ضل التاية – بروفيسور ابراهيم محمد آدم – قامت يا الحوري فنم قرير العين هانئاً

اسدل الستار على ملحمة أخرى من ملاحم حرب الكرامة وانتصار جديد على قوى الظلام بختام امتحانات الشهادة السودانية وذاك جانب من المعركة سعدت بالانتصار فيه كل الاسر التي اقلق مضاجعها شبح ضياع مستقبل فلذات الأكباد بعد أن أبت دويلة الشر وذراعها العسكري وجناحها السياسي إلا أن تقوم الحرب قبل شهرين من موعد الشهادة فتفرق الشعب أيدي سبأ ما بين نازح ولاجئ يعيش تحت وطأة ضغوط معيشية ونفسية هائلة وفوق ذلك يتلقى يومياً اسئلة ابناءه وبناته امتحانات الشهادة أيان مرساها.
سعت الأسر في سبيل ذلك الى طرق كل الأبواب فالأبناء قد وصلوا إلى اعتاب ختام تعليمهم العام ثم كاد السقف ان ينهار من فوقهم لولا لطف الله وجهد وجهاد رجال ونساء وفقهم الله في مبتغاهم المقدس، نعم في بحثها عن البدائل ذهبت الأسر مذاهب شتى فمنها من حاول تحويل ابناءه الى المنهج الدولى وآخرون جربوا المنهج المصري وبعضهم حاول التعليم الجنوب السوداني ومجموعة أخرى ذهبت للتعليم اليمنى وكل ذلك لا يناسب طالباً غير مساره في سنته المدرسية النهائية وكيف له أن يصيب في ذلك النجاح دعك من الدرجات العلى المؤهلة للجامعة.
من باب اهتمامنا بالشأن العام سعينا لطرحها كمسألة رأي عام علها تساعد القائمين على أمر الدولة رغم مشغولياتهم التي يشيب من هولها من كان في المهد صبياً فتناولنا ذلك في برنامج عمق المستقبل في تلفزيون السودان في حلقة كان ضيفاها الأخ الاستاذ عباس حبيب الله رئيس النقابة العامة لعمال التعليم والأخ الاستاذ حمدنا عبدالله الخبير التربوي المعروف وقد بذل الاستاذ اسماعيل شريف جهداً مقدراً في مسعانا لاستضافة الاخ الحوري في تلك الحلقة ولكن ذلك تعذر لأن الفقيد الحوري كان يقاتل في جبهات أخرى، واذكر اني في لقاء مع الاستاذ ابراهيم عمران المستشار القانوني للوزارة أفادني أن الامتحانات جاهزة ونحن نرتب لسحبها ، لم أسأله عن التفاصيل فأنا على يقين أن هناك جهوداً منهم قد بذلت وأخرى ستبذل حتى تمكن الوزير الحوري من الدخول بنفسه الى الوزارة وسط طلقات الرصاص ودانات المدافع واستخرج ارشيف السودان من الشهادة السودانية كاملاً ولكل السنوات الخالية وقد عرف الشعب السوداني ذلك بعد وفاته لأنه لم يكن يود الحديث عن تلك الملحمة وقتها لترتيبات يراها هو ، ثم كانت رحلته الى القاهرة بحثاً عن الحلول حيث لبث فيها اسبوعين من آخر عمره حتى لقى ربه هناك راضياً مرضياً وقبلها قال للجميع إن امتحانات الشهادة السودانية ستقوم قبل نهاية العام ما دمت حياً وحسناً فعل خلفه الوزير أحمد خليفه أن رتب مع اللجنة العليا انطلاقة الامتحانات في خواتيم العام الذي حدده الفقيد الحوري، وليس في السودان فقط بل في كل تلك المراكز الخارجية التي تعثرت كثيراً فدولة داعمة للتمرد مثل تشاد كان السودان سبباً في قيامها وظلت حكوماتها جميعها على مدار التاريخ تنطلق من الخرطوم ويقدم لها السودان كل الخدمات السياسية والصحية والتعليمية رفضت قيام الامتحانات في اراضيها، وأخرى داعمة للتمرد حولت مركز الامتحانات الى مكان آخر قبل ساعات من قيامه.
كان الشعب مشفقاً على نجاح التجربة قبل انطلاقها حيث ظهر المخذلون من وكلاء المستعمرون الجدد وهم يبثون فحيح سمومهم بتزوير مقاطع فيديو عن غش في امتحانات الشهادة لا يمكن ان يصدقها حتى الأبله واثناء سيرها واصلوا سعيهم الخائب ولكن بفضل الله وجهد الجنود المجهولون من رئيس اللجنة العليا الى كل المعلمين والمعلمات والعاملين بوزارة التربية والتعليم وضباط وضباط صف وجنود القوات النظامية نجحت التجربة وطرب السودانيون وكل الشعوب المحبة للسلام والنجاح فرحاً بختام معركة لها ما بعدها بإذن الله .
وبنهاية هذه الملحمة نترحم على روح الفقيد الوزير الحوري والذي يجب أن تكرمه الدولة ممثلا في اسرته التكريم الذي يليق به على ما قام به من جهود خارقة في تلك الملحمة الوطنية ونتضرع للمولى أن يتقبله في عليين مع الشهداء والصديقين نقول له عرفانا بفضله – قامت يا الحوري فنم قرير العين هانئاً.

Exit mobile version