بينما يمضي الوقت – أمل أبوالقاسم – (العود أحمد)

مشاعر مختلطة يصعب وصفها لكنها تستشعر كما إحساس العائدين إلى دورهم من اللجؤ والنزوح القسري الذي دفعتهم إليه مليشيا التمرد الإرهابية التي لم ترحم صغيرا أو كبيرا، ولم تفرق بين الرجال والنساء، ولا الشيوخ والأطفال وسامتهم سوء العذاب، وجرعتهم كأسات الألم، فما كان منهم إلا (نفدوا) أن بجلدهم ، وعرض نسائهم وبناتهم من وحوش الغاب.

غابوا لقرابة السنتين مخلفين مقتنياتهم، والأهم ذكرياتهم، تعرضت جميعها للنهب والخراب إلا من رحم ربي. تنامى إليهم ذلك لكن من لطف الله انه لم يؤثر فيهم كثير واغلب ولايات السودان ومدنه تعرضت لتدمير ممهنج وبقصد وفقا لأهداف باءت بالفشل. احتسبوا أمرهم وحمدوا الله على سلامتهم وأسرهم ويد الجنجويد والمرتزقة لا ترعوى في زهق الأرواح، وهتك الأعراض، والتعذيب. فقط راودتهم أحلام العودة لمنزل دافئ ووطن أكثر دفئا.

حقق الجيش والقوات المساندة لهم الحلم الذي خيل أنه بعيدا فرط غلظ المعركة والدعم المتدفق بلا حدود بغية استعمار السودان مجددا واستغلال موارده. ( المال والرجال) الهدف الذي حكى عنه التأريخ. لكن يظل ابدا يعز عليهم الأول ويقف لهم الثاني ترسانة تصد كل مساعيهم.

فصدق الوعد الذي طالما ردده رجال الدولة عتاة القوات المسلحة وقادة المساندين بطرد مليشيا آل دقلو الإرهاب_ية وتحرير البلاد من نجاستها. وتحقق حلم العودة.

تدافع أهل السودان وارضه الحنون تغمرهم فرحة اختلطت فيها الدموع بالزغاريد. وكم هي مؤثرة مشاهد العودة والبلاد ولاياتها ومدنها تفتح احضاتها لهم وقد عادوا إليها مجددا. كم البصات التي عملت على ترحيلهم من الداخل والخارج، استقبال فرق وحاميات الجيش لهم عند مداخل المدن، هتاف المواطنين لهم (جيش واحد شعب واحد) وعناق العائدين بعضهم البعض. كلها مشاهد تؤكد عظمة السودان وإنسانه المتفرد.

عاد البعض الكثير والبقية في الطريق وهم يعلمون أن بيوتهم مدمرة وخاوية، عادوا وبعضهم ناقص اما شهيد أو مفقود، أو مات حسرة. ومع ذلك فرحين لمأواهم ومرتبع صباهم، والبوم ذكرياتهم.
(أن شاء الله العود أحمد).

قريبا سيعود الجميع وستعمر البيوت طوبة طوبة، وسيعمر السودان بيد أبنائه الخلص ويعود كأجمل ما يكون، وقد تخلص من حمولات عسكرية وسياسية جرته إلى الهلاك واقعدت به.

وللذين ينفرون المواطن من العودة بإطلاق أخبار مخذلة من إعلام المليشيا وأعوانها من شاكلة ( أوضاع إنسانية) و( انفلات أمنى)، وو.. إلخ. أولا اخجلوا ووالله احيانا نحسبكم يهود ولستم من صلب السودان وانتم تتمادون في غيكم ضد بني جلدتكم حتى بعد أن فشل تنفيذكم المخططات والتوجيهات. ثانيا وهو الأهم المواطن وعى الدرس ومثل هذه التهويمات المستهلكة والفاشلة لن يلق لها بال. سيعود الجميع رغم أنفكم جميعا وسيولد سودان جديد بثوب قشيب وهو أمر ليس ببعيد.

Exit mobile version