.. في لحظة فارقة من تاريخ وطننا الحبيب، يجلس أبناءنا وبناتنا السودانين في قاعات الامتحانات يواجهون تحدياً كبيراً يتمثل في امتحان الشهادة الثانوية المعرفة على مستوى العالم في الدقة والجودة العالية .
يأتي هذا الامتحان بعد أكثر من سبعة عشر شهراً من التمرد الذي شهدته البلاد حيث شنت مليشيات الدعم السريع حرباً طاحنة أثرت على كل جوانب الحياة.
ورغم كل هذه التحديات، يثبت طلابنا أنهم أبطال حقيقيون، يستحقون كل الدعم والتقدير.
لقد كانت هناك معاناة طلاب الشهادة السودانية من ظروف قاسية، لم تمنعهم من السعي نحو تحقيق أحلامهم فقد تشتتت الأسر وفقد الكثيرون منازلهم وأحبائهم ولكن الأمل لم يفارق قلوبهم إنهم يجلسون اليوم في قاعات الامتحانات حاملين معهم أحلامهم وطموحاتهم عازمين على تخطي كل الصعوبات.
نجاح هؤلاء الطلاب ليس مجرد نجاح فردي بل هو انتصار جماعي يعكس قوة الإرادة والتصميم إنهم يمثلون جيلًا جديدًا من السودانيين الذين يصرون على بناء مستقبل أفضل لوطنهم رغم كل الظروف القاسية التي مروا بها.
لقد تعلموا دروسًا قيمة في الصمود والتحدي ويظهرون لنا جميعًا كيف يمكن للأمل أن يتغلب على اليأس.
امتحان الشهادة الثانوية هو أكثر من مجرد اختبار أكاديمي إنه اختبار للروح والعزيمة وفي الوقت الذي يواجه فيه الطلاب صعوبات جسيمة فإنهم يرسلون رسالة قوية بأن التعليم هو السبيل الوحيد لبناء مستقبل مشرق.
إنهم يثبتون للجميع أن الجيل الجديد من السودانيين هو جيل قادر على التغيير، وأن العلم هو السلاح الأقوى في مواجهة التحديات.
لذلك، يجب علينا جميعًا أن ندعم هؤلاء الأبطال، ونقف بجانبهم في هذه اللحظات الحرجة.
إن تشجيعنا لهم وتقديم الدعم النفسي والمادي يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في حياتهم. فلنحتفل بجهودهم ونكرم عزيمتهم، ولنجعل من هذا الامتحان بداية جديدة لمستقبل مشرق لوطننا.
نقول لطلاب الشهادة السودانية : أنتم أبطال هذا الزمن وأنتم الأمل الذي نعلق عليه في بناء سودان جديد استمروا في السعي نحو تحقيق أحلامكم، وكونوا دائمًا فخورين بأنكم جزء من هذا الوطن العظيم.