الجيش يتقدم.. نهاية (أُسطورة الجنجــــــــــــــا)!!

*جعل أبواب الفرح مشرعةً للسودانيين..*

*تقرير_ محمد جمال قندول*

أخيرًا.. أصبحت أبواب الفرح مشرعةً للسودانيين، بعد أن أنهى جيشه “أُسطورة الجنجويد”، التي كانت تطمح لاستلام السلطة وقتلت ونهبت وسلبت واغتصبت في سبيل ذلك مرتكبة جملة من الانتهاكات غير المسبوقة فى تاريخ الحروب.

في بورتسودان، الطفل أمين ذو السبعة أعوام يقول لوالده الذي كان يصطحبه في سوبر ماركت (أخيرًا حنرجع يا أبوي).. ذات السؤال قطعًا كان بلا إجابات ليس لأمين وحده وإنما لملايين السودانيين، ولكن اليوم أصبحت الإجابة متاحة وليست في حاجة للرد، لأنّ القوات المسلحة والقوات المساندة ترد عمليًا على كل التساؤلات وهي تجتاح العاصمة وتتقدم في كل المحاور.

الانهيار الشامل

يوم أمس، حرر الجيش مدينة بحري بأكملها عدا بعض الجيوب، وقبلها رسم واقعًا مغايرًا بفك الحصار عن مقر قيادته وتحرير الجيلي، أضف لذلك، تحرير حاضرة الجزيرة ود مدني قبيل أسابيع وقبلها ولاية سنار، كل هذه الانتصارات مؤشر قوي على نهاية “أسطورة الجنجا” التي بثت الرعب في الأشهر الأولى لا لشيءٍ سوى أنهم مجموعة من الإرهابيين الذين يتشدقون بحماية الديمقراطية وهم يقتلون وينهبون ويغتصبون الحرائر، ولكن القوات المسلحة تلك المؤسسة العتيقة بفضل قدرتها على امتصاص الصدمات ومع التفاف الشعب حولها وجهود الأجهزة النظامية خاصة جهاز المخابرات والمشتركة والمستنفرين والمجاهدين وكتائب البراء، استطاعوا أن يرسموا واقعًا مغايرًا ليقطفوا ثمار الصبر الطويل.

القيادة وعلى رأسها رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ونائبه بمجلس السيادة الفريق مالك عقار، وعضو مجلس السيادة ونائب القائد العام الفريق أول الكباشي، وعضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن ياسر العطا، وعضو مجلس السيادة الفريق جابر، استطاعوا أن يبحروا بالبلاد لبر الأمان وهم يحافظون على هيبة الدولة من عاصمة إدارية مؤقتة ليجهزوا على أي اختراق أو مهددات،

ولا ننسى الجهود الكبيرة والمتعاظمة لجهاز المخابرات العامة بقيادة مديرها الفريق أول احمد ابراهيم مفضل، ونائبه الفريق اللبيب، وقيادة الشرطة والجهاز التنفيذي.

أما الذين صمدوا لـ21 شهرًا داخل القيادة من لدن رئيس الأركان الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين، ونائبه الشامي، والفريق صبير، واللواء الحنان، وبقية الكوكبة الفريدة، لهم القدح المعلا وهم يرسمون الخطط ويحافظون على ثبات الجيش رغم الظروف المعقدة والحصار الذي فرض عليهم، واستطاعوا القضاء على الميليشيا التي تلفظ أنفاسها الأخيرة.

الهزائم المتكررة

الناظر لمجمل المشهد العسكري يلحظ بجلاء التحول الكبير الذي حدث في ميزان تعادل القوى بين القوات المسلحة والميليشيا المتمردة، بالإضافة للتحول الميداني المرتبط بما حققته القوات المسلحة من انتصاراتٍ على امتداد مسارح العمليات في سنار، والنيل الأزرق، والجزيرة، وود مدني، وولاية الخرطوم (أم درمان، بحري، الخرطوم، شرق النيل)، ومن ذلك يمكننا استنتاج عدد من المؤشرات والدلائل على انهيار ميليشيا آل دقلو الإرهابية، ومن بينها فقدانها للمبادأة وانحسار قدرتها على الهجوم وحتى الدفاع المنظم عن تمركزاتها، حيث فقدت أهم المواقع والنقاط التي تمددت فيها في فتراتٍ سابقة من مسار الحرب.

كذلك الهزائم المتكررة التي مُنيت بها شكلت عاملًا رئيسيًا في انخفاض الروح المعنوية لمقاتليها لدرجة اتخاذهم مسالك للهروب الجماعي تاركين مواقع القتال مع فقدان الميليشيا لمرونة الاستعواض للمقاتلين.

الميليشيا فقدت معظم قدراتها العسكرية من مركبات وأسلحة وذخائر و(لوجستيات) بتدميرها والاستيلاء عليها بواسطة القوات المسلحة.

على أن أكبر المؤشرات على انهيار الميليشيا وبداية نهايتها، فقدانها للقيادة والسيطرة وتحولها لمجموعات تقاتل في جزر معزولة بدون أية مستويات قيادية مرتبطة ببعضها البعض، مع اختفاء قيادتها العليا.

Exit mobile version