*الحكومة.. من أي باب تدخل 2025؟*
*تقرير_ محمد جمال قندول*
عشرون شهرًا ويزيد من أمد الحرب التي رسمت واقعًا جديدًا للسودانيين الذين عايشوا صنوف العذاب.
مع استمرار التضحياتٌ الجسام من قبل الجيش وتنفيذيًا من جانب الحكومة.
ومع دخول 2025، ثمّة تساؤلاتٍ عن خطط وتحديات الحكومة لسنةٍ جديدة، ينتظر السودانيون فيها الخلاص من الحرب والعودة لبيوتهم.
الملف المهم
دون شك أنّ الذي يشغل بال الشعب السوداني هو ضرورة إنهاء الحرب بانتصار القوات المسلحة على الميليشيا المتمردة، حتى يعود الأمن والاستقرار للسودان.
وبالتالي فإنّ باب السلام هو أول الأبواب التي يتوقع أن تطرقها الحكومة لتدخل عبره لسودان ما بعد الحرب. وهي محطةٌ جديدة ومختلفة ينتظر أن تغير خارطة المعادلة السياسية والاجتماعية وربما معادلة السلطة في السودان.
ويتوقع أن تطرق الحكومة كذلك على باب (إعادة الإعمار)، وهي مرحلة مهمة للدولة السودانية هذا العام. وكان قد أشار وزير المالية في تنوير صحفي أمس الأول بالقاهرة لأهمية الإعمار، حيث يتأبطُ جبريل إبراهيم هذا الملف الذي يحتاج تضافر الجهود من كافة مؤسسات الدولة ومن الشعب السوداني، وتحديدًا من القطاع الخاص، فالمطلوب منه بذل الجهود لإعانة الحكومة بشكلٍ أكبر، فالخسائر مشتركة ما بين الحكومة والقطاع الخاص، وبالتالي يجب أن يتقاسم القطاع الخاص هم إعادة الإعمار من مؤسسات الدولة.
العلاقات الخارجية
أكثر الملفات تعقيدًا هو ملف العلاقات الخارجية. وذلك لأنّ الحرب أظهرت معادن عددٍ من الدول الصديقة التي تحولت إلى دولٍ شريرة ناصبت السودان العداء وناصرت الميليشيا والمرتزقة، وربما تجاوزت الحكومة هذا الباب (العلاقات الخارجية) من خلال الجهود الكبيرة التي يقوم بها وزير الخارجية د. علي يوسف، الذي بدأ بترتيب البيت الدبلوماسي الذي بدا مهيأ أكثر من أي وقت مضى للانطلاق.
الحكومة السودانية بفتح الأبواب المغلقة ومنها أهمية الحوار مع الولايات المتحدة، وبريطانيا، والدول الكبرى خاصةً في أوروبا، ولو استطاعت الحكومة أن تسد الأبواب التي يأتي منها الهواء الساخن من بعض الدول، لاستطاعت العبور إلى الضفة الأخرى حيث الأمن والاستقرار وإعادة الإعمار.
وتلاحظ (الكرامة) اهتمامٍ كبيرٍ من وزير الخارجية بدول الجوار، وهي مرتكزٌ حقيقي لبناء علاقات خارجية وتحالفاتٍ دولية تشكل صمام أمان الحكومة.
وحدة الجيش
قد يكون من المهم حتى قبل انتهاء الحرب أن تبدأ المؤسسة العسكرية في تقوية نفوذها، وتوحيد جبهتها الداخلية لجيش واحد قوي، تنتهي عند أبوابه الفصائل والحركات المسلحة، لأن صمام أمان الدولة في جيشٍ قويٍ ومتماسك.
وحتى بالنظر لتجربة الشقيقة (سوريا)، فإنّ قائدها الشاب أحمد الشرع قال إنّ الفصائل لا يمكن أن تقود دولة، مع الأخذ في الاعتبار أنّ القوات المسلحة السودانية واحدة من أعرق المؤسسات العسكرية التي تتمتع بسمعةٍ جيدة وبخبرةٍ كبيرة.
مفتاح الباب الاقتصادي هو الاستقرار الذي يمكن أن يساعد الدولة السودانية في بناء اقتصادٍ يمتص آثار الحرب وما بعدها. ولاحت علامات هذه المرحلة بوزير المالية جبريل الذي بث بشرياتٍ بزيادة الإيرادات.
وهو مؤشرٌ بأنّ الحكومة قد بدأت تمضي لتقديم معالجاتٍ اقتصادية خلال الفترة المقبلة.
السلام المجتمعي يُعد من التحديات المطلوب إعادة النظر في كيفية بناء سلام وتحصين المجتمع من التعصب القبلي، ونبذ خطاب الكراهية، مع التأكيد أنّ السودان لكل السودانيين، وألا يعلو صوتٌ فوق صوت الوطن.