تحدثت في مقال الأمس عن تجربتي ببنك النيل الأزرق المشرق ، نواصل حديثنا اليوم عن فترة تغيير العملة وأكثر ما لفت نظري أثناء تجوالي في مدينة القضارف للتعرف على كيفية سير عملية تغيير العملة هو الأعداد الضخمة التي تصطف خارج البنوك وأخص بالذكر بنكي الخرطوم وفيصل ، المئات تزدحم لعلّها تجد موضع قدمٍ داخل حرم البنوك لتكملة الإجراءات الخاصة بالتوريد .
عملية التبديل أثبتت أنَّ البنوك لم تكن جاهزةً لعملية التغيير بالصُورة المُثلى فلا ندري هل فات على بنك السودان توجيه البنوك بتوفير عربات متنقلة تعمل في محليات الولايات المختلفة أم اللجنة المعنية بالتغيير وضعت الإسبوعين فقط ولم تُراعي للقاطنين في المحليات البعيدة من عواصم الولايات. كما أنَّ بنك السودان لم يضع في حسبانه كمية الأُسر التي نزحت للولايات الآمنة فألمثال بولاية القضارف التي شهدت أعداداً غير مسبوقة بالمرة، وتضم الولاية إثنى عشر محلية وتتركز البنوك في المدينة فقط بإستثناء بعض المحليات التي تضم بنوك قليلة جداً، على أي أساس تم وضع الإسبوعين فقط؟ إلى ماذا إرتكزت اللجنة المختصة بذلك؟ أين هي مُراعاة الظروف القاهرة التي تعيشها البلاد؟ هنالك إشكالات حقيقية يا مدير بنك السودان المركزي واللجنة الخاصة بعملية تبديل العملة أولها المشاكل الفنية المتعلّقة بالشبكة وقِلة البنوك في محليات السودان المختلفة فلم يفتح الله على البنك المركزي بتوجيه البنوك من توفير سيارات متجوّلة للبنوك تحتوي على أجهزة إستارلنك وتنتشر في المناطق والمحليات حتى تتم عملية التبديل بسهولة ويُسر وهذا الإجراء كان الأولى أن يكون قبل إعلان إجراءات التبديل، فمثلما تتوجه سيارات وزارة الصحة في التطعيم ومكافحة الأوبئة كان الأولى أن تتم عملية الإستبدال بنفس النهج بالذهاب للمواطنين في محلياتهم وقُراهم لتذليل الصعاب وحفظ الحقوق.
لليوم الرابع على التوالي وبنوك مدينة القضارف تزدحم بالصفوف التي يئن موظفوها من الجلوس المتواصل من الصباح حتى بعد صلاة العشاء ، علماً أنَّ أكبر البنوك في ولاية القضارف لا يتجاوز عدد موظفيه ستةٌ فقط هم الذين يشرفون على عمليات السحب والإيداع فكيف لهذا العدد مواجهة المئات من المواطنين؟
ما شاهدته اليوم والأيام السابقة لا يُبشّر إطلاقاً بأنَّ البنوك ستفلح في تلبية كآفة إجراءات المواطنين حتى وإن أصبح كل الموظفين يعملون في هذا الأمر وأمام كل شخصٍ ماكينة عد النقود، ولسان حال كل المواطنين أن يفتح الله على البنك المركزي في زيادة أيام الإستبدال ولو إسبوعاً واحداً فقط.
إستبدال العملة جاء في وقت عصيب وبلا شك هو أمر تأخر كثيراً رغم أنَّ العملة تمت طباعتها في يونيو الماضي وحتى تتم العملية بسلاسة وإعادة الأموال إلى الجهاز المصرفي يجب التفكير جيداً في زيادة أيام الإستبدال فما رأيناه فقط في مدينة القضارف يكفي وحسب معلوماتنا في بقية الولايات الأمر سيان.
إلى اللجنة المختصة ماذا أنتم فاعلون في تلك الصفوف التي لم تجد الحظ في عملية التبديل؟