إبر الحروف – عابد سيداحمد – نحكى بس !!

سنين مرت ومروا سنين لم نر فرحا يمشى فى الطرقات ويتمدد فى عيون الناس كل الناس وفى حركاتهم كما رايناه أمس

وامس شكل انقلابا داخل نفوس أهل السودان من حزن أقام بدواخلهم لسنوات الى فرح هستيرى حاشد …الكل عبر فيه بطريقته

ووسط الهستيريا هذه خرج أحدهم فى بورتسودان بسيارته ناثرا أموالا كثيرة على الناس المبتهجين فى الشارع الواصل بين السوق والقصر الرئاسى

واخر معلقا على عنقه صورة قال انها لابنته التى اغتالتها المليشيا فى الجزيرة وهو يهتف عاليا عاش الجيش

وهنا وهناك حلقات رقص هستيريه فى الطرقات تجمع البجاوى والنوباوى والشمالى والدارفورى والكردفانى فتحرير مدنى قد وحد أمس الوجدان السودانى

والزغاريد النسائية كانت حاضرة بكثافة منطلقة من الموجودات بالسيارات والمحتشدات فى الطرقات ومن داخل البيوت ومن كل مكان والألعاب النارية تزين سماء بورتسودان

وصاحب محلات الوكيل للالكترونيات بالسوق الكبير يعلن عبر مكبرات الصوت عن تخفيض مبيعاته بنسبة ٣٠ بالمئة احتفاءا بالنصر الذى لايقدر بثمن

ودموع الفتيات المحتشدات اللائى لم ينسين الخوف الذى عشنه قبل هروبهن من الجزيرة تجنبا لاعتداءات المليشيا تنهمر فرحا بعودة الامان إلى ديارهن والنصر الكبير

وعلى السيارات المحتفلة اطفال يمثلون جيل الغد حماة مستقبل الوطن مع أسرهم يرتدون الكاكى الاخضر ويحملون الاعلام

والركشات تنبعث منها اغنية ندى القلعة عن نصر الجزيرة والكل يردد

كما كل سيارة جيش تمر بالطرقات تحلق حولها الحشود وهى تهتف جيش واحد شعب واحد

ومساجد بورتسودان تعانق مكبرات أصواتها عنان السماء مكبرة ومهللة

وهكذا لم تنام شوارع وأحياء بورتسودان حتى منتصف الليل

والحال هذا رأيناه فى الميديا فى كل أصقاع السودان و خارجه

وجاء أن فى طائرة بدر بين طيات السحاب احتفل الركاب

والاسد الاسمر الذى تولى الاشراف على استرداد الجزيرة الفريق الكباشى نائب القائد العام يهبط بطائرتة فى ودمدنى ولسان حاله يقول لاهل السودان الان قد أنجزنا المهمة ولكم نرفع التمام

اما والى الولاية الطاهر ابراهيم الخير الصابر الصامد لأكثر من عام بين مواطنيه فى المناقل والذى ظل يطلق عباراته القوية المهددة للمليشيا والتى لم تكن بعيدة منه ولم يكن يخاف هو منها على حياته ظهر فى مدنى شامخا ومخاطبا للناس هناك

وطبيق ناطق المليشيا المقهورة يظهر عبر الاعلام ليقول خسرنا معركة ولم نخسر الحرب

والحرب قد انتهت لصالح الجيش وشعبه بتحرير مدنى ودخول الجيش إلى مصفاة الجيلى

والبوابة هذه وتلك تعنى خنق المليشيا ومنعها من الهروب ولا خيار ثالث بقى لهم غير الموت أو الاستسلام

والفرق بين الجيش والمليشيا أن الجيش يعرف كيف يدير الحروب والمليشيا همها أن تبطش بالمواطن و تسرق وتغتصب وتهرب

والان قد أغلق الجيش ابواب السرقة والهروب وجعل الموت بهم محيط

Exit mobile version