دكتور الفاتح يس يكتب : الرئيس الأمريكي ترامب والهروب من باريس

على ما اعتقد أن واشنطون أدارت ظهرها في ملف وقضية تغير المناخ التي تؤرق العالم كأكبر قضية شهدها هذا القرن.

ربما أمريكيا وعلى رأسها رئيسها ترامب لديه شكوك وغير مقتنع بوجود ظاهرة تغير المناخ من أساسه، تلك الظاهرة التي أصبحت تهدد الحياة على كوكب الأرض؛ إن إستمرت الإنبعاثات الكربونية بهذا المستوى.

خسارة كبيرة للعالم ولصندوق المناخ بإنسحاب أمريكيا من قمة إتفاقية المناخ؛ لأن أمريكا ربما ثاني أكبر الدول المتسببة في ظاهرة الإحتباس الحراري؛ بسبب إنتاجها الكبير من الوقود الأحفوري والمشتقات الهيدروكربونية والغاز الطبيعي، والذي تضررت منه الدول الفقيرة خاصةً الدول الأفريقية والدول القريبة من خط الاستواء.

ترامب لا يريد أن يتقيد بالإلتزام الدولي المناخي بأن تدفع وتمنح الدول الصناعية المتسببة في التغير المناخي مبالغ مالية للدولة الفقيرة المتضررة من هذا التلوث المناخي، والمنح بلاشك تكون في شكل مشروعات مستدامة بتطبيق سياسات الإقتصاد الدائري والأخضر مثل مشروعات الطاقات المتجددة وحصاد المياه.

إنسحاب ترامب كان متوقعا من تصريحاته السخيفة في قمة المناخ الأخيرة التي إنعقدت في أذربيجان في فبراير العام الماضي، وحرفيا أمريكا إنسحب من إتفاقية باريس خلال فترة الولاية الأولى لحكومة هذا الترامب؛ إلا أن عملية الإنسحاب لم تكتمل حينها، وتم التراجع عنها بمجرد بداية رئاسة بايدن.

يتطلب من أمريكا تحرير خطاب رسمي للأمم المتحدة بالإنسحاب، وربما يأخذ عام كاملا؛ حتى يدخل حيز التنفيذ.

خروج أمريكيا من قمة المناخ التي كانت في عام ٢٠١٥ في باريس الفرنسية؛ يعني تمسكها ونيتها في الإستمرار في الإقتصاد الكلاسيكي الذي يهتم بالربح دون أي إعتبارات لأي أخلاق أو ضمير إنساني.

الإنسحاب الأمريكي يعني مزيدا من الإعتماد على المحروقات وزيادة النفايات الخطرة؛ وبهذا تقل الجهود العالمية لمجابهة هذه القضية الخطيرة.

د. الفاتح يس
أستاذ جامعي وباحث في قضايا البيئة والإستدامة

Exit mobile version