لؤي ابراهيم عثمان يكتب : التفكير و التغيير رحلة نحو التحوّل الإيجاني

التفكير هو جوهر الوجود الإنساني وأحد أبرز الأدوات التي يمتلكها الأنسان لفهم العالم من حوله ، بينما التغيير يمثل النتيجة الطبيعية لتفاعل الفكر مع الواقع .
العلاقة بين التفكير و التغيير علاقة تكامليّة ، حيث يعتبر التفكير المحرك الأساسي لعملية التغيير التي تسعى إلى تحسين الذات و المجتمع .
*التفكير عملية عقلية معقدة تعتمد على تحليل المعلومات ، تحصيل النتائج ،و اتخاذ القرارات . و يستخدمه الإنسان لفهم القضايا ، تحديد المشكلات و استشراف الحلول .و يعتبر التفكير ( الناقد ، الإبداعي و الإستراتيجي ) بعض من القدرات الذهنية التي تعكس ثراء هذه المهارة الإنسانية .
*التغيير هو الإنتقال من حال إلى حال ، وهو أمر حتمي في الحياة ، قد يكون طوعاً ينبع من إرادة الشخص أو قسراً عندما يُفرض بفعل ظروف خارجية . التغيير ضرورة حياتية و نجاحه الأمثل يتطلب رؤية واضحة و خطة مدروسة ، و يبدأ من الداخل قبل أن يمتد للخارج .
التفكير ليس مجرد وسيلة لفهم الواقع ، بل هو أداة فعّالة لتغييره . عندما يفكر شخص بعمق في مشكلاته أو طموحاته ، فإنه يفتح الأفق أمام حلول مبتكرة و طرق جديدة لتحقيق الأهداف .
التفكير التحليلي يساعد على تحديد نقاط الضعف و القوة ، بينما التفكير الإبداعي يفتح أبواب الإبتكار و التجديد .
رغم أهمية التفكير في إحداث التغيير إلا أن هناك عوائق يُمكن أن تُبطيء أو تقاوم هذه العملية ، كالخوف من الفشل بسبب عدم اليقين من النتائج ، كذلك التمسك بالعادات القديمة و الروتينية و الإعتياد على أنماط ثابتة ، فهي تحد من القدرة على تبني أفكار جديدة ، أيضاً البيئة السلبية في المحيط الاجتماعي و الثقافي قد تؤثر في إنطلاق التفكير الحر الإيجابي .
التفكير الواعي يساعد الأفراد على اتخاذ قرارات تساهم في اصلاح معيشتهم و تحسين جودة الحياة و تعزيز الثقة بالنفس . فالتفكير الرشيد يمكّن الإنسان من فهم قدراته و تحقيق إنجازات ملموسة في سبيل التغيير المتزن و تحقيق أهداف النمو المجتمعي و دعم إستدامة هذه التنمية .
التفكير و التغيير هما جناحا التطور البشري . عندما نمكّن أنفسنا من التدبر و التفكير الحر و العميق و نقابل ذلك بجرأة في التغيير ، فإننا نصنع عالماً أفضل لأنفسنا و للأجيال القادمة .
التغيير يبدأ بفكرة و الفكرة تحتاج لشجاعة في التنفيذ ، فهل نحن مستعدون للتفكير بشكل مختلف و الإنطلاق نحو التغيير المنشود ؟
( إن الله لا يغيّر ما بقوم حنى يغيّروا ما بأنفسهم ) . آية( 11) سورة الرعد
تعتبر هذه الآية من القواعد الكبرى في فهم العلاقة بين إرادة الإنسان و توفيق الله . و مفادها أن التغيير يبدأ من الداخل أي من إرادة الإنسان و سعيه نحو الإصلاح .
رسالة لأصحاب ( كاد المعلم أن يكون رسولا ) .
يقول علي عزت بيجوفتش :
( حين نعلم الإنسان التفكير فإننا نحرره ، و حين نلقّنه فإننا نضمه للقطيع )
أ . لؤي ابراهيم عثمان

Exit mobile version