حية هي العربية، والإنجليزية، والفرنسية.
تفاؤل سوداني:
واعتبر مندوب السودان بالاتحاد الأفريقي، سفير السودان لدى أثيوبيا السفير الزين إبراهيم حسين، فوز الوزير الجيبوتي محمود علي يوسف برئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، والجزائرية سلمى مليكة حدادي بمقعد نائب رئيس المفوضية لدورة جديدة مدتها أربع سنوات، بالخطوة الكبيرة والتحول الفارق على مستوى قيادة الاتحاد الأفريقي، وأبدى الزين في إفادته للكرامة تفاؤلاً بأن ينعكس تغيير القيادة في مفوضية الاتحاد الأفريقي إيجاباً على تغيير الكثير من المفاهيم، ويؤسس لمنهج مختلف لتعامل الاتحاد الأفريقي عبر المفوضية مع السودان الذي قال إنه عانى كثيراً خلال الفترة السابقة من ما وصفها بالتدخلات الخارجية، مبيناً أن الحكومة السودانية تتطلع إلى إيجاد مدخل موضوعي وموقف صحيح يراعي مكانة السودان في القارة الأفريقية ويحفظ حقوقه ويصون سيادته الوطنية، ونوه السفير الزين إبراهيم حسين إلى تسلم الرئيس الأنجولي جواو لورنسو، الدورة الحالية لرئاسة الاتحاد الأفريقي خلفاً للرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، مؤكداً أن السودان يستبشر خيراً بمقدم الرئيس الأنجولي الرئيس الحالي لمنظمة البحيرات العظمى التي يحظى السودان بعضويتها، مبيناً ان الحكومة السودانية ستسعى عاجلاً إلى إيجاد ارتباط إيجابي مع مفوضية الاتحاد الأفريقي ومع الاتحاد الأفريقي وقيادته الجديدة في الرئاسة والمفوضيات خدمةً لقضاياه وقضايا كل أفريقيا.
زيارة مهمة للسودان:
وكان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي المنتخب، وزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف قد زار السودان في منتصف أكتوبر من العام الماضي 2024م، مبعوثاً من قبل الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر قيلي، وأكد محمود في تصريحات له عقب لقائه رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، أن بلاده تتابع عن كثب مألات الأوضاع في السودان، معرباً عن أسفه لما يعانيه الشعب السوداني من ويلات استمرار الحرب، مشيراً إلى الانتهاكات التي ارتكبتها قوات التمرد ضد المدنيين، وقال إن بوادر انتصار القوات المسلحة باتت واضحة، وإن السودان سيعود أقوى في المستقبل القريب، وسيعود أيضاً لمكانته الإقليمية في منظمة الإيقاد خاصة أن السودان يعتبر عضواً مؤسساً في هذه المنظمة التي ترأسها جيبوتي، وتناول الوزير محمود علي يوسف الدور المحوري الذي ظل يلعبه السودان في الإيقاد، مشيراً إلى النقاش المستفيض والحوار الذي دار مع رئيس مجلس السيادة حول الأخطاء والمنعرجات السلبية التي اتخذتها الإيقاد تجاه أزمة الحرب في السودان، مبيناً أن البرهان شدد على ضرورة الفصل بين علاقة السودان بجيبوتي وعلاقته بمنظمة الإيقاد، وذلك إلى أن تصحح الإيقاد وضعها وتعترف بالأخطاء التي ارتكبتها تجاه السودان، والتي أدت إلى لانسحابه من المنظمة وتجميد عضويته فيها، وأعرب الوزير محمود عن أمنيته بأن يعود السودان إلى حضن منظمة الإيقاد ليضطلع بدوره المؤثر حتى تمضي المنظمة نحو تحقيق أهدافها وهي أكثر قوة ومنعة.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فقد حملت قمة الاتحاد الأفريقي الـ38 العديد من البشريات والمواقف الإيجابية للسودان بوصول قيادة جديدة إلى سُدة الحكم في المنظمة الأفريقية، وهي قيادة تتسم بالموضوعية والتفهم الواعي لمجريات الأحداث التي يشهدها السودان منذ اندلاع تمرد ميليشيا الدعم السريع في منتصف أبريل من العام 2023م، فإن كان الاتحاد الأفريقي قد أبدى مواقف سلبية تجاه السودان خلال السنتين الماضيتين، فإن الأربع سنوات المقبلة ستحمل بين طياتها تقارباً وتعاطفاً وارتباطاً من قبل المنظمة الإقليمية تجاه السودان لقناعة القيادة الجديدة بدور الخرطوم وتأثيراتها الكبيرة في الدفع قدماً بخطى الاتحاد نحو تحقيق أهدافه ومقاصده، وعلى قيادة الدولة في بورتسودان، اتخاذ الخطوات اللازمة لفك تجميد عضوية السودان، واستعادة مكانته الشاغرة في منظومة الاتحاد الأفريقي الذي ظل يتلوَّى من وجع التدخلات الخارجية، وخاصة من قبل الإمارات التي وجدت لها مرتعاً خصباً داخل المنظمة الإقليمية، فقد حان الآن موعد عودة السودان، ليعود القويُّ الأمين، ويمارس حق الانتماء والعطاء، ويزهق باطل الفساد والإفساد.