رشان اوشي تكتب : رجل المخابرات .. منعطفات وبصمات..

حتَّى الذين يختلفون مع تجربة جهاز الأمن السوداني ونهجه فيما يتعلق بملفات الأمن الداخلي إبان حقبة نظام “البشير” ، باتوا يعترفون بأنَّ جهاز المخابرات العامة تحت قيادة الفريق اول “احمد ابراهيم مفضل” يشهد منذ اليوم الأول، ثورة تقود إلى تغييرات مهمة في توزيع الادوار واداء الواجب في حفظ الامن٧ القومي.

الجانب المهم والمختلف، هذه المرة، أن “مفضل” ليس شخصاً ، كما كان “صلاح قوش” بل تيار عريض داخل الدولة العسكرية والأمنية مستعداً مسلحاً بمشروع وطني مهني ، بعيداً عن التجارب السابقة ، ومزاجٍ شعبي عام راغب فيه وداعم أطروحاته، بهذا الزخم هو قائد ثورة مختلفة عن سياق التجربة السابقة الشمولية المنحازة ايدولوجياً.

أسرفت حقبة نظام ٢٠١٩ في التضييق على جهاز المخابرات العامة ، انتزعت سلاحه، وساهمت في الدعاية الإعلامية ضد قواته المقاتلة “هيئة العمليات ” ترنّح جهاز المخابرات وترنّح معه السودان الخارج بجروح كثيرة من ركام الحقبة السابقة .

أنقذ “مفضل” جهاز المخابرات العامة من التفكك وروّض بارونات النظام السابق ، وأخضع حيتان “حميدتي” التي زرعها عنوة داخل الجهاز ؛هادئ وبارد ولا يعوزه المكر والدهاء ، انحنى لعاصفة ما بعد ديسمبر ، وأعاد بناء المؤسسة القوية التي تقاتل اليوم على أرض معركة الكرامة ، وعلى سوح العمل المخابراتي الخارجي .

ذات اليد التي تحمل البندقية للدفاع عن الوطن، يمكنها أن تصنع السلام ، نجح جهاز المخابرات العامة في بناء جسور من التفاهم بين حكومة جنوب السودان و “سايمون دوال” احد أبرز المعارضين، في الوقت الذي تعمل فيه “الإمارات” بعزم كبير على إبعاد القيادات الجنوبية التي تحتفظ باشواق ومحبة للسودان الشمالي كالجنرال “توت قلواك” الذي أبعد بمؤامرة، وتصعيد عناصر انفصالية لا تمانع في بيع الوجدان المشترك وازلية انسياب النيل من الجنوب إلى الشمال.

حتى الآن عرضت “الامارات” على الرئيس “سلفاكير” مبلغ (20) مليار دولار مقابل نفط الجنوب،حتى يفقد السودان مورد رسوم العبور وبالتالي خروج بعض الموانئ عن الخدمة .

مع الاغراءات الاماراتية، أفلح جهاز المخابرات العامة في التأكيد على تأثير البلدين على بعضهما ، ومدى متانة الروابط، وهذه البصمة المهمة لها علاقة مباشرة بالفريق أول “مفضل” وقدراته، وبالمنعطف وحساسيته، وبثقل المسرح الذي يتحرك عليه.

محبتي واحترامي

Exit mobile version